الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

مؤتمر “الإسلاموفوبيا”.. لتجسير الفجوة

حسن شعيب

ليس ثمة شك أن ظاهرة الإسلاموفوبيا أصبحت خطرا يتهدد العالم كله عبر التربص بالسلام والأمن العالميين؛ حيث لا يمكن اختزال هذه الظاهرة 12في اللحاق بالعالم الإسلامي فحسب أو من ينتمي إليه حيث أنه تخطى ذلك وأصبح من الضروري أن يتصدى المجتمع الدولي والدول لها.

في هذا الصدد, شهدت إسطنبول مؤخرا انعقاد مؤتمر دولي حول “الإسلاموفوبيا”, قامت منظمة “التعاون الإسلامي” بتنظيمه تحت رعاية رئاسة الوزراء التركية، وحضور نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج، والأمين العام للمنظمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، بهدف تحسين صورة الإسلام والمسلمين حول العالم، وتكثيف إجراءات التنسيق والتعاون المتبادل بين كافة الأجهزة المتخصصة في منظمة التعاون الإسلامي.

 انعقد المؤتمر الدولي لبحث آلية عمل إعلامي من أجل اتخاذ الخطوات الإعلامية المناسبة التي تسهم في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام الغربي والرأي العام في بعض دول العالم، في مقابل الصورة المشوهة وفق ما أصبح يعرف بــ “الإسلاموفوبيا”.

من خلال المنظور الإعلامي والقانوني, انطلق المؤتمر الدولي حول “الإسلاموفوبيا في إسطنبول وذلك بمشاركة العديد من الصحافيين والأكاديميين والقانونيين, كما شارك نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج بكلمة في المؤتمر والذي قال فيها “إن مشاكل العنصرية والتمييز والتعصب والتطرف التي تنتشر تحاول التغلغل في المجتمعات مثل الفيروسات القاتلة”, مضيفا

إن “ظاهرة الإسلاموفوبيا هي إحدى تلك الفيروسات, التي ظهرت في العصر الحديث، وتُعد عاملا ضاغطا على المسلمين الديمقراطيين في الجوهر”.

أما الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي, أكمل الدين إحسان أوغلو, فقد أوضح خلال كلمته “أن التوقف عن تسييس الخطاب حول مسألة الإسلاموفوبيا سوف يدفع التعاون الدولي المتعلق بمجال مكافحة التمييز وتعزيز تكافؤ الفرص داخل المجتمعات وبين الشعوب إلى المزيد من النجاح, مشيرا إلى “أن المجتمع الدولي بحاجة إلى تعزيز آليات الخبراء بشأن القضايا المتصلة بالإسلاموفوبيا من أجل الرقي بالتفاسير الخاصة بالقوانين الدولية والمضي في تنفيذها”.

كما أضاف أوغلو “منذ تسلمي منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي, لم آلُ جهدا في الدفاع عن الصورة الصحيحة للإسلام عبر محاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا واحتوائها؛ حيث ألقى باللوم على المتطرفين ودعاة الكراهية باعتبارهم السبب الرئيس لنشر هذه الظاهرة”, كما طالب بتركيز الجهود والقيام بخطوات استباقية من قبل الدول الأعضاء بالمنظمة لمكافحة الظاهرة”.

من جهته قال الباحث الأمريكي, جون إسبيتتو: “إن الهدف من عقد هذا المؤتمر في إسطنبول في الوقت الحالي هو إيقاف ما يسمى بـ”الفوبيا” التي أدت إلى العداء والتفرقة العنصرية التي تزايدت بشكل كبير بعد أحداث الـ11 من سبتمبر 2001, مضيفا “أن المشاركين سيعملون على تحليل الأسباب التي أدت بالمجتمع الدولي لصنع مثل هذه المفاهيم الغربية عن الدين الإسلامي وإيجاد المشاريع الفاعلة لكي يسود السلام والأمن في كافة بقاع العالم”.

وفي ختام المؤتمر اتفق المشاركون على الارتقاء بمستوى التوعية والكشف عن المخاطر التي تهدد الهوية الإسلامية ونسج العلاقات مع العواصم الأوروبية الغربية وتنظيم حملات مناصرة للإسلام وتوعية مشتركة في المستقبل.

من نافلة القول التذكير بأن المؤتمر ركز على دور ومسؤولية الإعلام والقانون الدولي في انتشار أو الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا، كما بحثت سبل التعاون الممكنة بين الحكومات في الدول الأعضاء بالمنظمة مع المؤسسات الإعلامية من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة، والقضايا المتعلقة بالديمقراطية والتعددية الثقافية.

جديرٌ بالإشارة أن منظمة التعاون الإسلامي كانت قد أنشأت مرصدا أطلقت عليه “مرصد الإسلاموفوبيا” الذي نشر أول تقرير له في القمة الإسلامية الحادية عشر في داكار في عام 2008؛ حيث أصدر المرصد، منذ إنشائه عام 2007 م، خمسة تقارير سنوية رصدت بدقة الحملة المتحيزة والمتصاعدة لكراهية الإسلام والتعصب ضده, مما ساهم في رفع مستوى وعي المجتمع الدولي والحكومات والنخب السياسية بشأن التداعيات الخطيرة للإسلاموفوبيا.

في نهاية المطاف بعث المؤتمر رسالة قوية إلى العالم برمته تفيد حرص المنظمات الإسلامية على تجسير الفجوة بين المجتمعات الغربية والإسلامية وإزالة الصورة المشوهة عن العالم الإسلامي والمنتمين إليه, برغم كل المعوقات والصعوبات التي تواجههم.

——–

المصدر: الإسلام اليوم

مواضيع ذات صلة