بكلمات يكسوها الأسى والحزن، طالب الداعية النيجيري؛ الشيخ داود عمران ملاسا جموع المسلمين- سيما العرب- بضرورة دعم المسلمين في نيجيريا، في مواجهة المد
التنصيري، الذي تتعرض له نيجيريا منذ أمد بعيد، سيما منطقة غرب جنوب نيجيريا.
فقال الشيخ ملاسا- الرئيس العام لجماعة تعاون المسلمين في نيجيريا- في تسجيل مصور له بث عبر الصفحة الرسمية لجماعة تعاون النيجيرية، على موقع اليوتيوب، قال: إنه يتحدث إلى العرب لينقل لهم هموم عشرين مليون مسلم في غرب جنوب نيجيريا، يعانون من حملات التنصير المبرمج، والممول من قبل الغرب، من أجل تسهيل التقسيم المحتمل، والقضاء على الإسلام في المنطقة كلها.
مضيفًا “أن هناك آلافا من القساوسة، ورؤساء الجمعيات التنصيرية من نفس المنطقة، يراسلون الغرب، ومنظمات الغرب، وأغنياء الغرب؛ من أجل تمويل عمليات التنصير الجارية الشديدة علينا..”.
مشيرًا إلى أن الكنائس تقوم بتنفيذ مشاريعها الضخمة التنصيرية، وهي مشاريع ممولة من الغرب، والمنظمات التنصيرية في الغرب، والأفراد، حتى إسرائيل؛ من أجل تنصير نيجيريا، لا سيما في منطقة غرب جنوب نيجيريا..
ثم تساءل: أين العرب من كل هذا؟!! مذكرًا بأن العرب هم من أدخلوا الإسلام إلى نيجيريا.. فأين هم الآن؟
كما نبه ملاسا على ضرورة تحرك العرب؛ لأن مسلمي نيجيريا لن يقووا وحدهم على مواجهة عمليات التنصير الضخمة؛ بإمكاناتهم المحدودة؛ وذلك لأن المسلمين في المنطقة أغلبية فقيرة، كما أنهم مهمشون منذ فترة الاستعمار، وحتى هذه اللحظة، حيث مكن الاستعمار للمسيحيين، وثبت وجودهم في غالب الوظائف الحكومية والمناصب السيادية..
لهذا ناشد الداعية النيجيري المسلمين بضرورة تنفيذ مشاريع النهضة الإسلامية الشاملة لحماية مائة مليون مسلم في كل مدن نيجيريا، ومنهم أكثر من ثلاثين مليون مسلم في كل مناطق الجنوب الثلاثة، ومنهم عشرون مليون في منطقة غرب الجنوب حيث تتمركز كل أنظمة التنصير والمؤامرات على نيجيريا عامة.
والذي يزيد الغصة ويعظم المصاب ما ذكره الشيخ ملاسا من أن المنصرين في نيجيريا أعلنوا مشروع تنصير غرب الجنوب، والسيطرة عليه باسم ”منطقة غرب الجنوب للمسيح”، وطلبوا من الحكومات، والمنظمات الغربية تمويل المشروع، فمولوا نتيجة لذلك مشروعًا تنصيريًا بتخصيص 40 جامعة أهلية مسيحية في نيجيريا، مقابل 5 جامعات فقط للمسلمين، وهي جامعات ذات توجه علماني، ولمهمة التجارة!! وليست جامعات إسلامية، فالمنطقة على اتساعها لا توجد بها أية جامعات إسلامية.
ومما ذكره ملاسا في رسالته الموجعة استنكاره الشديد وتعجبه من موقف العرب، متسائلا: هل العرب يخافون؟ أو يتجاهلون قضيتنا؟ أو غير ذلك؟ أو لا يعلمون ضرورة حماية مسلمي المنطقة من الدولة المسيحية المعادية للعرب في جنوب نيجيريا؟
حيث توقف المد الإسلامي الممتد من الدول العربية، ومر على الشمال، حتى وصل إلى غرب جنوب نيجيريا، حيث أوقفه البريطانيون، وأبعدونا عن تراثنا الإسلامي، والمراجع والكتب الإسلامية، اللهم إلا المذاهب الهدامة، والطرق الصوفية المتشددة، والفرقة الأحمدية، وهؤلاء أصدقاء للمنصرين ومن يعاونهم..
وختم كلامه بقوله: “الحمد لله؛ فما زلنا عندنا إلى اليوم إسلام صحيح، وأغلبية مسلمة، ولكن هذه الأغلبية في خطر، ولا بد من حمايتها”.
فهل يجد الشيخ النيجيري لكلامه جدوى؟ وهل يتحرك المسلمون؛ ساسة وعلماء ودعاء وأثرياء لإنقاذ ما يزيد عن مائة مليون مسلم من شرك التنصير، أم تضيع هذه الصرخة وتمضى كما مضى غيرها من صيحات المنكوبين، واستغاثات إخواننا في الدين من المستضعفين في شتى بلدان العالم؟
—–
** المصدر: مركز التأصيل للدراسات.