الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

دعاة البرازيل يوحدون منابرهم الدعوية في منبر افتراضي واحد

مسلمون حول العالم - هاني صلاح

دَفعَ إغلاق مساجد البرازيل، في سياق إجراءات الحجر الصحي؛ إثر تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، دعاة البرازيل وأئمتها إلى توحيد منابرهم الدعوية في “منبر افتراضي” واحد، وجَمْعِ جماهيرهم ورواد مساجدهم عليه، وهو ما أسفر عن مشاهدات تخطت الـ6 آلاف لهذه “المجالس الدعوية من أمريكا اللاتينية”، التي تتم برعاية “المجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية فى البرازيل”، وتتواصل الآن في دورتها الثانية عبر برنامج الزووم والبث المباشر على فيسبوك..دعاة البرازيل

لا بُدَّ من استمرارية الدعوة

وحول سبب نشأة “المجالس الدعوية من أمريكا اللاتينية”، شدد –في تصريحات خاصة لـ“مسلمون حول العالم“– الشيخ الدكتور عبد الحميد متولي؛ رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية في البرازيل، على أنه: “لا بُدَّ أن تكون الدعوة قائمة؛ حتى نُبلِّغَ رسالة الله -سبحانه وتعالى- في جميع الأوقات والأحوال، سواءً في الأزمات الطارئة أم في الأحوال العادية؛ لذلك بعدما تسببت أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في إغلاق المساجد بالبرازيل، وانتقلنا في برامجنا الدعوية إلى الإنترنت، وقد نشأت فكرة تعاون أئمة ومشايخ ودعاة البرازيل في لقاء علمي واحد بشكل مكثف؛ لتجميع جماهير ومحبي هؤلاء الدعاة في وقت واحد، وعدم التشتيت في البرامج والأوقات المختلفة، والحمد لله الذي هدانا لهذه الفكرة الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل”.

وتابع: “بدأنا بتنظيم لقاءات علمية ليلية في شهر شعبان عبر الإنترنت، ثم تواصلت هذه اللقاءات بشكل يوميٍّ على مدار شهر رمضان كله، وبعد هذا النجاح الذي حققته هذه المجالس في دورتها الأولى خلال شهري شعبان ورمضان في نشر العلوم الشرعية بدول أمريكا اللاتينية؛ قررنا الاستمرار خلال شهر شوال، لكننا خلال هذه الدورة الثانية لهذه المجالس الدعوية، رأينا أنه من الأفضل الاكتفاء بيومين فقط في الأسبوع؛ حرصًا على الاستمرار فيها مستقبلًا، ومراعاةً لظروف المشاهدين وأوقاتهم”.

باللغتين العربية والبرتغالية

وحول فلسفة ومنهجية (المجالس الدعوية من أمريكا اللاتينية)، أوضح الشيخ الدكتور عبد الحميد متولي أنها “تقوم على تنظيم لقاء علمي متعدد الفقرات، باللغتين العربية والبرتغالية، يشارك فيه مجموعة من مشايخ ودعاة البرازيل، من خلال برنامج الزووم، ويتم بثه بشكل مباشر عبر الصفحة الرسمية لـ(المجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية في البرازيل) على فيسبوك”.

وتابع: “ويتولى كل شيخ وداعية تقديم فقرة من فقرات هذا البرنامج، إضافة لذلك وحرصًا على تقديم وجوه جديدة لجمهورنا، نقوم في كل حلقة باستضافة أحد العلماء من خارج دولة البرازيل، سواءً من دول الأمريكتين، أو غيرها من دول العالم، ليشارك معنا في تقديم إحدى فقرات هذا اللقاء العلمي”.

دعاة البرازيل وتفاعلٌ عالٍ منَ الجمهور

وحول اختيار الموضوعات وآلية إلقائها، قال: “نركز على الواقع، ونعطي إضاءات على مختلف نواحي الدين الإسلامي، ونربط المسلمين بالسيرة النبوية العطرة، وبالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، كما نوضح لهم آيات الأحكام الشرعية من القرآن الكريم، وكذلك نركز على مكانة الأسرة في الإسلام، وكل هذا بشكل سهل وسريع ودون إطالة”.

ولفت إلى أنه في هذه المجالس وبالإضافة لكلمات المشايخ والدعاة في العلوم المختلفة؛ “نقوم بتشجيع الجمهور على التفاعل المباشر معنا، بطرح أسئلته في أي موضوع، ويقوم المشايخ والدعاة بالرد والإجابة عنها بشكل مباشر”.

وكان من نتيجة هذا التركيز في هذه اللقاءات العلمية، سواءً من جانب مشاركة عدد من دعاة البرازيل أو من خارجها، أو بتشجيع الجمهور على التفاعل معها وطرح أسئلته؛ أن: “وصلت معدلات المشاهدة لهذا اللقاءات العلمية لعدة آلاف، كما حدث معنا في آخر لقاء؛ حيث شاهده أكثر من (6600) ستة آلاف وستمائة مشاهد”، مشيرًا إلى وجود نحو سبع دول تتحدث اللغة البرتغالية حول العالم.

انتقال التجربة لبلاد أخرى

كذلك من النتائج الإيجابية لهذه التجربة الفريدة في نوعيتها، والتي وحدت الأئمة والدعاة في أكبر دول أمريكا الجنوبية، أن: “بدأ الدعاة والأئمة في دول مجاورة الاقتداء بالفكرة وتنفيذها، وهو ما سيؤدي إلى توسعها وانتشارها إلى دول عديدة أخرى حول العالم، ومن ثمراتها رؤية المسلمين للدعاة وأئمتهم في بلدانهم متوحدين في عمل واحد، وهو ما يضفي شعورًا بالمحبة والثقة في أجواء كل مجتمع مسلم”، كما أوضح الدكتور الشيخ عبد الحميد.

مواضيع ذات صلة