الشاعر أحمد محرم
إلى الغاية القصوى وإن شئتَ فازددِ *** وما يكُ من صعب فذلِّل ومهَّدِ
هي الهمة اشتدت فما من هوادة *** وإن خيف شر الحادث المتشدد
إلى المظهر الأسمى فما لك دونه *** معاجٌ ولا للصحب من متردد
إلى ما وراء العزم إلا لاح مطلب *** هنالك أو شاق المنى وجه مقصد
بنا ظمأ يا فتح ما حان موعد *** من الورد إلا ارتد عنه لموعد
تطاول حتى ما يُبلُّ غليله *** سوى المورد الأقصى فكبِّر وأورد
أتفهق بالري الحياض لأهلها *** ونحن نعاني غلة الحائم الصد
أغثنا بشرب كالذي ذاق قومنا *** فكان لهم نورا به الروح تهتدي
له قطرات من سنا الوحي أشرقت *** من الحسن إشراق الجمان المنضد
تطالع آفاق الحياة وتنتحي *** ثواقب ترمي كل أفق بفرقد
بهاتيك فاهدِ القوم يا فتح واتخذ *** لهم في ذراها مصعدا بعد مصعد
أراهم حيارى لا يصيبون هاديا *** وفيهم كتاب الله يا فتح فاشهد
تباركت ربي أنت علمتنا الهدى *** تباركت من هاد أمين ومرشد
فتى الفتح هذا ما ورثت من التقى *** عن المورثينا كل مجد وسؤدد
أرى كل ميراث جليل محببا *** ولا مثل ميراث النبي محمد
فذلك كنز الدهر من يك جاهلا *** فعندك علم العبقري المسدد
أقم من بناء الله كل مهدَّم *** إذا القوم هدوا كل عال ممرد
ألست ترى القوم الذي تألبوا *** على دينه من خارجي وملحد
أرى أمة تأبى على كل مصلح *** وتلقي بأيديها إلى كل مفسد
مبددة الأهواء لم تستقم على *** سبيل ولم تأخذ برأي موحد
لكل فريق سامري يضله *** بعجل تراه العين في كل مشهد
كأنك إذ تبغي الهدى أو تقودها *** إلى الحق ترميها بصماء مؤيد
أعدها إلى الإسلام إن كنت تبتغي *** لها الرشد واصرفها عن الغي والدد
أهبت بها ردي عنانك وارجعي *** فإن يك منها مرجع فكأن قد
دعوتك ربي فارزق الفتح أمة *** يريها سجايا الفاتحين فتقتدي
بنى كل جياش القوى ووهت يدي *** فما أنا بالباني ولا بالمجدد
لك الأمر ما رشد الشعوب إذا غوت *** علي ولا أمر الممالك في يدي