القائمة الرئيسية
 الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

دعاوى العهد القديم المسيئة للأنبياء عليهم السلام في ضوء القرآن الكريم

د. أحمد بن محمد النمرات

العهد القديم

الدراسة أثبتت التحريف الذي طرأ على أَسفار العهد القديم

جاءت رسالتي للدكتوراه الموسومة بـ “دعاوى العهد القديم المسيئة للأنبياء عليهم السلام في ضَوء القرآن الكريم – دراسة تحليلية نقدية”.. في مقدمة وثلاثةِ أبوابٍ وخاتمة؛ فكان البابُ التمهيدي نظريًّا؛ حيث تضمَّن الكلام في أمور أساسية لا بد للقارئ أن يعرفها؛ هي: التعريف بالعهد القديم وتاريخه ومصادره، وما طرأَ عليه من ضَياع وتحريف، كذلك الكلام عن النَّبيِّ وعصمته في اليهودية والإسلام.

وليتمكن القارئ من المقارنة؛ فقد تحدثتُ في نهاية الباب التمهيدي عن تاريخ القرآن الكريم: نزوله، وتكفُّل الله تعالى بحفظه، ومراحل جمعه؛ ليتجلَّى الفرق العظيم بين القرآن الكريم المحفوظ والعهد القديم المحرَّف.

وتناولتُ في الباب الثاني والثالث الجانبَ التطبيقي من الدراسة؛ بحيث اجتهدتُ في إثبات التحريف الذي طرأ على أَسفار العهد القديم، مِن خِلال تحليلِ ونقد ما تضمَّنَته تلك الأسفارُ من دعاوى مسيئةٍ للأنبياء عليهم السلام؛ بحيث خصَّصتُ البابَ الثاني لمناقشة تلك الدعاوى ابتداءً من آدم وحتى يعقوب؛ والباب الثالث من يعقوب حتى يونس عليهم جميعًا السلام، علمًا بأنَّ الدراسة اقتصرَت على الأنبياء الذين ورد ذكرُهم في القرآن الكريم والعهد القديم معًا.

وأمَّا منهجُ الدراسة، فهو المنهجُ الاستقرائي التحليلي النقدي، ولعلَّ أهم ما تميزَت به الرسالة من حيث المنهج هو اتباعُ منهجٍ جديد في النقد مستندًا إلى العدل والإنصاف؛ ذلك أنَّ عادة النُّقاد من المسلمين وغيرهم – من الإمام ابنِ حزمٍ وحتى يومنا هذا – جرَت على ذكر الدعوى وردِّها، دون ذكرٍ لرأي وحجَّة علماء أهل الكتاب، لكنَّني اجتهدتُ في إنصاف أهل الكتاب؛ بحيث اشترطتُ على نفسي في بداية هذه الدراسة ألا أنقد نصًّا من نصوص العهد القديم إلا بعد إيراد وبيان حجَّة علمائهم وتوجيههم كلَّ دعوى، ابتداءً من الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون ومرورًا بقاموس الكتابِ المقدَّس، وانتهاء بكتابات القَساوسة المعاصرين ممثَّلة بالتفسيرِ التطبيقي للكتاب المقدس والشروحات الإلكترونية للقسِّ أنطونيوس فكري والقس د. منيس عبدالنور وغيرها، وبعد ذكر حجَّتهم اجتهدتُ في نقض تلك الدعاوى ونقض حجَج علمائهم من نصوص العهد القديم ذاته ومن الآيات القرآنية ومن البراهين العقليَّة والأخلاقية.

أما نتائج هذه الدراسة، فقد انتهيتُ إلى إبطالِ جميع دعاوى العهد القديم التي أساءَت للأنبياء عليهم السلام، وإبرازِ مخالفة نصوص العهد القديم للعقلِ والأخلاق؛ وبالتالي إثبات التحريف بأدلةٍ وشواهد بعضها جديدة تكشف لأول مرة، كما ظهر لي بطلان دعوى صلاحيةِ الكتاب المقدَّس للتعليم والتهذيب؛ نظرًا لاحتوائه القصَص المتضمِّنة سوءَ الأخلاق، كما ظهرَت الآثارُ السلبية لدعاوى العهد القديم على أخلاق أهل الكتاب؛ حيث انتشار الفواحش وزنا المحارم، إضافة إلى الأثرِ الإجرامي؛ حيث القتل والإبادة التي يمارسُها اليهودُ ضدَّ الشعوب الأخرى.

وفي الخاتمة ذكرتُ أبرز البراهين النصِّية والعقلية والأخلاقية التي توصلتُ إليها في هذه الدراسة، والتي تدلُّ على تحريف العهد القديم وتناقضه، وأوصيتُ باختصارِ هذه الدراسة وترجمتِها إلى العبرية والإنجليزية.

—–

* المصدر: موقع الألوكة.

مواضيع ذات صلة