أدار الحوزار هاني صلاح (خاص بموقع مهارات الدعوة بالمشاركة مع مرصد الأقليات المسلمة)
هذا هو الحوار الرابع (بعد الحوارات الأول والثاني والثالث) في ملف (الترجمة الإسلامية إلى لغات العالم المحلية).. وضيف هذا الحوار هو الأستاذ الداعية حبيب عثمان المدرس والخطيب فى المعاهد الإسلامية في جنوب الفلبين ومساجدها.
وإلى الحوار..
المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح ـ رئيس موقع “مرصد الأقليات المسلمة” الإلكتروني ـ منسق الحوار ـ وتتضمن ثلاثة محاور/أسئلة (أرقام: 1/2/3):
المحور الأول: اللغة المحلية
1 ـ نود من سيادتكم التفضل بإعطاء إطلالة مختصرة حول اللغة المحلية في الفلبين.. كم عدد الناطقين بها سواء الدول أو الشعوب.. وهل للمسلمين في دولتكم لغة محلية أخرى؛ أم يتحدثون نفس اللغة؟
قبل كل شيء أود أن ألمح للقارئ أن الدولة الفلبينية تضم جزراً يبلغ عددها 7100 جزيرة، وتنقسم إلى 3 جزر رئيسية: لوزون فى الشمال، وبيساياس فى الوسط، ومنداناو فى الجنوب، ويبلغ عدد سكانها -وفقا للإحصائيات الرسمية الجديدة- نحو 90 مليون نسمة.
وأيضاً أود أن أوضح أننا إذا تحدثنا عن المسلمين فى الفلبين يتبادر إلى ذهن السامع بشكل مباشر “أمة بانجسامورو” أو “المورويين” الذين يقطنون فى جنوب الفلبين؛ حيث إن المسلمين فى “لوزون ـ الشمال”، و”بيساياس ـ الوسط” حديثو العهد بالإسلام.
أيضاً من المهم الإشارة إلى أن الحكومة الفلبينية و”جبهة تحرير مورو الإسلامية”، كانتا قد أبرمتا اتفاقاً للسلام ينص على اعتراف الأول بـ”هوية بانجسامورو” وأنها تستقل عن الهوية الفلبينية وذلك فى العام 2008م.
وحول لغة البلاد؛ فإننا إذا تحدثنا عن الفلبين ككل؛ فإن لها 120 لغة مختلفة، تعترف وزارة التربية والتعليم الفلبينية بتسع عشرة لغة فقط، كانت أهمها اللغة الفلبينية وهى ممزوجة باللغات الفلبينية المحلية، إلا أن أكثر كلماتها مستخرجة من لغة “تغالوغ” لأهل “لوزون الجنوبية” حيث مدينة “مانيلا العاصمة”.
وقد نص الدستور (عام 1987) على اتخاذها لغة تستخدم فى وسائل الإعلام والمكاتب الرسمية، وتبعا لذلك وضعت قواعد هذه اللغة، وأدرجت ضمن المقررات الدراسية فى التعليم بالمدارس النظامية والأهلية، وكذلك ينص على اتخاذ اللغة الانجليزية رسمية إدارية، وتعتبر هذه اللغة فى نظر الكثيرين لغة المثقفين والمتعلمين.
أما بالنسبة للمسلمين فى جنوب البلاد (مناطق بانجسامورو) فإن لهم ست لغات مختلفة، كانت أهمها “ماجنداناوون” التى يتحدث بها نحو خمس ملايين نسمة مسلمة يقطنون فى جنوب منداناو ووسطها وسواحل شمال منداناو. ثم لغة “ماراناو” التى يقدر عدد الناطقن بها بأكثر من مليوني نسمة يقطنون فى مناطق “نجدية” فى شمال “منداناو”. ثم لغة “تاوسوغ” التى يتحدث بها أكثر من مليون نسمة يقطنون فى “أرخبيل سولو”، ومدينة “زامبوانجا” غرب منداناو. ثم لغة “ياكان”، التى يقدر ناطقوها بنحو مليون نسمة يقطنون فى “أرخبيل سولو” كذلك. ثم لغة “ساما” التى تتحدث بها نحو سبعمائة ألف نسمة يقطنون فى طرف “أرخبيل سولو” المتاخمة للحدود الماليزية. ثم لغة “إيرانون” التي يقدر عدد أهلها بنصف مليون نسمة، ويقطنون فى سواحل وسط منداناو ونجدها.
