تحت رعاية وحضور حضرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أقيم صباح أمس حفل افتتاح المؤتمر العالمي الخاص بتفعيل دور المرأة في العمل الخيري وذلك
بفندق الريجينسي.
وكان في استقبال سموه وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب عبد المحسن الصانع، ورئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المستشار في الديوان الأميري د.عبدالله معتوق المعتوق وأعضاء اللجنة المنظمة.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم، ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم محمد الخرافي، وكبار الشيوخ، وسمو الشيخ ناصر المحمد، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف بن راشد الزياني، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح، وكبار المسؤولين بالدولة.
إنجاز جديد
من جانبه قال د.عبدالله معتوق المعتوق: إن الرعاية الكريمة تأتي من صاحب السمو تعبيرا عن إيمان سموه بمكانة المرأة وأهمية دورها في بناء المجتمعات ونهضتها وبهذه الصفة المضيئة يضيف سمو الأمير إنجازا جديدا إلى سجله الحافل بالمبادرات والمواقف الإنسانية التي سيسجلها التاريخ الإنساني بمداد من ذهب واحرف من نور.
وأضاف المعتوق أن تاريخ سمو الأمير الزاخر بالأعمال الإنسانية والتنموية في شتى المجالات استوجب على الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية أن تتوج سموه قائدا للعمل الإنساني وأن تسمى دولة الكويت مركزا إنسانيا عالميا تقديرا لدور سموه اللامحدود في مجال العمل الإنساني والإنمائي وقيادة دولة الكويت إلى صدارة المشهد الإنساني العالمي.
ترسيخ
وزاد المعتوق: تحية فخر واعتزاز أوجهها لسمو الأمير لسعيه الدؤوب إلى ترسيخ الهوية الإنسانية لدولة الكويت وحرصه الدائم على تعميق كل صور التكافل الإنساني والتراحم البشري من خلال مبادراته الإنسانية وإيلائه كل الرعاية والعناية للقطاع الخيري في البلاد بما يمثله من قيمة إسلامية إنسانية أصيلة وقطاع رائد ضمن قطاعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والشكر موصول لسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك والوزراء والنواب الذين نلقى منهم كل دعوة وتشجيع للمضي قدما في إظهار الوجه الإنساني المشرق لبلادنا الحبيبة كويت الخير والعطاء.
رسالة
وأضاف المعتوق أن هذا المؤتمر يأتي تحقيقا لرسالة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الداعمة لكل شرائح المجتمع الإنساني والإسهام في رفع القدرات الخيرية والتطوعية للمرأة لتحقيق أعلى المستويات الفاعلية والكفاءة والإنتاجية في مواجهة متطلبات الأوضاع الإنسانية في العالم.
وأود الإشارة إلى أنه حينما وضعنا أهداف المؤتمر ومحاوره حرصنا أن يكون مؤتمرا علميا رصينا في رصده وتشخيصه ودراسته لواقع المرأة في البلاد العربية والإسلامية فنظمنا العديد من ورش العمل والاجتماعات التنسيقية والتشاورية منذ انطلاق المبادرة في مارس 2012 لمناقشة أهم التحديات التي تحول دون تفعيل دور المرأة، واستعرضنا أبرز التوجهات المعاصرة والتجارب الإنسانية الناجحة وذلك من منظور علمي وعملي دقيق.
وحرصنا في هذه الورش على استضافة نخبة متميزة من القيادات النسائية والمفكرين والعلماء والمختصين من جميع أنحاء العالم لدراسة المبادرة والإسهام في تطويرها ومناقشتها من جميع زواياها في ضوء واقع المرأة في مجتمعاتنا والأهداف المرجوة.
وقد خرجنا برؤية مشتركة تفيد بأن العوائق التي تحول دون تفعيل دور المرأة هي موروثات ثقافية واجتماعية وعادات وتقاليد لا علاقة لها بالدين الإسلامي الذي انصفها وكفل لها الحماية والرعاية.
إن الإسلام شمل المرأة في جميع تشريعاته بعطف كريم ورعاية رحيمة وسما بها إلى منزلة رفيعة لم تصل إلى مثلها في أي شريعة أخرى من شرائع العالم قديما أو حديثا وساوى بينها وبين الرجل في معظم شؤون الحياة ولم يفرق بينهما إلا حيث تدعو طبيعة كل من الجنسين ومراعاة الصالح العام وصالح الأسرة وصالح المرأة نفسها.
