الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

حوار ببريطانيا عن أثر الرسول في إرساء العدل والأمن في العالم

شهدت جامعة برونيل Brunel University غرب لندن قبل أيام حواراً ثقافياً بين الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم وعدد من طلاب الجامعة من جنسيات متعددة مسلمين وغير مسلمين.

 وفتح الدكتور الشايع موضوع الحوار حول الهدي النبوي في تصحيح مسار المكلفين من الإنس والجن لتحقيق العدل والأمن Muhammad the Messenger of Allah (PBUH) corrects the path towards justice and peace.

 وأوضح الشايع أن الله تعالى خلق الخلق لعبادته، وأنه سبحانه كلَّف رُسله ببيان المنهج الصحيح لإخلاص الدِّين له جلَّ وعلا، وليقوم الناس بالقسط والعدل، وأن الله أنزل على الرسل كتباً مقدسة لبيان هذا المنهج الرباني، واستشهد بقول الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [سورة الحديد: 25]، وأن آخر هذه الكتب هو القرآن كما قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [المائدة: 48]، كما أن آخر الرسل وخاتمهم هو محمد عليه الصلاة والسلام، لقول الله سبحانه في القرآن الكريم: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب:40].

 وبين الأمين العام المساعد لهيئة التعريف بالرسول ونصرته أن الرسل جميعاً رسالتهم واحدة، لكن قد تختلف الشرائع، مع اتحاد أصل الدعوة، مستشهداً بالآية الكريمة: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، وأن الرسل جميعاً كانوا يبشرون أقوامهم ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام، كما نص عليه القرآن وكما وُجد في الكتب المقدسة.

 وبيّن الشيخ الشايع أن الرسول محمداً عليه الصلاة والسلام كانت بعثتُه في وقت وصلت فيه البشرية إلى شبه انسلاخ من عقيدتها الصحيحة، ومن أخلاقياتها الإنسانية الكريمة، فجاء محمد عليه الصلاة والسلام ليعيد الناس إلى جادة الصواب، وهذا ما تحقق خلال أقل من ربع قرن، وكان أساس دعوته الحكمة والموعظة الحسنة، إلا من اعتدى وعاند، فلم يمت عليه الصلاة والسلام إلا بعد بلغ رسالته وأدى أمانته، قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].

 وأكد الشايع براءة الإسلام من أعمال البغي والاعتداء والظلم والجور، فالإسلام يحفظ الحقوق ولا يهدرها.

 وقد شهد الحوار بين الشيخ الشايع والطلاب الحاضرين طرح عدد من الأفكار والرؤى والتساؤلات، وبخاصة عن التعامل والعلاقات بين المسلمين وغير المسلمين، سواء في المجتمع الأكاديمي، أو في عموم مجالات التعامل. كما شهد الحوار إجابة الشيخ الشايع عن عدد من الشبهات في المجتمع الغربي عن الإسلام وعن الرسول عليه الصلاة والسلام.

 وقد أبدى الحاضرون سرورهم بهذا اللقاء الثقافي الحواري، مطالبين بتكراره.

 يشار إلى أن هذا اللقاء الثقافي كان بترتيب وتنسيق من جمعية الطلبة السعوديين بجامعة برونيل Brunel Saudi Society في لندن، والتي كرَّمت ضيفها الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع بحضور رئيس الجمعية رائد الطويرقي، وكذلك رئيس النادي السعودي في لندن عماد الرفاعي.

———

المصدر: إسلام أون لاين.

مواضيع ذات صلة