أما بالنسبة لبانجسامورو فإن لها 13 لغة مختلفة فيها خمس لغات للمسلمين المشار إليها سلفا، وهى “مانوبو” لأهل النجد الممتد من شرق جزيرة منداناو إلى وسطه، و”باجوبو” لأهل النجد الممتد من الشمال الشرقي إلى شمال الجزيرة، و”تيبولي” للنجديين فى الشرق الجنوبى و”بلاءان” فى سواحلها، و”تيدوراى” للنجديين الممتد فى وسط منداناو، و”جاما مافون” فى جزيرة بالاوان النائية الغربية والمتاخمة للحدود الماليزية البروناوية، و”سوبانون” و”هيليجاينون” لأهل النجد الممتد من شمال منداناو إلى غربها.
وجدير بالذكر أن لغات المسلمين الستة تختلف بعضها عن الأخرى بحيث إن كلمة فى لغة ماجنداناو مثلا لها معنى شريف تجد لها معنى آخر سيئا في لغة المسلمين الأخرى.
المحور الثاني: نبذة عن تاريخ الترجمة
2ـ هل يمكنكم في إيجاز سريع التطرق لتاريخ الترجمة الإسلامية في لغتكم المحلية.. متى بدأت عملية الترجمة؟.. وهل تتم من اللغة العربية إلى اللغة المحلية مباشرةً أم هناك ترجمة تتم من لغات أخرى أيضاً؟.. وهل هناك مؤسسات أو جهود منظمة لعملية الترجمة أم أنها تتم بشكل فردي وباجتهادات شخصية أو عبر مؤسسات مختلفة حسب ظروف كل منها؟
حركة الترجمة فى مناطق المسلمين ضعيفة، ولعل السبب فى ذلك سواء على المستوى الفردى أو الجماعى قد يعود إلى نشوب الحرب بين المسلمين وغيرهم منذ نحو خمسة قرون، أى منذ بداية وصول الأسبان إلى المنطقة فى القرن السادس عشر ثم الأمريكان أواخر القرن التاسع عشر ثم اليابان فى القرن العشرين أى أثناء الحرب العالمية الثانية ثم الاستعمار الفلبينى؛ فالمسلمون منذ ذلك الوقت لم يتنفسوا الصعداء من ويلات الحروب التى تتوارث جيلاً بعد الآخر، وأيضا فإن علماءنا لا يحظون بدعم مؤسسة يعينون فى إنجاز هذا العمل.
وعلى عكس ذلك؛ فإن حركة الترجمة النصرانية فى البلاد قديمة ومعروفة ونشيطة، وتعد جزءا من تاريخ التنصير الأسبانى فى البلاد، وسجل التاريخ أول كتاب مترجم من اللغة الأسبانية إلى اللغة الفلبينية “كتاب العقيدة المسيحية” الذى يحتوى على الصلوات والعقائد الدينية المسيحية فى العام 1593، ويعد ذلك الكتاب أهم أدوات حملة التنصير فى البلاد التى حولت منطقة لوزون وبيساياس إلى النصرانية بشكل كلى.
أما بالنسبة لتاريخ الترجمة عند المسلمين فإنه يعود إلى منتصف القرن العشرين الماضى، حيث أتم الشيخ “عبد العزيز غورو سارومانتانج” تفسيره للقرآن الكريم كله باللغة الإيرانونية.
