القائمة الرئيسية
 الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

“الوعي الإسلامي”.. 50 عاما تعريف بالإسلام

دار الإعلام العربية

أكد كثير من العلماء والمفكرين وكبار المسؤولين أن مجلة “الوعي الإسلامي” قامت على مدار 50 عاما بدور جليل في خدمة القضايا الإسلامية

الوعي الإسلامي

أثنى الكثير من العلماء على دورها في نشر الإسلام الوسطي

والدعوية المستنيرة، وأنها حافظت دوما على وسطيتها وتركيزها على نشر قيم الإسلام السمحة. وأشاروا إلى أن المجلة، وهي تحتفل هذه الأيام بمرور 50 عاما على إصدارها، حرصت على تنويع مضامينها، وعملت على طرح المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي والأقليات والجاليات الإسلامية في العالم، واهتمت في السياق ذاته بالمرأة والشباب والأطفال.. وإلى التفاصيل:

نبدأ مع فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، الذي تقدم بخالص التهنئة لأسرة مجلة «الوعي الإسلامي» الغراء بمناسبة مرور خمسين عاما على مسيرتها المباركة التي بدأت مع غرة محرم عام 1385 هـ الموافق مايو سنة 1965م، مشيرا إلى أنه منذ انطلاق المجلة وإلى الآن حملت على عاتقها مهام ثقيلة، تتمثل في تأصيل القيم والمساهمة في تنمية المجتمعات الإسلامية بخطاب شرعي معتدل يجمع كلمة المسلمين.

وأضاف فضيلته أن المتتبع لهذه المسيرة المباركة يجد أنها حققت – بفضل الله عز وجل – أهدافا كثيرة، من أهمها تنمية الوعي الإسلامي بمفهومه الشامل، وتأكيد الهوية الإسلامية وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الأمة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، والرد على الشبهات بالدليل العلمي، والاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق النهضة الفكرية، ودراسة المشكلات المعاصرة وطرح الحلول والبدائل.

وقال: «لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لأسرة المجلة مع صادق الدعاء بمزيد من التقدم والنجاح».

منارة متنوعة

بينما أكد د. عبدالصبور فاضل، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر الشريف، ورئيس لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن المجلة حافظت على مكانتها لمدة 50 عاما تنشر بانتظام، وتعتبر منارة للصحافة الإسلامية في العالم العربي والعالم الإسلامي بما تقدمه من مواد متنوعة، وهي محببة للقارئ المسلم في كل مكان، وجعلت لنفسها قراء يتابعونها ويبحثون عنها في كل مكان.

وأضاف أنه من حيث المضمون فإن المجلة متنوعة، وعملت على طرح المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي والجاليات الإسلامية في العالم، موضحا أنها خطت خطوات مهمة في الفترة الأخيرة من خلال الملحقات التي تطرحها وتخص فئتي الشباب والأطفال.

وأشار إلى أنه من حيث الشكل، فإن المجلة حافظت على العراقة والأصالة الكلاسيكية، وسعت إلى التجديد، وضربت المثل الأعلى للصحافة الإسلامية، مطالبا بمزيد من الاهتمام بمشاكل المسلمين في العالم الإسلامي وبقية الدول والجاليات، إضافة إلى إقامة مسابقات دولية بين الشباب، والاهتمام أكثر بقضايا المرأة العربية والمسلمة.

مدافعة عن الوسطية

من جانبه، أكد د. محمد مورو -رئيس تحرير مجلة «المختار الإسلامي»- أن المجلة لعبت دورا مهما في تمثيل الإسلام الوسطي، والدفاع عن المشروع الإسلامي الوسطي من دون تطرف، كما أنها فتحت الكثير من القضايا عن الأقليات الإسلامية في العالم، ودافعت عنهم، بالإضافة إلى تقديم مفاهيم صحيحة عن المشروع الحضاري الإسلامي.

وشدد مورو على أن المجتمع في حاجة ماسة إلى مثل هذه المجلة؛ لتقدم الإسلام الوسطي غير المتطرف بصورة نقية وواضحة تخاطب العالم بتسامح الإسلام.

تعاون

إلى ذلك، وجه د. عباس شومان -وكيل الأزهر الشريف- رسالة إلى المجلة عنوانها الشكر والتحية على الجهد المبذول لرفعة الإسلام والمسلمين.

وأكد شومان أن الأزهر الشريف يسعى إلى مزيد من التعاون مع جميع الجادين في مختلف العالم الإسلامي عامة، والعربي خاصة، مشيدا بدور المؤسسات الدينية الكويتية في مساعدة الأزهر على توصيل رسالته.

وطالب شومان المجلة بفتح مجالات للتعاون الثقافي والديني والاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من الناس على مستوى العالم، داعيا إلى تسليط الضوء على الأقليات المسلمة التي تتعرض للاضطهاد ولا يعلم الناس عنها شيئا.

وأوضح أن هناك مسؤولية عن الإعلام الديني، فهو يخاطب وجدان الناس وعقيدتهم ويرشدهم إلى الطريق الحق، ولا يسعى إلى الإثارة أو إلى تحقيق ربح على حساب عقول الناس، موضحا أن الإعلام الديني رسالة لابد من الحفاظ عليها.

