إعداد: د. رمضان فوزي بديني (خاص بموقع مهارات الدعوة)
شهر رمضان شهر خير وبركة، فيه تتهيأ النفس للطاعة، وتنفتح القلوب للموعظة، فالشياطين مصفدة، وأبواب الجنة مفتّحة، وأبواب جهنم مغلّقة؛ فهو فرصة ثمينة للداعية الأريب، الحريص على السير بالناس إلى طريق الله رب العالمين؛ فهو يحسن الطَرْق على الحديد الساخن، ويقنص الصيد قبل هروبه في متاهات الدنيا ودروبها.
فيا باغي الدعوة هلا شمرت عن ساعد الجد والاجتهاد، والتهيؤ والاستعداد لهذه الفرصة، فلا ينبغي أن تدخل حلبة المنافسة دون أخذ الأهبة، والمزيد من الدربة، وهذه بعض الكبسولات الدعوية التي يفيد منها الدعاة المجدون، والمربون المتجردون، نسأل الله تعالى أن يجعلها لكم نافعة، ولوجهه الكريم خالصة..
أخي الداعية إن الفقه بضاعتك والأحكام الشرعية سلاحك؛ فربما جاءتك بعض الاستفسارات والفتاوى في فقه الصيام وأحكامه فإليك هذا الموضوع الوافي وفيه بعض الجواب الكافي؛ فهو على اختصاره يسعف عن كثير من كتب الفقه؛ لأنه استوعب المسائل التي يسأل عنها الناس في هذا الباب:
الصيام والحياة في سبيل الله
الصيام لصاحبه جُنة كابح له ابتداء، ثم هو معين له على تحمل تجاوزات الآخرين بحقه، وفي ذلك من أسباب التوافق المجتمعي ما لا يخفى، حين يكف الصيام صاحبه عن الآثام
ما لا يسع الداعية جهله من فقه الصيام
ترجيحات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم؛ لما امتازا به من مناقشة الأدلة الجزئية في ضوء مقاصد الشريعة العامة وفلسفتها في التشريعات
وبعد دخولك حلبة المنافسة، وبدء المسارعة في الخيرات، ربما تحتاج لبعض المعينات؛ حتى تضمن الاستمرار إلى النهاية، وتحصيل الأجور بتحقيق الناس للهداية؛ ولذلك إليك هذه النفحات:
أيها الصائمون الكرام: لقد جاءت نصوص الشرع آمرةً بالدعوة، منوهةً بشأنها، محذرةً من التخاذل في تبليغها، مبينةً فضائلَها والأجورَ المترتبةَ عليها.
كيف أدعو الناس في رمضان؟
فإن شهر رمضان فرصة لدعوة الناس، لتهيئتهم وجدانياً لسماع الحق، وإن من حكمة الداعية استثمار ذلك، ومن وسائل الدعوة وطرائقها في رمضان…
الدعوة والدعاة في رمضان
فيا من خصّك الله -تعالى- بشيء من العلم، وأكرمك بالعمل، وتفضل عليك بإدراك الشهر.. إليك هذه الكلمات الموجزة؛ ففي الإشارة غنية عن صريح العبارة، ففيها ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.
دور المربي في رمضان
أيام رمضان فرصة إيمانية تربوية ينبغي اغتنامها، والاستفادة منها قدر الإمكان؛ ففيها الأجواء المتميزة، وفيها انفتاح القلب للطاعات، وفيها انتشار دور المربي في رمضانالمحبة والمودة، وفيها قرب العلاقات وتحسنها.. وغير ذلك مما هو معروف في رمضان.
برنامج مقترح للأئمة والخطباء في رمضان
مما لا شك فيه أن رمضان فرصة ذهبية للأئمة والخطباء؛ فهو موسم من مواسم الخير، تهفو القلوب والأرواح فيه إلى الله عز وجل، تمتلئ المساجد بالمصلين، يستمع الناس إلى دروس العلم، تَكثُر فيه الصدقات
وأنت أخي المسلم، يا من لم تتمرس بالدعوة تمرسا كبيرا، ولم تنل من أساليبها قسطا وفيرا، عليك بمراقبة أهل بيتك، وإن وجدت منهم تقصيرا، فالزم هذه النصائح المفيدة:
في شهر رمضان من كل عام تتجدد مشكلتي… إدمان زوجي على متابعة المسلسلات حتى في هذه الأيام الفضيلة… ولطالما نبهته وطالبته بالتخفيف ولكنه لا يلتفت إلى توسلاتي.. والمشكلة أنه يطالبني في أغلب الأحيان بالجلوس إلى جانبه لكي نتابع معاً
وعودا إليك أخي الداعية.. فحتى تنجز منافستك للنهاية، لا بد من مراقبة مراحل السباق، وتحصل ما فيه من نقاط قوة تقابلك في الطريق؛ فاحرص على قراءة هذين الموضوعين:
وإذا كان هذا الفضل العميم طوال الشهر الكريم؛ فإنه يزداد ويتضاعف في العشر الأواخر منه؛ تلكم العشر التي يختم الله بها هذا الشهر
من إلهامات رمضان.. ليلة القدر
في ليلة من ليالي هذا الأسبوع بلجة صافية ساكنة، لا حارة ولا باردة، كأن فيها قمراً ساطعاً لا يرمي فيها بنجم، أطفأتُ مصباح مكتبي المتصل بحديقة المنزل
وبعد انتهاء المنافسة والوصول لنقطة النهاية، لا ينبغي لك أن تفرط فيما جمعته من نقاط، وما تحصلت عليه من مكاسب؛ فتكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا؛ فاحرص على ما يلي:
يقول الله عز وجل {فإذا فرغت فانصب}؛ أي إذا فرغت من عبادة وطاعة فابدأ في غيرها، وهكذا حتى تكون حياة المسلم كلها مشمولة بالطاعة وتحقيق العبودية الخالصة لله تعالى