المحامي منيف العجمي
اعتنى الإسلام بالأسرة عناية كبيرة، باعتبارها نواة المجتمع المسلم، والأسرة هي المجموعة الصغيرة المكونة من الأب والأم والأبناء، ويتشكل من الأسر
المجتمع بشكل عام.
تتحكم في الأسرة العادات والتقاليد والمعتقدات والثقافات، ويتميز الإسلام بكونه هو المنظم الشامل والكامل للأسرة، فكافة ما يدخل تحت نظامها تكون له أحكام وشرائع وفق كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولذلك يكون من الصعب أن يحيد المسلم أو المسلمة عن تلك الأحكام.
لذلك نجد أن الإسلام تميز في شرائعه الخاصة بالأسرة، فجاءت كاملة متكاملة، لم تترك حكما في صالح الأسرة ويكون سببا في سعادتها إلا وجاءت به ودعت إليه، فأحاطها بسياج قويم.
وكان الاهتمام الأكبر في الإسلام بالنواة التي تتشكل منها الأسرة، وهي الزوجان، فأوجب شروطا وأحكاما لذلك، وأهمها حسن الاختيار، ليتحقق الغرض من الحياة الزوجية وهي السكن والمودة، والاستقرار، قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً..}، ويقول تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا …} (الأعراف: 189).
ولما كان الفرد ابن المجتمع الذي يحيا فيه، كان لابد من مراعاة ذلك عند تغير عقيدته وديانته، وخاصة إذا خرج من عقائد لا تعرف للأسرة نظاما ولا أحكاما، أو كان يتبع دينا لا تنتظم فيه الحياة وفق ما شرع الله عز وجل.
ومن هنا كان علينا الترفق قليلا بالمسلمين الجدد عند دخولهم الإسلام، فالمهتدي إما أن يكون صاحب أسرة أو في طوره لتكوين أسرة، وبالتالي فهناك أحكام وشرائع سوف تسري عليه بمجرد دخوله إلى الإسلام، وهذه المرحلة من أصعب المراحل التي يمر بها المهتدي بعد هدايته..
فإذا كان المهتدي في طور تكون الأسرة فإن الأمر بالنسبة له قد يكون هينا نوعا ما، حيث لا تكون هناك روابط أسرية مسؤول عنها، بل يكون جُل ما يواجهه هو العائلة: الأب والأم والمجتمع الذي يعيش في إطاره، وبإذن الله يكون قادرا على مواجهة هذه الظروف والإشكالات.
ولكن المشكلة الحقيقية التي تواجه المهتدي هي وجود أسرة لديه مكونة من زوجة وأولاد، والعكس بالعكس إذا كانت مهتدية ولديها زوج وأولاد.. كيف يكون التصرف وما هو الحل في مثل تلك الحالات؟..
وهنا ننصح المسلم الجديد أو المسلمة الجديدة بالرفق والصبر والتخلق بخلق الإسلام في التعامل مع الطرف الآخر لكي يتم وضع الأشياء في موضوعها الصحيح، ففي الرفق خير كثير، قال صلى الله عليه وسلم: “من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير”، فالهدف هو الهداية والحفاظ على الأسرة، وفق ما أراد الله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم.. وللحديث بقية بإذن الله.
——
المصدر: مجلة البشرى.