القائمة الرئيسية
 الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس
أكاديمية سبيلي Sabeeli Academy

التوزيع الديني عام 2050.. الإسلام الأسرع انتشارا

نورالدين قلالة

ذكرت دراسة أمريكية حديثة أن الإسلام سيكون الدين الأسرع نموا في العالم خلال الأربعة عقود المقبلة. وأشارت الدراسة التي أجراها مركز “بيو” الأمريكي إلى أنه بحلول عام 2050، سيرتفع عدد المسلمين حول العالم من 1,6 مليار شخص إلى 2,7 مليار، ليقارب عددهم عدد المسيحيين في العالم.

من المتوقع أن يشكل المسلمون ثلث سكان العالم

الدراسة ذكرت أن من المتوقع أن يشكل المسلمون ثلث إجمالي سكان العالم المتوقع أن يصل على 9 مليار نسمة بحلول عام 2050، كما توقعت نمو ديانة المسيحية أيضا وارتفاع عدد المسيحيين من 2,17 مليار نسمة إلى 2,92 مليار ما يمثل نسبة 31% من إجمالي سكان العالم.

واللافت وفقا للتقرير أن أوروبا -المنطقة الوحيدة التي ستشهد انكماشا في عدد السكان- سينخفض فيها عدد المسيحيين من 553 إلى 454 مليونا، كما سينخفض عدد المسيحيين في الولايات المتحدة من ثلاثة أرباع عدد السكان إلى الثلثين في العام 2050.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد اليهود في العالم من 13 مليونا و860 ألفا عام 2010 إلى 16 مليونا و90 ألفا عام 2050. ووفقا لنتائج الدراسة، فإن أعلى نسبة للتحول بين الأديان توجد بين المسيحيين، وتوقعت أن يتحول 106 ملايين شخص عن الديانة المسيحية بين عامي 2010 و2050، مقابل تحول 40 مليونا إلى المسيحية.

اليهودية تخسر 300ألف والإسلام يربح 3 ملايين

ومن المتوقع أن تخسر الديانة اليهودية 300 ألف نتيجة للتحول الديني، في حين سينضم ثلاثة ملايين للدين الإسلامي.

وتتوقع الدراسة أن تصل نسبة المسلمين في أوروبا 10% بحلول 2050، وأن تتجاوز نسبة المسلمين في الولايات المتحدة نسبة اليهود بحلول العام نفسه.

وستكون الديانة الهندوسية في المرتبة الثالثة وستشكل 14.9% من سكان العالم، يليها 13.2% ممن لا يعتنقون أي ديانة.

ويتوقع التقرير أن تصبح الهند الدولة الأولى من حيث عدد السكان المسلمين مع بقاء الغالبية للهندوس، لتتخطى بذلك إندونيسيا.

6 من10 إما مسلمون وإما مسيحيون

بحلول عام 2050، سيكون ستة أشخاص من أصل عشرة إما مسلمين وإما مسيحيين، وبذلك يماثل المسلمون تقريبا المسيحيين في العدد ونسبتهم من السكان على مستوى العالم، والتي تعتبر المرة الأولى في التاريخ أن يتم ذلك التوازن.

وتستند الدراسة إلى سلسلة من المتغيرات الديموغرافية مثل الخصوبة والتركيبة العمرية وأمد الحياة في ١٩٨ بلداً كما تستعرض تغيير الناس لأديانها ، في الأماكن حيث الأرقام متاحة، والهجرة بين البلدان.

كما توقعت الدراسة أنه في عام 2100 سيتخطى عدد المسلمين حول العالم عدد المسيحيين، إلا أن واضعي الدراسة -التي استغرقت 6 أعوام- غير متأكدين من تلك النسبة، حيث استندت لإظهار النتائج على بيانات مجمعة من 234 بلدا.

وتوقعت الدراسة الأمريكية أن تكون الأديان الرئيسية الخمسة هي؛ البوذية، والمسيحية، والهندوسية، واليهودية، والإسلام، فضلا عن الديانات الشعبية بما في ذلك الملحدين، ووصف المركز الدراسة بأنها الأولى من نوعها حيث اعتمدت على معدلات الخصوبة، وسن السكان، والوفيات، والهجرة، وتحول التوجهات.

زيادة الملحدين وتغير أماكن المسيحيين

وقالت الدراسة إن الملحدين غير المنتسبين دينيا لأي جماعة، سيزداد عددهم في أمريكا من 16% إلى 26%، ولكن ستنخفض نسبتهم في الإحصائية العالمية.

كما ستنخفض نسبة المسيحيين في الولايات المتحدة من 75% إلى 66% وسيتجاوز المسلمون اليهود ليصبحوا أكبر دين غير مسيحي منتشر في أمريكا.

ومن الأمور اللافتة التي كشفت عنها الدراسة هي أنه وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تبقى أعداد المسيحيين ثابتة ، ما يقارب 31 إلى 32% من إجمالي عدد السكان في العالم، وتشير الدراسة إلى أن أماكن تواجد المسيحيين ستتغير.

