حسام العيسوي إبراهيم
مما لا شك فيه أن رمضان فرصة ذهبية للأئمة والخطباء؛ فهو موسم من مواسم الخير، تهفو القلوب والأرواح فيه إلى الله عز وجل، تمتلئ المساجد بالمصلين، يستمع الناس إلى دروس العلم، تَكثُر فيه الصدقات، هو بحق منهج حياة لو أحسنا العمل فيه، بل هو دورة تدريبية لما بعد رمضان.
والأئمة والخطباء هم فرسان هذا الشهر، يقع عليهم عبء تعبئة الناس لهذا الشهر؛ فهم مؤثرون في الناس وإلا أصبح الناس في مهب الريح تتخطفهم الشياطين وأعوانهم عبر الفضائيات والقنوات.
إن الإعلام يستعد لهذ الشهر في عرض منتجاته من أفلام ومسلسلات وفوازير وغيرها من البرامج، وذلك عن طريق الإعلانات المشوقة. وانتشرت هذه الكلمات: “انتظرونا في رمضان”، “كله حصري على التلفزيون”، “العرض الأول”، وخطفت الناس هذه الإعلانات من قناة إلى قناة.
والسؤال: هل استعد الإعلام الدعوي لهذا الشهر؟ ما هي المشوقات والجواذب التي أعدتها المساجد في هذا الشهر؟
1- يبدأ هذا البرنامج بالفجر وصلاته بالمسجد:
• خاطرة الفجر (سؤال وجائزة) قد يقوم أحد شباب المسجد بإعدادها، ويشرف عليها إمام المسجد، ومتابعتها يومياً، وتسلم الجائزة في درس المغرب أو بعد صلاة التراويح.
2- درس العصر:
• يتناول فيه الخطيب في بداية الشهر ” فضل شهر رمضان ” ثم يخصصها بعد ذلك للحديث عن:
– سلسلة من السلاسل (حلقات الدار الآخرة) (قصص الأنبياء) (شرح حديث مطوَّل) (فقه العبادات).
3- درس المغرب:
• قد يقوم البعض باستكمال درس العصر.
• قد يقوم البعض بالاكتفاء بدرس العصر.
4- الترويحات:
• الترويحات لها أهمية كبيرة فهي تتم بين صلاة التراويح. وهي بمثابة دافع للجمهور على استكمال الصلاة والإحساس فيها بالخشوع، وقد تتم هذه الخواطر في:
– الحديث عن آية من آيات القرآن التي يقرؤها الإمام في التراويح.
– الحديث عن “سلسلة إحياء القلوب “.
5- خطبة الجمعة:
وخطبة الجمعة في رمضان لها أهمية خاصة وأقترح:
– أن تخصص هذه الخطبة لمناقشة قضايا تهم الأمة وذلك لأن الناس في رمضان أقرب إلى الخير والتأثير يكون أقوى، فقد يأخذ الخطيب قضية من القضايا ويحاول أن يقنع الناس بها، وعلى سبيل المثال “الزواج وأهم مشاكله”، “الإيجابية وأهميتها”، “خطورة الغفلة “، “أهمية العمل”، “الإشاعات وخطورتها”.
آداب وفضائل
هناك آداب وفضائل يغفل عنها كثير من المصلين ومنها:
• الجلوس في المسجد حتى الشروق.
• قراءة ورد قرآني مع مجموعة.
• تصحيح التلاوة وتجويدها.
• أذكار الصباح والمساء.
فعلى الخطيب أن يذكّر الناس بهذه الفضائل ويشاركهم فيها.
وصايا هامة لإخواني من الأئمة والخطباء
• استعن بالله عز وجل واجعل نصب عينيك قول النبي –صلى الله عليه وسلم– “لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم” [رواه مسلم].
• أن تعد أدواتك ومواد خطبك ودروسك مبكراً.
• لا تنس أن تستعد لرمضان.
• لا تنس حظك في رمضان من القرآن والذكر.
• أنت أول المستمعين لكلامك، فكن قدوة لغيرك.
• أن تُعْلي دائماً من همة جمهورك.
• أن تحدد هدفك في كل خطاب لك؛ لكي يصل إلى الناس واضحاً ومفهوماً.
• جدد من خطابك ولا تجعله يسير على وتيرة واحدة.
• استمع إلى ما يطلبه جمهورك، وحبذا لو قمت بعمل استبيان لمعرفة اهتمامات جمهورك، فلا نريد أن نكون في وادٍ وجمهورنا الحبيب في وادٍ آخر.
• انظر بعد كل خطبة أو درس أو خاطرة إلى مستمعيك وقيّم نفسك وموضوعك، وعلى هذا الأساس حدد القادم.
هذه بعض الاقتراحات التي أقدمها لإخواني من الأئمة والخطباء، والتي أرجو من المولى –تبارك وتعالى– أن ينفعنا بها وأن يخرجنا من رمضان على الوجه الذي يرضيه عنا.
المصدر: موقع صيد الفوائد (بتصرف).