وأشار وكيل الأزهر الشريف إلى أن هناك روابط قوية تربط بين الكويت ومصر، خصوصا المؤسسات الدينية بعضها ببعض لوحدة أهدافها.

فكر معتدل

أما د. أسامة العبد -الرئيس السابق لجامعة الأزهر- فأكد أنه زار دولة الكويت وعاش فيها ما يقرب من 12 عاما، ويعلم جيدا الفكر الديني المعتدل الموجود في المؤسسات الكويتية، وحجم الجهد المبذول من أجل الوسطية والاعتدال، وحجم تقدير الشعب الكويتي والدولة عامة للأزهر الشريف.

وطالب العبد، في تهنئته للمجلة بمناسبة مرور 50 عاما على التأسيس، بزيادة ما ينشر عن الفكر الوسطي والاستعانة بعلماء الأزهر للكتابة وتوضيح الحقائق والرد على الشبهات.

وأكد أن ما يميز «الوعي الإسلامي» البساطة والوضوح في طرح القضايا الدينية بما يجعل الهدف يصل إلى المتلقي من دون عوامل خارجية.

وأشار إلى أن المجلة لها تأثير في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وعليها أن تفتح أبوابها للوسطيين بطريقة أكبر لتوحيد الأهداف.

رصيد حافل

أما د. أحمد معبد -أستاذ الحديث في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر- فأوضح أن مجلة «الوعي الإسلامي» منذ انطلاقها وحتى اليوم تقدم موضوعات قوية تتجاوب مع تطلعات الدعوة الإسلامية، والمبادئ والأهداف التي يريد المسلم أن ينبه العالم والأجيال الناشئة إليها.

وأضاف: «لا أنسى أنها كانت المجلة الوحيدة التي كنت أحصل منها على الأحاديث التي كان الشيخ الألباني ينشرها بعنوان «سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها على الأمة». وآنذاك كنا طلبة في مرحلة الثانوية العامة نبحث عن عدد المجلة بمجرد صدوره حتى نستفيد منها، لدرجة أن كل صديقين كانا يشتركان في ثمن العدد، حتى نحصل على الموضوعات عن الأحاديث، تصحيحا وتضعيفا، في حين لم تكن أي مجلة أخرى تفعل ذلك. وأيضا لا ننسى جهود إدارة تحرير المجلة ورئيسها في طبع مقالات الدكتور محمد الغزالي، التي طبعت مجتمعة في كتاب.. وكذا فتاوى بعض العلماء، والتي تم جمعها من خلال أعداد المجلة، حيث إن مثل هذه المجموعات تدل على رصيد المجلة الحافل بما يفيد الأجيال المسلمة في أمور دينها، وما تضطلع به من أعمال وجهود تدعو المسلمين إلى القيام بها، لكي تكون مكانة المسلمين في تقدم، وأيضا في وعي إسلامي صحيح بعيدا عن أي أفكار فيها انحراف عن الوسطية الإسلامية التي هي روح الدين الإسلامي».

وأبدى معبد تمنيه بأن تناقش المجلة مسألة بعض الفتاوى المطروحة على الساحة، مثل الخلاف في ما يطرح من إنكار عذاب القبر، أو ما يوجه إلى كتب السنة من طعون، أو ما يطعن في بعض المعاملات الإسلامية، لافتا إلى أنه لو خصص باب من كل عدد لفتوى أو فتويين للعلماء المعاصرين في هذه الموضوعات، سيفيد المجتمع، لما للمجلة من انتشار واسع في البلاد العربية، فتكون مثل هذه الفتاوى، التي تصدر من أناس معروفين بالعلم والاعتدال وأيضا برؤيتهم الصحيحة إلى الإسلام، بمنزلة مرشد لهم للطريق الصحيح.

تواكب الأحداث

كما أبدى د. أحمد زارع -المتحدث الإعلامي لجامعة الأزهر- ترحيبه بما تقدمه المجلة من موضوعات، قائلا: “أحرص دائما على قراءتها، ولدي منها نسخ ضخمة منذ زمن بعيد، فهي تتسم بالاعتدال في أسلوب تناول موضوعاتها، علاوة على المنهجية الإسلامية التي تتفق مع صحيح الإسلام، لاسيما أنها تتميز باستكتاب كتّاب على أعلى درجة من العلم والرقي الفكري والحضاري، وأنه لا خلاف عليهم في المجتمع الإسلامي، ويعتبرون من قادة الفكر في العالم الإسلامي”.

ولفت إلى أنها دائما ما تكون حاضرة في قضايا المسلمين، وتواكب الأحداث، علاوة على اهتمامها بقضايا المواطن المسلم في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى أنها لم تنس الأقليات في المجتمعات الغربية والشرقية، وكانت حاضرة عند القضايا الآنية للمسلمين، ولم تتجاهلها، كما كانت تتجاهل بعض المجلات الأخرى هذه القضايا.

