الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

الجذور الفكرية لأزمتنا الأخلاقية (ملف خاص)

إعداد موقع مهارات الدعوة

يعد السقوط الأخلاقي أشد خطرًا على المسلمين من احتلال الأرض أو الوقوع في براثن هيمنة القوى الدولية الكبرى أو حتى في شراك الاستبداد المحلي، وإن كانت هذه الهيمنة الاستبدادية من الخارج والداخل ليست بريئة تمامًا من إحداث ذلك السقوط، ولكن علينا أن نتساءل: ما الذي أوقع المسلمين وأضعفهم حتى صاروا ضحايا لتلك الهيمنة، ومن ثم بدأوا يفقدون الكثير من تفوقهم الأخلاقي على غيرهم من البشر؟

وبمعنى آخر، علينا أن نتساءل عن مدى الارتباط بين القابلية للاستضعاف والانحدار الأخلاقي، وأن نطرح -كذلك- تساؤلات أخرى حول هذا الانحدار وعوامله المتشابكة التي أسهمت في خلقه وفي تناميه المستمر حتى كاد أن يقترب من مرحلة الهاوية.

ونظرًا لأن سلوك الإنسان تحكمه أفكاره ومعتقداته بالأساس، فإن التركيز على التساؤلات التي تتعلق بالأسس الفكرية لهذا الانحراف الأخلاقي الواسع -المشار إليه- قد تكون أهم من غيرها، مثل تلك التي قد تنتج عن الفقر (قرين الكفر) والترف مثلا، باعتبار أننا لا نزال نرى مجتمعات كثيرة تحتفظ بثوابتها الأخلاقية رغم ابتلاءها بالفقر أو بالترف المفضي للفساد بمعناه المعنوي قبل المادي.

علينا إذًا الحفر في الجذور الفكرية لأزمتنا الأخلاقية ومحاولة الإجابة على التساؤلات المرتبطة بذلك، مثل: هل هناك صلة ما بين النكبة الأخلاقية التي تشهدها الأمة الإسلامية وأزمتها الفكرية؟ وما طبيعتها إذا وجدت؟ وكيف نشأت؟ وما حجم تأثيرها؟ وهل هناك من أمل في التخلص منها؟

وفي هذا الملف نحاول الرد على هذه التساؤلات حول الجذور الفكرية للانحدار الأخلاقي في العالم الإسلامي، دون تجاهل عالمية هذا الانحدار التي قد تصل إلى تهديد الجنس البشري بالفناء ما لم يسارع المثقفون المخلصون بالتحذير من هذا الخطر المحدق الذي ظهرت بوادره وتفشت بوائقه لاسيما وقد أسفر عن وجهه القبيح وبات مهددًا للفطرة الإنسانية، التي أحاطت بها المفاسد من كل مكان ومع ذلك لم يتحرك الإنسان لمقاومتها بالقدر الكافي، بل جاهر بها مفتخرًا ومعتقدًا أنه يسير على طريق قويم سيأخذه إلى السعادة الأبدية!

وفيما يلي موضوعات الملف:

مواضيع ذات صلة