القائمة الرئيسية
 الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

أنواع الإقناع وأنماطه في الدعوة إلى الله

تاريخ النشر الأصلي 2013-12-29 19:57:43.

د. الجوهرة بنت محمد العمراني

يأخذ الإقناع في الدعوة إلى الله عدة أنماط وطرق، ويمكن تحديدها من خلال أن الإقناع إما أن يكون مباشراً أو غير مباشر.3d puppet with an megaphone

والإقناع المباشر في الدعوة إلى الله تعالى: يخاطب الفرد أو المدعو بشكل تلقائي، وهذا يستثير في العادة دفاع المدعو؛ وهو ما يجعله يُبدي مقاومةً نفسية متزايدة ينتج عنها في الغالب عدم القبول أو التأثر.

الإقناع غير المباشر: ويكون في العادة متواريا، ولكنه هنا يدفع المدعو إلى استنتاج الأمور بنفسه، ومن ثم يعمد إلى اتخاذ القرارات بصدد الموضوع المطروح من تلقاء نفسه؛ وهو ما يُشعره بالرضا والراحة النفسية.

 وتختلف أنواع الإقناع وطرقه ووسائله؛ فمن حيث الوسيلة هناك:

الإقناع الفردي المباشر ويكون بالحوار، أو الإعلان، أو وسائل الإعلام ونحوها.

 أما من حيث المستهدف فيكون من خلال العلاقات الأسرية، أو من خلال التأثير الاجتماعي، أو من حيث المهنة والوظيفة ونحوها.

وتختلف أنواعه من حيث المضمون؛ فهناك الإقناع الديني، والسياسي، والإداري والتجاري وغيره.

وتتنوع أنماط الإقناع ومنها:

1-                                         الإقناع النـزالي: ويكون فيه طرف قوي متسلِّط وطرف ضعيف متسلَّط عليه، أو فيه طرفان كل واحد منهما يريد أن ينتصر على الآخر ويهزمه، وكأنه في معركة قتالية[1].

وهذا النوع لا يتوافق مع روح الدعوة الإسلامية التي تدعو إلى التفكير والانتقاء، يقول تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[2].

2-      الإقناع المشترك: وهو إقناع متبادل بين الطرفين؛ حيث إن كل طرف يريد إقناع الآخر للوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين ومحققة لمصلحتهما[3]، ويستخدم الدعاة إلى تعالى هذا النوع من خلال الحوار والمناظرة، ويتطلب سعة العلم، وقوة الحجة من الداعية للوصول إلى تحقيق النتائج الإيجابية لحواره.

3-     الإقناع الشمولي: وهو إقناع فيه رُقي ونظرة شمولية؛ حيث يتم فيه استخدام العديد من الأساليب والفنون، وهدفه أيضا تحقيق المصلحة للطرفين[4] ، وتتعدد أساليب الداعية ومهاراته هنا لإقناع المدعو بمضامين الدعوة إلى الله تعالى، والداعية الواعي يجتهد بمختلف الأساليب والوسائل للتأثير على المدعو ليحظى بفضيلتي نشر الدعوة إلى الله تعالى وفضائل الاستجابة.

عوامل نجاح الإقناع

يُعد الإقناع ناجحا إذا صدرت القرارات من الجهة المستهدفة؛ بحيث تكون موازيةً لما تطرحه من مواضيع أو أفكار ورؤى، ويتطلب نجاح الإقناع:

1. الإخلاص لله تعالى.

2. الاقتناع بالفكرة.

3. تهيئة المناخ المناسب لإقناع المدعو:

وهذه الخطوة تُعد خطوة مستمرة وممتدة، تشمل وتغطي كافة الفترات الأخرى التي يتم فيها الاتفاق النهائي عليها وجني المكاسب الناجمة منها[5]:

1-    التأدب بسمات ومهارات التفاوض والإقناع.

2-    الاستعداد والالتزام العملي بالتخطيط الدقيق لكل التفاصيل وإيجاد البدائل.

2. الشجاعة في الاستعانة بالفريق المساعد في الوقت المناسب.

3. الحكمة والصبر والانتظار حتى تظهر الصورة بأكملها.

4. الثقة بالنفس القائمة على المعرفة  والتعامل مع الطرف الأقوى[6]

المراجع:

 [1] انظر قوة الإقناع ، ص34 .

[2] سورة البقرة : 256 .

[3] انظر قوة الإقناع ، ص34 .

[4] انظر قوة الإقناع ، ص34 .

[5] التفاوض والإقناع ، ص19.

[6] مهارات وفنون إدارية – التفاوض والإقناع – / يوسف أبو الحجاج، دار الوليد، ط: (1)، ت: (2010 م) ص110.

———–

المصدر: موقع رسالة الإسلام.

مواضيع ذات صلة