إسلام ويب
مناهج الدعوة تعرف كمصطلح يتعلق بعلم الدعوة بأنها: “نظم الدعوة، وخططها المرسومة لها”.
فيقال مثلا: نظام العقيدة، ونظام العبادة، ونظام الاقتصاد، ونظام التعليم، ونظام التبليغ. ويمكننا القول بأن كلمة منهج هنا تساوي في المعنى كلمة نظام فنقول: منهج العقيدة، ومنهج الاقتصاد، وهكذا. كما يمكننا أيضا أن نقول: المنهج العاطفي، والمنهج العقلي، والمنهج الحسي، كمناهج دعوية خاصة.
أنواع المناهج
تنقسم المناهج إلى أنواع كثيرة جدا حسب حيثيات التقسيم، ويمكن تقسيمها من عدة جهات:
أولا: من جهة مصدرها:
أ ـ مناهج ربانية: جاء بها القرآن أو السنة، وهي مناهج معصومة، لأن مصدرها الوحي المعصوم، كما قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}.
ب ـ مناهج وضعية: يعني بشرية ارتآها العاملون باجتهاداتهم البشرية، وهذه المناهج ليست معصومة، وإنما يؤخذ منها ما يناسب الحال، والوقت والزمن، والمتغيرات، ويترك ما سواه.
ثانيا: من جهة موضوعها
هي كثيرة جدا بكثرة موضوعات الدعوة وشمولها، ولمعالجتها لجميع جوانب حياة الناس. فمنها:
المناهج العقدية، والمناهج العبادية، والمناهج العسكرية، والمناهج الاجتماعية، والسياسية، والفقهية، والاقتصادية، والأخلاقية.
ثالثا: من جهة طبيعتها
أ ـ مناهج خاصة، ومناهج عامة. ونعني بالخاصة التي توضع لعلاج أو لدعوة شخص أو مجموعة أشخاص، أو لمعالجة حالة بعينها، أو لتطبيق فكرة بخصوصها. وبالعامة ما نريد أن نخاطب به عموم المدعوين.
ب ـ مناهج فردية، ومناهج جماعية. فالأول ما يخص الأفراد، والثاني يكون موضوعا لمجموعة منهم.
جـ ـ مناهج نظرية، ومناهج عملية أو تطبيقية.
ومعلوم في أصول هذه المناهج أن ما يصلح منها لجهة قد لا يصلح للأخرى، فما كان خاصا لا يعمم، وما كان فرديا قد لا يصلح للجماعة، وهكذا. فينبغي أن يختار لكل حالة ما يناسبها من المناهج.
رابعا: من جهة ما ترتكز عليه
ركائز الفطرة الإنسانية ثلاثة وهي: القلب والعقل والحس.. وعلى أساسها تنقسم المناهج إلى ثلاثة أقسام:
ا ـ المنهج العاطفي: وهو المنهج الذي يرتكز على القلب والعاطفة في الإقناع.
ب ـ المنهج العلمي: وهو المنهج الذي يرتكز على العقل في الإقناع.
جـ ـ المنهج الحسي: وهو المنهج الذي يرتكز على الحس والتجربة في الإقناع.
وكل منهج منها له أساليبه، وخصائصه، ومواضعه التي يستعمل فيها. وسيأتي تفصيل ذلك قريبا إن شاء الله.
أهداف المناهج الدعوية
نعني بأهداف المناهج الدعوية: المقصد والمطلب من وراء هذه المناهج، أو الغاية والحكمة من وراء وضعها واستخدامها. ويمكن تقسيم هذه الأهداف إلى قسمين:
أ ـ أهداف خاصة جزئية: وهو مقصد خاص من وراء هذا المنهج، ككون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ب ـ أهداف عامة كلية: وهي المقصد الأعظم والغاية الكبرى، والمطلوب النهائي من وراء المنهج كقولنا: “إنما وضع المنهج العبادي في الإسلام لإقامة العبودية لله، أو لإقامة ذكر الله. كما جاء في الحديث عن الحج: [إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله]”. وقال تعالى: عن الصلاة: {وأقم الصلاة لذكري}.
وعليه فيمكن التمثيل للهدف الخاص والعام في الصلاة فنقول: “هدفها العام إقامة ذكر الله وعبوديته، وأما أهدافها الخاصة فمنها: النهي عن الفحشاء، وكونها صلة بين العبد وربه، وتزكية النفوس”. إلخ.
وهذه الأهداف العامة الكلية تنقسم بدورها إلى قسمين:
. أهداف عامة مجملة: كقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
. أهداف عامة مفصلة: كقولنا ـ مثلا ـ الهدف من الدعوة:
ـ إحقاق الحق وإبطال الباطل.
ـ إنقاذ الناس من الضلالة إلى الهداية، أو من ظلمة الكفر والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد.
ـ بناء الشخصية المسلمة والمجتمع المسلم.
فوائد تحديد الأهداف
اعلم أن لتحديد الأهداف في أي عمل خصوصا الدعوي فوائد. فمن تلك الفوائد:
. الوضوح في أسلوب العمل.
. السلام من الانحراف عن الطريق المرسوم.
. الاستمرار في الدعوة (إما لتحقيق الأهداف الحالية، وإما للسعي في تحقيق غيرها بعدها).