فمن المتوقع أن يعيش أربعة من أصل عشر مسيحيين (388 في المئة) في أفريقيا جنوب الصحراء بحلول العام 2050 أي ارتفاع 24٪ من المسيحيين في هذه المنطقة بالمقارنة مع العام 2010.

وبالإضافة إلى ذلك، تراجعت نسبة المسيحيين في أوروبا بشكل ملفت فانخفضت النسبة من 66٪ من إجمالي عدد السكان في العام 1910 إلى 26٪ في العام 2010 ومن المتوقع أن تنخفض أكثر بعد إلى 16٪ في العام 2050.

إنّ الدين الإسلامي مُنتشِر بشكلٍ كبير وواسع في كافّة أرجاء العالم ويُعتبر هذا الدين من أعظم الديانات السماوية التي اختصها الله سبحانه وتعالي لعباده. والإسلام خير الديانات السماوية التي حرص خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله علية وسلّم على نشرها في كافّة بقاع الأرض، وانتشر الدين الإسلامي في كافّة أرجاء ومَناطق العالم، وغطّى أجزاء كبيرة من الكرة الأرضية.

عدد المسلمين في الصين

تُعتبر دولة الصين من أكبر الدول التي تضُم أكبر عدد من المُسلمين مع العلم أنّها  ليست بدولة إسلامية، ويبلغ عدد المسلمين المُنتشرين في مختلف المدن الصينية ما يقارب 120 مليون مسلم، والذين تمكنوا من الاندماج في المجتمع الصيني خلال فترة الحكم المغولي في الصين وحتى الآن، وعلى الرُّغم من اندماج العرب المسلمين في الصين مع كافة فئات وشرائح والديانات المختلفة المنتشرة في المجتمع الصيني إلا أنهم تمكنوا من المحافظة على العادات والتقاليد الإسلاميّة والتمسك بشرائع الدين الإسلامي، الأمر الذي ساعدهم في تولي مناصب عالية ومهمة في عهد الدولة المغوليّة، بالإضافة إلى الظهور والانتشار السريع للفن الإسلاميّ في الصين، وحرص المسلمين على تثبيت أنفسهم في مختلف مناطق الصين من خلال المصاهرة من الأسر المسلمة في الصين من الصينيين والعرب وغيرهم من الأجانب.

عدد المسلمين في أمريكا

لا تتعدى نسبة المسلمين في الولايات المتحدة 1%، بل هي أقل من ذلك، لكن قد يخيل لمتابع نشرات الأخبار وانشغال الرأي العام الأميركي بهم أن نسبتهم قد تفوق العشرة أو العشرين بالمائة. لكن هذا الانشغال النابع عن علاقة معقدة بين الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وبين دول الشرق الأوسط، التي أغلب سكانها من المسلمين، ينعكس بكل تعقيداته السلبية على المسلمين الأمريكان أنفسهم. ولا يأخذ هذا الانشغال بنظر الاعتبار أن “إسلام” حوالي ثلاثة ملايين مسلم أميركي يختلف باختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم، ناهيك عن درجات إيمانهم أو تديّنهم وشخصياتهم، إضافة إلى كون هويتهم الثقافية، خاصة المولودين في الولايات المتحدة، ذات مكون أميركي بشكل رئيسي. وأغلب المسلمين في الولايات المتحدة من المهاجرين، وتعود أصولهم إلى أكثر من 77 دولة. وبحسب “مجلس العلاقات الخارجيّة”، فإن نسبة التعليم وحمَلَة الشهادات بين المسلمين في الولايات المتحدة من أعلى النسب بين الأقليات الدينية، حيث تأتي في المرتبة الثانية بعد اليهود الأمريكان.

وبالنسبة لأستراليا، فإن عدد المسلمين في أستراليا- وفقا لآخر إحصاء سكاني في عام 2011- هو قرابة النصف مليون (2.2% من إجمالي عدد السكان)، ولكن يعتقد أن العدد الفعلي الآن قد تجاوز المليون مسلم، والسبب أن الكثير من المسلمين لا يذكرون ديانتهم في استمارات الإحصاء السكاني، خوفاً من مراقبة الدولة لهم.

عدد المسلمين في الهند

تُعدّ دولة الهند من أشهر الدول الغربية التي تضُم أكبر عدد من المسلمين، ويتواجد بها العديد من المساجد الخاصة بالمسلمين، بينما وصلت الديانة الإسلامية إلى الهند من خلال التجار العرب الذين كانوا يتعَاملون مع المَوانئ الساحلية للهند، حيثُ أنّ كلّ ميناء في البلاد كان فيه عَدد من الجماعات العربيّة المسلمة، لكن بقي الإسلام منتشرًا فقَط في المناطق الجنوبيّة من البلاد، ثُمّ بدأت الجماعات المنبوذة في البلاد والضعيفة تعتنق الديانة الإسلامية، وبعد فترة قصيرة دخلت قبيلة تشرومن، وقبيلة تيان إلى الإسلام، مما خلصهم من القيود الطبقية المفروضة عليهم، ثم انتقل الإسلام إلى مناطق الساحل الشرقي، والساحل الغربي، وإلى هضبة الدكن، وإلى الجزر الهندية، وبذلك أصبح سكان المناطق الجنوبية ذوي أغلبية إسلامية، وفي العام 92 هـ دخل الإسلام إلى المناطق الشمالية الغربية من الهند من خلال الغزوات التي قادها القائد محمد بن القاسم الثقفي، فأصبح إقليم السند، وشمال أراكان، وجنوب البنغال مناطق إسلامية.