ثم تابعه الدعاة الفلبينون المعيينون من مكتب الدعوة والإرشاد لتوعية الجاليات بالمملكة العربية السعودية لنشر الدعوة الإسلامية لغير المسلمين الذين يعملون داخل المملكة لترجمة بعض الكتب العقدية والفقهية التى ألفها كبار العلماء بالمملكة أواخر الثمانينات إلى اللغة الفلبينية أو التغالوغ (اللغة الرسمية قبل الدستور 1987)، ومن هؤلاء الشيخ بديع الزمن سالياو وغيره، ثم فى أوائل القرن الحادي والعشرين أكمل الشيخ محمد سليمان تفسيره القرآن الكريم كله باللغة الماجنداناوية، وأدرج فى مقدمة ذلك التفسير بعض الجزء من كتاب البرهان للزركشى الذى ترجمه أيضا باللغة الماجنداناوية.
وصار ذلك التفسير مرجعا أساسيا للغة الماجنداناوية حيث جمع فيه كلمات مترادفة لمعاني كلمة عربية واحدة، ويعد ذلك تراثا للغة التى كادت أن تنقرض بفضل غزو الاستعمارات المتتابعة عليها.
وقد انتهيت أيضا منذ أن كنت فى القاهرة من ترجمة قسم الطهارة من كتاب “الفقه الواضح” لشيخى الدكتور محمد بكر إسماعيل -عليه سحائب الرحمة- إلى اللغة الماجنداناوية نظرا لحاجة أهلنا إليه إلا أنه لم يوضع على حيز الطبعة إلى الآن لعدم توافر الإمكانية، وعليه فإن عزيمتنا تضعف من أجل ذلك.
المحور الثالث: التعريف الشخصي
3 ـ هل يمكنكم التعريف بأنفسكم للجمهور المشارك.. تعريفا إنسانيا وعلميا ووظيفيا.. مع الإشارة للمهام الدعوية والمسئوليات التي توليتموها من قبل أو تتولونها حالياً؟
اسمي: حبيب موسى عثمان، خريج الدراسات العليا قسم التفسير بجامعة الأزهر بالقاهرة للعام 2010، كما تخرجت في كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية فى إحدى مدارس منداناو بالفلبين، ومن قبل أنهيت التعليم الثانوي والجامعي بالأزهر.
وكنت قد سافرت إلى القاهرة فى عام 1995م، وعشت في بلاد الأزهر ما يقرب من 16عاما لتعلم العلوم الإسلامية واللغة العربية، وتتلمذت على يد مشايخ الأزهر بمعهد البحوث الإسلامية.
وأذكر منهم الشيخ أحمد الشحات الذى كان يدرسنا التفسير فى المرحلة الثانوية، فتأثرت به كثيرا لما رأيت من إخلاصه وزهده والتواضع والعلم الغزير، وكان كفيفا يشرح الكتاب عن ظهر القلب كما كتبه مؤلفه.
دفعني كل ذلك إلى الالتحاق بقسم التفسير لأحذو حذو الشيخ، ووفقني الله تعالى للحصول على شهادة التخصص بإشراف الأستاذين الدكتورين علي صالح رضوان وعبد الرحمن علي عويس تحت عنوان “الدخيل فى تفسير مجمع البيان” للطبرسي بتقدير ممتاز.
بعد رجوعي إلى الفلبين توليت وظيفة فى إدارة التنمية والاقتصاد، وهي إحدى آليات عملية السلام الجارية بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية.
كما أقوم بواجبي الدعوي؛ حيث عملت مدرساً في المعاهد الإسلامية، وأقوم بتحفيظ الأبناء الصغار للقرآن الكريم فى الفترة المسائية، كما أعمل خطيباً فى منابر مساجد المنطقة، ومحاضرا فى كثير من المخيمات والدورات الدعوية.
المشاركة الثانية.. من: أحمد التلاوي- باحث مصري في شئون التنمية السياسية، ومدير موقع الدكتور أحمد العسال، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام: 4/5/6):
4 ـ ما هي إمكانيات التنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالدعوة والنشر الإسلاميين: الأزهر/ مجمع الملك فهد/ الإيسيسكو.. وغيرها.. هل هناك تفكير في تأسيس إطار منظم للتسيق في هذا الإطار؟..
