المركز الألباني للفكر والحضارة الإسلامية من المراكز الثقافية التي تمثل جسرا للتواصل الثقافي بين الشعوب، ومنارة إشعاع حضاري في أوروبا، يقدم التُّراث والفكر الإسلامي
للباحثين الألبان، ويسهم في توعية الجمهور الألباني بحضارته وثقافته وتاريخه، ويعمل على حماية التراث الألباني الأصيل من الذوبان في التقاليد الأوروبية، وذلك عبر العديد من الفعاليات الدعوية والثقافية المتمثلة في تنظيم المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسيَّة والمعارض المشتركة، والتي من شأنها أنْ تُسهم في تبادل الخبرات والآراء بين الباحثين في مجالات الفكر والحضارة الإسلاميَّة.
حماية التراث والتقاليد الإسلاميَّة
ويسعى المركز لتحقيق العديد من الأهداف، ومن أهمها- كما يقول مديره العام د.رامز مصطفى زكاي- حماية التراث والتقاليد الإسلاميَّة في المجتمع الإسلامي ومسلمي البلقان بشكل عام، وتقديم التراث والتقاليد الإسلامية الصحيحة والمتكاملة، والفكر الإسلامي بطريقة علميَّة إلى الجمهور والباحثين الألبان بشكل خاص، وتشجيع العلاقات بين الألبان الذين يعيشون في منطقة البلقان والبلدان العربية والإسلامية في مجالات التاريخ والفن واللغة والفلسفة والآثار وغيرها، وإبرام الاتفاقيَّات الثنائية في حقل تبادل المنح الدراسيَّة، والمساعدات العلميَّة والتعليمية للدراسة في الجامعات الألبانية والعربية والإسلامية.
توثيق الفن المعماري الإسلامي
وقد برع المركز -كما يشير د. زكاي- في دراسة وتوثيق فن المعمار الإسلامي الألباني، وذلك بالتعاون مع المؤسسات المختصة في هذا المجال، وإنشاء المكتبات الإسلاميَّة المتخصصة والمُجهَّزة بآلات التصوير والقراءة والتخزين؛ لمساعدة الباحثين والدَّارسين في إعداد البحوث التي تتعلق بالفكر والحضارة الإسلاميَّة، وإنشاء متحف إسلامي يحتوي على نماذج من المخطوطات، والكتب المطبوعة النَّادرة، والنقوش والنقود والوثائق الإسلاميَّة، ووضع برامج مهنية وتدريبية لتحقيق أهداف المركز ويمنح بموجبها الطالب شهادة مهنية أو تدريبية، وفقًا لنظام منح الدرجات العلميَّة والشهادات المعمول بها في ألبانيا.
طباعة الكتب الإسلامية
وتعد طباعة أمهات الكتب الإسلاميَّة باللغة الألبانية والعربية وترجمتها واحدة من أنشطة المركز – كما يوضح د.زكاي- فضلا عن البحوث الاجتماعيَّة، والدراسات المتعلقة بالفكر والحضارة الإسلامية، مشيرا إلى أن المركز يسعى إلى تنمية وعي المسلمين عبر مشروع جديد يقوم على استضافة شخصيات مشهورة لإلقاء محاضرات في المجالات الثَّقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية، وهناك مشروع دعم الطلاب المتميزين في جامعة تيرانا، ويهدف المركزُ من خلال هذا المشروع إلى مساعدة هؤلاء الطَّلبة المتميزين في توسيع معارفهم في مجالات شتَّى، وإعانتهم على التحلي بالأخلاق الإسلاميَّة الكريمة، والإسهام في تكوين جيل مسلم مثقَّف ذي رؤية واسعة، وله تأثيره الإيجابي في المجتمع.
إيرادات الوقف
وحول الموارد المالية للمركز، قال د.زكاي: إنها تعتمد على التبرُّعات العامَّة والهبات، وإيرادات الوقف، وإيرادات بيع الكتب وصحيفة المركز، إضافة إلى الاشتراكات في نشاطات المركز وريع الاكتتاب في الأنشطة المختلفة، ويسعى المركز إلى إنشاء وقف يغطي مصاريف المركز الجارية، ويُسهم في إنشاء مبنى للمركز في العاصمة الألبانية (تيرانا)، تتجمع فيه أنشطة المركز التدريبية والدراسيَّة والمكتبيَّة والمحاضرات، كما يتحرك على مستوى الهيئات والجمعيَّات المشابهة في ألبانيا وغيرها؛ للتعريف بالمركز، وللمشاركة في أنشطته وفعالياته.
إصدارات ومؤتمرات
وللمركز الألباني إصدارات عديدة في مجالات العلوم والثقافة الإسلامية والوطنية بلغات شعوب منطقة البلقان، ومن بين عناوينها “القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الألبانية” و”زاد المعاد” باللغة الألبانية، وكتاب “فقه السنة” باللغة الألبانية، والمجلة العلمية “الكون”، و”معجم الألفاظ الشرقية في اللغة الألبانية”، و”القاموس العربي – الألباني”، و”تاريخ الدولة والمجتمع والحضارة العثمانية”، و”العمارة العثمانية في ألبانيا في الفترة من1385م – 1912م”.
يشار إلى أن المركز شارك في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والإقليمية والدولية، منها مؤتمر حول “أهمية التعليم للمسلمين في أوربا” بمدينة روتردام، ومؤتمر “الأسرة في العالم الإسلامي” بإسطنبول، و”المنتدى العربي للإعلام” في دبي، ودورة “مستقبل تعليم اللغة العربية في أوربا” في مدينة ليل بفرنسا، وأخرى بعنوان “الجمعيات الأهلية في خدمة المجتمع” في سنغافورة، ومؤتمر “الشباب ودوره في تنمية الشعوب” في الكويت ومؤتمر “التربية الإسلامية في البلقان” بكييف – أوكرانيا. كما شارك في مؤتمر “التعليم ودور المدارس في قضية الاستقلال والقضايا الوطنية”.
—-
المصدر: موقع وزارة الأوقاف الكويتية (بتصرف).