الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

شهر رمضان.. كيف تجعله نقطة انطلاق للتغيير؟

صلاح الراشد

استبيان رمضان

على قدر تخطيطك تكون استفادتك من شهر رمضان

1-  خطط لما تريد:

حدد ما الذي تريد أن تحققه من خلال هذا الشهر الفضيل، ضع أهدافاً واضحة، وحدد بالضبط ما الذي تريده. وهذه المسألة ضرورية جداً (إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل).

إذا لم تكن هناك خطة مكتوبة فلن تكون هناك نتائج، دوّن ما تريد، اصدق مع نفسك، أخبر نفسك من خلال الكتابة بما تريد، ثم ذكّر نفسك بقراءة ذلك دورياً.

انتبه من كتابة ما تريد لا ما لا تريد، لا تكتب لا أريد أن تفوتني صلاة الفجر في جماعة أو التخلص من المشاكل الأسرية؛ بل اكتب أريد المحافظة على صلاة الفجر، وأريد تحقيق حياة مستقرة نسبياً وهكذا.

لا تزاحم نفسك بأهداف كثيرة، اجتهد في التركيز على أهداف معينة.

2- أكّد على رغبتك في التغيير:

تذكر أن الرغبة هي أول شرط من شروط التغيير، بعد أن تنتهي من جلسة التخطيط اجلس في وقت آخر للتأكيد فيها على الرغبة. حتى تؤكد الرغبة أجب على سؤال: لماذا…؟، لماذا تريد أن تحقق هذا الهدف؟ اكتب لكل هدف من أهدافك سبباً أو أكثر.

بعض الأهداف ليست ذات أهمية بعد أن تحققت من دوافعها، وأنك تريد أن تستغني عنها أو أن تعدلها أو أن تؤجلها، جيد.. افعل ذلك. المهم أن تستمر على ما أنت متأكد من رغبتك تجاهه.

3- ضع مقاييس لخطتك:

بعد أن تؤكد على رغبتك وتذكر دوافعها، تأكد من وضع مقاييس لكل هدف، أجب على سؤال: متى أعرف أنني حققت الهدف؟، افعل ذلك مع كل هدف.

4-   حفّظ عقلك الباطن ما تريد:

العقل الباطن هو العقل المحرك لمعظم أمورك وتفكيرك، وبالتالي فهو الذي يصيغ شخصيتك. العقل الباطن يعمل وفق أمرين:

أ – الأمور الجلية الواضحة.                     ب – الروتين المتكرر.

يعني ذلك أن الشخص الذي يدرك ما يريده وبوضوح فإن عقله يسير تجاه هدفه ويسهّل له الأمور.

لتقود عقلك الباطن لما تريد وحتى يحقق لك ما تريد قم بقراءة خطتك المكتوبة كل يوم وحبذا أن تكون في بداية يومك أو قبل يومك.

5- طبّق كل يوم:

علماء الإدارة والاقتصاد يذكرون أن الناجحين بعد أن يرسموا أهدافهم الواضحة يبدؤون بتطبيق شيء يومياً.

كل يوم طبق ولو مسألة واحدة فقط تعينك للوصول إلى هدفك، كل يوم افعل شيئا لليوم للوصول إلى هدفك حتى ولو كان بسيطاً. أنصحك بكتابة ما تود تحقيقه في الغد ليلاً قبل أن تخلد للنوم، أو كتابة ما تود تحقيقه اليوم في بداية اليوم، أضع الوقت القليل لتوفير الوقت الكثير. الشخص المخطط والمرتب يوفر وقتاً كثيراً، افعل أنت ذلك.

اعمل جدولاً يذكر عدد المرات التي تود أن تطبق فيها حتى تحقق هدفك، أو تكون وصلت إلى برمجة مرضية فيما تريد.

اختصر وزد وفقاً لإمكاناتك وما يسمح به وقتك، المهم أن تلتزم بتطبيق ولو شيء واحد نحو الهدف، هذا فقط حتى يتبرمج عقلك الباطن على الهدف أو الأهداف المرسومة.

6- استعن بالدعاء:

استغل ساعات الإجابة، وفرصة أنك في صيام ومستجاب الدعوة، واطلب من الله تعالى أن يعينك على تحقيق أهدافك.

7-   قيّم ثم انصب وإلى ربك فارغب:

بعد أن تنتهي من الشهر الفضيل وتطبيق ما رسمته في الخطة، اجلس مع نفسك جلسة تقويم، احسب الذي حققته في خلال هذه الفترة، إذا حققت 50% فأقل فارسم خطة أقل وابدأ من جديد؛ فلا يأس مع الحياة (استعن بالله ولا تعجز)، قم فابدأ من جديد؛ فالذي يخطط ولا يحقق كل ما خطط له خير من الذي لا يخطط بتاتاً؛ لأن الذي لا يخطط لا يصل أصلاً.

إذا حققت 51% إلى 70% فهذا جيد، وأنت من المنجزين والمحققين لأهدافهم، وسوف تحقق في سنوات بسيطة ما لم تكن تحلم به.

إذا حققت أكثر من 70% فأنت من المتميزين والمنجزين بكثرة وكافئ نفسك في الإنجاز دائماً.

وصلِّ الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

—–

* المصدر: المفكرة الدعوية.

مواضيع ذات صلة