الإمكانية كبيرة ومتوفرة؛ فالأزهر لا يزال يحظى باحترام من العلماء بالمملكة العربية السعودية، ولا أنسى فى هذا الصدد ما تم بين شيخ الأزهر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أثناء لقائهما فى العام 2013 -وكان حينئذ وليا للعهد ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع- حيث أكدا على ما يحظى به الأزهر الشريف من مكانة خاصة فى قلوب المسلمين فى جميع أنحاء العالم، وأيضا ما قطع به أولياء أمور المملكة العربية السعودية على أعناقهم من خدمة الإسلام المسلمين فى العالم، ومن ضمن هذه الخدمات إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصاحف، وأرى أن هذه الأمور أرضية مشتركة بين هاتين المؤسستين (مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة والجهاز الدينى بالمملكة العربية السعودية) لوضع رؤية كافية للتغلب على هذه التحديات.
5 ـ قضية التوزيع لا تقل أهمية عن جهود الترجمة.. فما هي تصوراتكم في هذا الصدد.. هل هناك مشروعات محددة للترجمة والنشر، أم للترجمة فقط؟..
التوزيع من الأمور الصعبة بالنسبة لمناطق المسلمين النائية، ولا سيما فى مناطق المسلمين الأقلية داخل الدول التى تشدد رقابة على الكتب الإسلامية، وتطالب الأوراق الكثيرة للسماح بدخول الكتب المرسلة من الخارج.
وإنى لأرى أن على المؤسسات المهتمة أن توفر للأشخاص المختصين مطابع لكل البلاد التى تواجه مثل تلك التحديات، وتأهيل هؤلاء الأشخاص لتسهيل توزيع الكتب المطبوعة بين أهالى تلك البلدان.
6 ـ بالنسبة للتمويل؛ هل هناك تصور واضح في شأنه؟.. هل هناك تواصل مع رجال أعمال عرب أو مسلمين في هذا الصدد، وكيف تفكرون في معالجة هذه الجزئية؟..
بالنسبة للمسلمين فى الفلبين أرى أنه لم تتبلور هذه الفكرة لديهم؛ إذ أن الأولوية المطروحة للمؤسسة الإسلامية العاملة الآن الوصول إلى عمق غير المسلمين؛ حيث سبقتهم الحملات التنصيرية القوية فى المنطقة، وقد نجحت هذه الحملة فى تنصير معظم اللادينيين من السكان الأصليين فى منداناو، وأيضا الحملة التنصيرية المكثفة ضد المسلمين أنفسهم، فأصبح الكثير منهم لا يعلمون من الإسلام إلا مجرد هوية تكتب فى البطاقة، فأدركت المنظمات العاملة خطورة الموقف، فكثر الطلب الملح من هؤلاء إلى المؤسسات الإسلامية فى الخارج على بناء المساجد بصفتها معالم إسلامية مهمة.
إلا أننا نرى أنه لا بد من تطوير ذلك الأسلوب الدعوي من خلال توزيع الكتب الإسلامية باللغة المحلية ما أمكن من الكمية من أجل تثبيبت هؤلاء ووقوفهم على الحقائق الإسلامية، ولسد الثغرة التى تنفذ منها حملة التنصير فى المنطقة والتي تعتمد كثيراً على نشر الكتب المسيحية.
ومن أشهر تلك المؤسسات التى تعمل فى الساحة الإسلامية “جمعية الدعوة الإسلامية” بمدينة كوتاباتو بوسط منداناو وجمعية دار الإرشاد بمحافظة ماجنداناو، ومجلس الدعاة إلى التنمية والسلام بمدينة جنرال سانتوس بجنوب شرق منداناو، وجمعية التنمية الإسلامية بمدينة باجاديان بشمال منداناو وغيرها من المؤسسات التى تهتم بأمور الدينية والاجتماعية للمسلمين فى المنطقة.
أما بالنسبة لرجال الأعمال المسلمين فى البلاد فإنهم قليلون بالإضافة إلى أن لديهم مشاغل كثيرة تصرفهم عن الاهتمام بأمور المسلمين إلا من رحم الله تعالى منهم.
