الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

زوجي ومسلسلات رمضان

الاستشارة:

في شهر رمضان من كل عام تتجدد مشكلتي… إدمان زوجي على متابعة المسلسلات حتى في هذه الأيام الفضيلة… ولطالما نبهته وطالبته 40136c0986cbe[1]بالتخفيف ولكنه لا يلتفت إلى توسلاتي.. والمشكلة أنه يطالبني في أغلب الأحيان بالجلوس إلى جانبه لكي نتابع معاً، وهذا يشكل عليّ عبئاً نفسياً لأنه يضيِّع برَكة هذا الشهر، ويُسهم في نشأة غير سوية للأولاد… فماذا أفعل؟

المعالجة:

المستشار: محمد رشيد العويد

المتوقع في هذه المشكلة أن تكون لرجل يشتكي زوجته التي تدمن الجلوس أمام التلفزيون طويلاً لمتابعة أفلامٍ ومسلسلاتٍ وبرامجِ لهو وغناء، لكن المفاجأة كانت أن المشكلة صادرة عن امرأة تشتكي هذا في زوجها، فبارك الله فيك وزاد من أمثالك.

سأبدأ بمطالبة زوجك جلوسك معه لتتابعي ما يتابعه، فأذكِّرك بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» صحيح الجامع. وعليه أرجو أن تتوقفي عن تلبية طلبه بذلك، واقرئي عليه الحديث الشريف، وأخبريه أنك حريصة على طاعته ولكن بالمعروف، وفي ما ليس فيه معصية لله تعالى الذي لا يرضى عن متابعة ما يتابعُه.

وفي وقت من أوقات الصفاء والمودة بينكما اسأليه: لو خَصَم المسؤولون في عملك من مرتّبك ما يعادل الساعات التي تقضيها في مكاتب زملائك ألن تحرص على بقائك في مكتبك لتتسلم مرتّبك كاملاً غير منقوص في نهاية الشهر؟ وحين يردّ عليك بالإيجاب، قولي له: أنا أريد أن تنال أجرك كاملاً في نهاية شهر رمضان فلا تضيع منك هذه الساعات في متابعة تلك المسلسلات!

ثم اشرحي له برفق ولطف قائلة: والله إن خسارتنا (ولا تقولي خسارتك) أكبر من خسارة ما يُخْصَم من المرتّب! إننا نخسر صدقاتٍ كثيرة، وأجوراً عظيمة كنا سنكسبها لو أمضينا هذه الساعات في قراءة القرآن الكريم، أو كتب علمية أو دينية.

وإذا لم يكن لزوجك صبر على القراءة، فحثّيه على متابعة برامج دينية تزخر بها قنوات كثيرة في رمضان، وطَمْئنيه بأنّ له أجراً على ذلك.

ويمكنك أيضاً أن تقرئي عليه صفحات أعجبتك من كتاب وأنت تشوِّقينه لسماعها منك بإخباره عما فيها من علم نافع، أو معلومات مفيدة، أو إجابات عن تساؤلات تعلمين أنها تتردد في ذهبنه وعلى لسانه.

وأَشغليه عن متابعة تلك المسلسلات أيضاً بسؤاله عن أمور يحب الحديث عنها، مثل عمله، أو هواياته، أو غير ذلك… واحرصي على الإنصات إليه، والتفاعل مع حديثه، ولا بأس ببعض الثناء عليه وإبداء الإعجاب بما يبديه في حديثه من رأي تجدينه صائباً أو سديداً.

وإذا اضطُررت أحياناً إلى مسايرته ومشاركته في متابعة ما يُعرض في التلفزيون فانقُدي تفاهات ما يَرِد في تلك المسلسلات والأفلام بمثل قولك: إنهم يسرقون أوقاتنا، ويشغلوننا عن واجباتنا بتفاهاتهم وسخافاتهم.

ولا تنسَيْ أن تستعيني بالله تعالى عبر الدعاء بأن يصرف الله زوجك عن تلك المسلسلات، ويُبغّضه فيها، وينفِّره منها، ويشغله عنها. وأن يباعد سبحانه بينه وبينها كما باعد بين المشرق والمغرب.

كذلك احرصي على أن ترسلي له، بين الحين والآخر، رسالة هاتفية تضمنينها من كلمات الحكماء والصالحين عن الوقت وقيمته وإثم إضاعته.

المصدر: منبر الداعيات.

مواضيع ذات صلة