الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

لماذا أسلمت؟.. نصف قرن من البحث عن الحقيقة

هذا الكتاب يخوض بنا في رحلة ممتعة مع أحد أبرز الشخصيات التي أسلمت في القرن الماضي، وكان لإسلامه صدى في العالم شرقه وغربه..

لماذا أسلمت؟

لماذا أسلمت؟


“جارودي” من الصفر إلى المسيحية في صورتها البروتستانتية.. إلى اعتناق تام للماركسية فلسفة وممارسة.. إلى مراجعة شاملة للماركسية التي تجمدت في قوالب من صلب منعتها من مسايرة التطور الحضاري.. إلى اشتراكية التسيير الذاتي.. إلى الانفتاح والحوار الحضاري.. إلى دراسة الإسلام واهتمام مطرد به كأيديولوجية تقدم تصورا متكاملا ومعقولا للكون والحياة.. إلى إيمان تام، وعن قناعة، بالإسلام!
يستعرض الكاتب أربع مراحل مر بها “جارودي” حتى وصل إلى الإسلام واقتنع به واتخذه دينا له..
اعتنق “جارودي” المسيحية البروتستانتية بالرغم من إلحاد والديه وذلك في عام 1927 لكي يعطي لحياته معنى في وقت كان يعتقد الجميع فيه أننا نعيش نهاية العالم من شدة الأزمة في أوروبا.
وقد استمر في هذا الاتجاه فترة من عمره الفكري، حتى عثر على ما رآه الأسلوب الأمثل في مواجهة أزمات الحياة الكثيرة المتلاحقة، وهو الفكر اليساري.. وبدأ النضال من موقع جديد.
أما المرحلة الثانية فقد كانت مع الفكر الماركسي حيث انضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي عام 1933، وانتسب للحزب الشيوعي كمسيحي، وأصبح عضوا في اللجنة المركزية، حيث رأى في الماركسية الأسلوب الأمثل لمعالجة المشكلات الإنسانية المستعصية بأسلوب علمي واقعي.
ثم جاءت بعد ذلك مرحلة المراجعة للماركسية وذلك نتيجة صدمته الشديدة في ستالين بناء على ما جاء في البيان السري الذي ألقاه خرتشوف عام 1956م، وكانت مأساة انعطافية حادة بالنسبة له خرجت به من عباءة الماركسية إلى الاشتراكية.
في المرحلة الثالثة وهي “مرحلة التسيير الذاتي”، رأى أنه هناك تغييرات ثلاثة يجب تحقيقها وهي تغيير للبنى، فلا رأسمالية، ولا بيروقراطية تقنية ستالينية، وتغيير للضمائر، فلا دين أفيون الشعوب، ولا إلحاد وضعي، وتغيير مشروع الحضارة من خلال ثورة ثقافية.
أما المرحلة الأخيرة قبل اعتناقه الإسلام فكانت الانفتاح والحوار الحضاريين وفيها نادى بثورة ثقافية تحتل فيها دراسة الحضارات اللاغربية منزلة تعادل في أهميتها الثقافة الغربية، وأن يقوم حوار حقيقي بين الحضارات في مضمار المنظومة التربوية.
في عام 1981م وبعد مرور “جارودي” بالمراحل الأربع السابقة أصدر كتابه “وعود الإسلام” أو “ما يعد به الإسلام”، الذي أبرز فيه العناصر الإيجابية في الإسلام التي تجعل منه الاختيار الوحيد أمام البشرية للخروج من المأزق، والنجاة من الهلاك المحقق؛ حيث تأكد له “قوة الإسلام في حل المشاكل التي يعيش فيها عالمنا اليوم”.
وبهذا الكتاب “وعود الإسلام” تهيأ جارودي للإسلام، حيث أعلن إسلامه في عام 1982م بجنيف.
ثم يختتم الكاتب كتابه ببعض الآراء والقضايا التي تعرض لها “جارودي” بعد إسلامه ومواقفه منها.
——-
المصدر: مجلة البشرى.

مواضيع ذات صلة