تحديات الترجمة الإسلامية
المشاركة الثالثة.. من: د. رمضان فوزي (دكتوراة في اللغة العربية) ـ محرر مسؤول عن موقع (مهارات الدعوة)، وتتضمن سؤالين (أرقام: 7/8):
7 ـ ما أبرز التحديات التي تواجهكم في ترجمة بعض المصطلحات المتعلقة بالعلوم الإسلامية التي لا يستغني عنها أي مسلم؛ مثل أمور العقيدة والعبادات وغيرها؟ وكيف تتعاملون معها؟
نعم، كثير من المصطلحات الإسلامية العقائدية والفقهية لا نجد لها كلمة تساويها في لغتنا معنى، وذلك على مستوى اللغات الفلبينية؛ فالمشكلة تكمن فى أن لغات المسلمين أصبحت شبه منقرضة بفضل الحملات الاستعمارية المتعاقبة وقابلية تلك الحملة اللعينة من أوساط أبناء المسلمين.
ولعلكم تعلمون أن المسلمين فى جنوب الفلبين لم يتملكوا محطة إذاعية إلا فى وقت متأخر جداً فضلا عن قناة تليفزيونية، ودور هذه الوسائل الإعلامية فى نشر اللغة ملموس؛ فمدينة كوتاباتو التي تعد أهم مدن المسلمين فى البلاد والتي يقطنها ما يقرب من مائتي ألف نسمة لم تملك محطة إذاعية إلا فى العام الماضي فقط؛ أي قبل خمسة شهور فقط من نوع “ترنسستور إف إم” بتمويل من إخواننا الأتراك.
وبالتالي فوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تتوفر بشكل واسع النطاق باللغة الفلبينية التي تبث السموم التنصيرية وباللغة التي تعد لسان الاستعمار، ناهيك عن الكتب والمنشورات والتعامل مع المكاتب الرسمية وغيرها.
ولكن بالرغم من كل ذلك فإننا نبذل قصارى مجهوداتنا للتغلب على تلك التحديات، ونكتب هذه المصطلحات باللغة العربية، ونكتب ترجمتها بالحروف اللاتنية، ونقوم بشرحها داخل الصفحة نفسها، ثم نأتي بالمثال إذا احتاج المقام إلى ذلك.
8 ـ هل من الأجدى –من وجهة نظركم- الترجمة إلى اللغات الأخرى أم تعليم المسلمين الجدد اللغة العربية بحيث يطلعون مباشرة على ما يخص دينهم؟
أرى أنه لا بد من تعليم المسلمين الجدد اللغة العربية على غرار ما تقوم به مكاتب الجاليات فى المملكة العربية السعودية؛ فإن معرفتهم باللغة العربية تمكنهم في الدين، وتيسر لهم ممارسة الشعائر الدينية، وتوسع آفاقهم الجديدة للإسلام.
المشاركة الرابعة.. من: كريم خيري ـ الجزائر ـ طالب في مرحلة الماستر علوم إسلامية تخصص (الأقليات المسلمة في الغرب)، (سؤال رقم 9):
9 ـ في رأيكم، هل تعتبر الترجمة هي السبيل الأقرب لتبليغ رسالة الإسلام، أم الأفضل بذل جهود في تعليم اللغة العربية.. خصوصا للأقليات المسلمة من أصول عربية؟
رأيي الشخصي أن التبليغ أمر له مكانة كبيرة فى نفوس المبلغين المدعويين، ولكن مما يصد بعض الناس عن الإسلام قلة معرفتهم عنه وعدم إدراكهم حقائقه، والترجمة تسمح بالاتصال بشكل لا يتطلب وقتاً وجهدا بين الداعي والمدعو، وأيضاً مما يسمح بالاتصال التعليم لكن مشكلة التبليغ من خلال التعليم أنه يتطلب وقتاً كبيراً وجهداً مضنياً للتوصل إلى النتيجة الملموسة، والتعليم أمر ضروري سواء لمن هم أصول عربية أم غيرهم؛ فإنه الكفيل الوحيد لفهم الدين الصحيح.