إيمان
ولفت المعتوق إلى أن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إيمانا منها بأهمية دور المرأة ومكانتها أطلقت هذه المبادرة التي تسعى إلى إصدار وثيقة تكون بمثابة دستور يفعل وينظم ويضبط طبيعة المرأة في ميدان العمل الخيري، مضيفاً: نظمنا هذا المنتدى العلمي العالمي ودعونا له العلماء والوزراء والمختصين من جميع أنحاء العالم لبحث هذه المبادرة ومناقشتها في ضوء الفقه الإسلامي الأصيل الذي يتسم بالمرونة والتجدد ومراعاة الأوضاع الإنسانية وفي ظل حرص الشريعة الإسلامية على الإسهام في رقي المجتمعات وتقدمها وتعاونها على مر العصور.
حضرة صاحب السمو أصحاب السمو والمعالي والسعادة الأخوة والأخوات لا يفوتني في ختام كلمتي أن أتقدم بالشكر الجزيل لأعضاء اللجنة العلمية واللجنة التحضيرية للمؤتمر وجميع اللجان المنظمة على ما بذلوه من جهد كبير وعمل متواصل من أجل التحضير والإعداد للمؤتمر وإخراجه بأحسن صورة، كما أسجل بكل التقدير تلبية الدعوة من قبل الأخوة والأخوات الأكاديميين والباحثين والمحاضرين الذين لبوا دعوتنا للمؤتمر ليسهموا بما لديهم من خبرات واسعة في إثراء محاوره وورش العمل والحلقات النقاشية، وأخص بذلك الأخوة الكرام من خارج الكويت الذين تحملوا مشقة السفر.
دور محوري
من جهته قال وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع: إن الدور المحوري الذي تلعبه المرأة المسلمة في بناء المجتمعات وتماسكها والنهوض بها لم يعد خافيا على أحد، ولعل مشاركتها الفاعلة في العمل الخيري تخطيطا وتنفيذا وميدانا لهو أكبر دليل على أنها لبنة أساسية من لبنات النشاط الخيري على اختلاف مظاهره ومستوياته فهي الداعية إلى سبيل الرشاد والحق وهي المنفقة من مالها برا وإحسانا وهي النهر المتدفق بعطائها وإنسانيتها وإخلاصها.
وأضاف الصانع أن هذه الفعالية العالمية التي خصصها المنظمون لبحث دور المرأة في العمل الخيري ما هي إلا واحدة من البصمات المباركة التي حرص على تشجيعها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إيمانا من سموه بأهمية امتداد الذراع الخيرية إلى أصقاع المعمورة كافة؛ فالتكافل بين المسلمين مساعدة وعطاء وإنفاقا ورعاية من موجبات ديننا الحنيف، ولن نذيع سرا إذا ما قلنا: إن سمو الأمير كان من أوائل القيادات العربية والإسلامية التي أسهمت في تفعيل مصطلح (الدبلوماسية الخيرية)، كما كان لسموه السبق في العمل الإنساني الأممي وهو ما دعا هيئة الأمم المتحدة إلى منحه لقب (القائد الإنساني).
وأشار الصانع إلى أن العمل الخيري منذ قدم تاريخ الكويت يحظى برعاية دائمة من القيادات السياسية المتعاقبة وما نراه من جمعيات خيرية رائدة على رأسها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ما هو إلا تكريس لديمومة النشاط الخيري بمختلف مجالاته ودعم رسالته وفق أسس صحيحة تبني المجتمعات ولا تهدمها.
دعم
بدورها قالت رئيسة اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر شذى المشري: إن أميرنا أمير الخير عودنا أن يكون داعما للمرأة في كل مجالات عملها وجوانب اهتمامها، وتوج هذا الاهتمام بدعمه اللامحدود ومساندته الكريمة لدورها في العمل الخيري حيث بدا هذا جليا بتبنيه لهذا المؤتمر إيمانا منه بضرورة تفعيل دور المرأة لتسهم بما لديها من كفاءة وقدرة وعزم وإرادة لتحقيق المشاركة التكاملية مع أخيها الرجل في بناء المجتمعات وتطويرها والارتقاء بها نحو الأفضل في إطار شريعتنا الإسلامية الغراء.