كما أكد أنها لا تنحاز إلى جهة ما على حساب أخرى، مضيفا: “لذلك، نقول إنها تعبر بالفعل عن قضايا الإسلام والمسلمين، والطبيعة الوسطية التي يرتضيها الله ورسوله، كمنهج وسطي إسلامي نعتز به، فضلا عن تميزها في الطباعة، واختيار الألوان التي تتناسب مع طبيعة الموضوعات، والصورة الجيدة، وتعد تعبيرا حقيقيا عنها، إضافة إلى الطباعة المتميزة الراقية، ونوع الورق، ورخص سعرها، الذي يسمح للقارئ المسلم البسيط ويمكّنه من أن يقتنيها ويقرأها”.

منارة من منارات الإعلام الإسلامي

أكد د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أن مجلة «الوعي الإسلامي» منارة من منارات الإعلام الإسلامي، مستمرة في أداء رسالتها منذ عشرات السنين.

وعبر الوزير عن خالص تهانيه وشكره على المجهود المبذول من أسرة المجلة على مدى 50 عاما من أجل رفعة الإسلام ومصلحة أهله في العالمين العربي والإسلامي.

وأضاف أنه لابد أن يستمر الجهد واليد التي تبني؛ للحفاظ على الهوية الإسلامية والتراث الزاخر بتعاليم ديننا العظيم، لاسيما في الوقت الذي تنتشر فيه الضلالات والخرافات والأيادي التي تسعى إلى هدم أساسات الدين.

وأشار إلى أن وزارة الأوقاف الكويتية لها جولات في محاربة الفكر المتشدد البعيد عن المنهج الوسطي المعتدل، متمنيا لها مزيدا من التوفيق والنجاح، مطالبا باستمرار العمل على وحدة العالم الإسلامي ونشر ما يحتاج إليه المسلمون تجاه دينهم ودنياهم إلى يوم لقاء الله عز وجل.

وأوضح د. جمعة أن بلدان العالم الإسلامي تواجه تحديات كبيرة تتطلب تضافر الجهود الدعوية والإعلامية للعمل على توحيد الأمة ورفعة شأنها والحفاظ عليها من الدنس والشبهات والأباطيل.

وأشار الوزير إلى ضرورة أن تستمر المجلة في رسالتها لرفع القيم الإنسانية وإظهارها واضحة جلية أمام الناس ليعملوا بها، وكذا الدعوة إلى الأخلاق التي اختفت من بعض المجتمعات الإسلامية.

وتابع «إن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية مستعدان للتعاون مع الجميع من أجل مواجهة التشدد والفكر التكفيري اللذين يشوهان الإسلام»، موضحا أن المؤسسات الدينية في الكويت لها دور كبير في تحقيق الهدف ذاته.

 العلامة معوض إبراهيم: مجلة مجاهدة تخاطب العقول والقلوب

أكد فضيلة الشيخ العلامة المعمر معوض عوض إبراهيم، حفظه الله، أن مجلة «الوعي الإسلامي»، التي تصدر منذ خمسين عاما عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت، ليست مجلة واحدة، لكنها بالنظر إلى عطائها السوي وجهادها الذي شمرت له عن ذراعيها منذ اللحظة الأولى من صدورها، تعتبر موسوعة متكاملة، وأن المجلة جديرة بالإشادة بها، والتنويه بما أدته وتؤديه مشكورة منذ خمسين عاما وحتى اليوم، وإلى ما شاء الله.

وأضاف: “كم يسعدني أن أكون من الرعيل الأول من كتّاب المجلة. فلقد عرفتني وعرفتها منذ العدد الثاني من سنتها الثانية، منذ أن كان يرأس تحريرها الدكتور عبدالمنعم النمر، ثم تولى رئاستها الشيخ أحمد البسيوني، وخلفه في هذه المهمة الشيخ محمد الأباصيري، ثم الشيخ حسن مناع، رحم الله الجميع.. والمجلة الآن برئاسة الأستاذ فيصل يوسف العلي في أزهى أيامها”.

وأشار فضيلته إلى أن إسهام المجلة في مجال الدعوة الإسلامية بالغ المدى، وأن عطاءها في المجال الثقافي لا يختلف اثنان في أنه مستوى رفيع، ولاشك أنها تعرض الإسلام دينا قيما يخاطب العقول والقلوب على حد سواء، بمنهجية واستيعاب، تغبطها عليه كبريات المجلات الإسلامية، فللمجلة مع هذه الخصائص عنايتها في ملحقاتها لشباب الأمة الإسلامية الذين هم زينة حاضرها، وأمل مستقبلها، وروائح الجنة في الشباب كما قال الشاعر قديما.

ولا تكاد تقلب صفحة من صفحات هذه المجلة إلا وترى فيها مشاهد سماحة الإسلام ويسره وشموله، ونسأل الله تعالى أن يزيد هذه المجلة تألقا وارتفاعا واستهدافا لكل ما يجعلها منبر دعوة للدين والدنيا على السواء، فما تصلح الحياة إلا بدين الله {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏} (آل عمران:101).

——-

* المصدر: مجلة الوعي الإسلامي.

مواضيع ذات صلة