20  مليون مسلم في روسيا

تشير استطلاعات الرأي إلى تباين مواقف الروس حيال الإسلام والمسلمين، إذ أظهر استطلاع أجراه “المركز الروسي لدراسة الرأي العام” أن نحو ثلث الروس لهم معارف من المسلمين، بينما اعتبر ربع المستطلعين آراؤهم أن الإسلام يؤدي دوراً إيجابياً في روسيا الحديثة، مقابل نفس العدد يعتبرونه سلبيا.

إلا أن مواقف الروس من دور الإسلام في العالم أجمع، أظهرت استقطابا أكبر، إذ اعتبره 20 % فقط إيجابيا و40% سلبيا.

وفي غياب إحصاءات دقيقة، يقدّر عدد المسلمين في روسيا بنحو 20 مليون شخص، ويتركز أغلبهم في الجمهوريات ذات الأغلبية المسلمة في شمال القوقاز الروسي، بالإضافة إلى جمهوريتي بشكيريا وتتارستان. ويقيم نحو مليوني مسلم في العاصمة موسكو التي تستقبل أعدادا كبيرة من المهاجرين من الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى، وفي مقدمتها طاجيكستان وقرغيزيا وأوزبكستان، نظرا لمعدلات أجور أعلى وإمكانيتهم دخول روسيا من دون الحصول على تأشيرة.

أكاذيب عن أسلمة الغرب

لا توجد معطيات دقيقة حول عدد مسلمي العالم الأوروبي، لكنّ اليمين المتطرف وآلته الإعلامية الضخمة وسياسييه، لا يتورّعون عن التحذير من الخطر الإسلامي المقبل، في ظل فوبيا الإرهاب وما يتولّد عنها.

وعلى سبيل المثال، من بين 5.5 ملايين إنسان دنماركي لا يوجد سوى حوالي 260 ألف مسلم (نصفهم من البلدان العربية)، وذلك وفقاً لأرقام رسمية (بنسبة 4.7 بالمائة) توصّل إليها الباحث في جامعة كوبنهاغن في قسم الدراسات الإقليمية والثقافية المشتركة، بريان أرلو ياكوبسن (والتقرير يستند إلى أرقام مركز الإحصاء الرسمي). لكن، في الشارع الجوابُ مختلف تماماً، بحسب الكثير من مراكز قياس الرأي “ميغافون”، حيث يظن المواطنون أن الأمر ليس أقل من 10 بالمائة، أي أكثر من نصف مليون مسلم.

ولا يختلف الأمر كثيراً في فرنسا، فالتضخيم أيضا سمة طاغية. فبمجرد أنه خلال 10 سنوات (بين 2004 و2014) ازدادت قاعات الصلاة من 1600 إلى 2450، بدأت حالة الصراخ عن “تكاثر المسلمين”، وسَرَت عملية تخويف رهيبة استُغلت وتستغل سياسيا حتى يومنا.

وإذا كانت التقارير تنطلق من أن المسلمين في فرنسا يمثلون 7.5% من سكان فرنسا، وتتنبأ بأن نسبتهم ستصل سنة 2050 إلى 9% من عموم الفرنسيين، في حالة انعدام هجرة جديدة، بل يمكن أن يصلوا إلى ما 10.9%، في حالة وقوع هجرة جديدة، فإن قراءة هذه الإحصاءات تستلزم تأكيدها وقبول منهجياتها، لأنها تصبح مادة دسمة لليمين المتطرف لإبراز خشيته من “أسلمة” فرنسا.

نظرة سلبية

ومع أن النظرة السلبية للمسلمين في الغرب قد وصلت إلى 69%، حسب تقرير بيو لعام 2016، إلا أن تزايد عدد المسلمين هو حالة طبيعية بسبب تواجدهم في مجتمعات ذات معدل زيادات منخفض.

أما عن تهديد القيم والثقافة الغربية، فمن الواضح جليا أن عدم وجود مؤسسات منظمة ومدعومة كتلك مثلا التي تنشطها الكنيسة لن تستطيع الجاليات المسلمة كحد أقصى أن تنظم صلاة عيد جماعية دون التخبط مثلا بإفتاءات ومرجعيات مختلفة بينما يسهم هذا الخطاب فقط في إثارة الكراهية والخوف للاستثمار السياسي فقط.

_____

* المصدر: إسلام أون لاين.

مواضيع ذات صلة