وثيقة المرأة
وأشارت إلى أن خطة العمل في الوثيقة بدأت بتنفيذ العديد من ورش العمل التنفيذية التي جمعت نخبة من قيادات العمل الخيري النسائية من الكويت ومختلف أنحاء العالم نخبة من الكفاءات المشهود لها في الميدان العلمي والعملي في عالمنا الإسلامي في جو من التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والتجارب لخدمة العمل الخيري والعاملين فيه للبحث في هذا الأمر ولاستقراء الواقع الخاص بدور المرأة واستنباط كافة الصعوبات والتحديات والمعوقات التي تعترض تفعيل دورها وتحول دون ممارستها الفاعلة لهذا الدور وبحث سبل معالجة تلك التحديات مع كوكبة من العلماء والفقهاء والمختصين ونخبة من الوزراء والقياديين بمراكز اتخاذ القرار لتيسير انطلاقتها لأداء دورها على الوجه الذي يمكنها ويكفل لها المشاركة الحقيقية والفاعلة في تنمية المجتمع.
غاية
وأضافت المشري أن الغاية هي إصدار وثيقة خاصة بدور المرأة في العمل الخيري منطلقة من شريعتنا الإسلامية السمحة بكل ما فيها من عمق واتزان وحكمة وبصيرة ومرونة واستجابة لمتغيرات العصر تكون بمثابة السند الشرعي والمنهج العلمي والمرجعية الداعمة لدور المرأة في العمل الخيري، وثيقة تعكس كل الإشراقات الوضاءة في ديننا العظيم دين السماحة والسلام، وثيقة تبرز المكانة الحقيقية الرفيعة للمرأة في الإسلام حيث كانت المرأة منذ عصر الرسالة معلمة وملهمة ومستشارة وقائدة.
وتابعت المشري حرصنا في عملنا هذا منذ البداية على الاستفادة من كل التجارب الإقليمية والدولية ونتائج المؤتمرات السابقة ومشاركة المنظمات المحلية والإقليمية والدولية في هذه الخطوة الرائدة والمميزة ومنذ بداياتنا في هذه المبادرة حرصنا كل الحرص على توسيع دائرة الشراكة بين شركائنا الإستراتيجيين الداعمين لهذه المبادرة ومنهم: منظمة التعاون الإسلامي وهيئة كبار العلماء ومشيخة الأزهر الشريف والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة وهيئة الإغاثة الإسلامية والندوة العالمية للشباب الإسلامي والمنتدى الإسلامي العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية.
ومن داخل الكويت العديد من المراكز البحثية المتخصصة منها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بوزارة التخطيط والتنمية والهيئة الشرعية للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ولجنة استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في الديوان الأميري.
استمرار
وزادت المشري أن أبواب الشراكة ما زالت مفتوحة للجميع «فلسنا هنا بصدد الانفراد والتصدر في مثل هذه الغاية بل نحن داعمون ومؤيدون ومكملون لجهود الخير السابقة واللاحقة لإنجاح هذه الرسالة فكلنا يعي أهمية هذا العمل، ولكل منا خبرته وعطاؤه وعلمه».
وجاء تتويج هذه الجهود بتنظيم المؤتمر العالمي (دور المرأة في العمل الخيري) مؤتمر يعمل على تحقيق إنجازات فعلية بعيدا كل البعد عن النمطية والتقليدية والذي سيكون خطوة جادة نحو الهدف المرجو وهو إصدار وثيقة تكون داعما شرعيا وإطارا قانونيا ومنطلقا إنسانيا لتفعيل دور المرأة الخيري في جميع أنحاء العالم لاسيما مع ما تعانيه أصقاع كثيرة من الكوارث والأزمات وارتفاع معدلات الفقر والأمية التي تجتاح عالمنا وتتطلب تضافر كل الجهود من اجل مواجهة تداعياتها ومضاعفاتها الإنسانية.
فعاليات
وتم إلقاء أنشودة وطنية لاقت استحسان الحضور، وألقى ممثل ضيوف المؤتمر د.عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي في جمهورية السودان وعضو مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية كلمة أشاد فيها بالدور الإنساني لحضرة صاحب السمو أمير البلاد ودعمه الأبوي لدور المرأة في العمل الخيري. كما تم عرض فيلم وثائقي عن تبني الهيئة لمبادرة تفعيل دور المرأة في العمل الخيري.
بعدها تم تكريم حضرة صاحب السمو أمير البلاد بمناسبة إطلاق الأمم المتحدة لقب (قائد للعمل الإنساني) على سموه، كما تفضل سموه بافتتاح المعرض الخاص بالمؤتمر.
—–
* المصدر: وكالة كونا.