القائمة الرئيسية
 الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

قراءة في كتاب: موقف المستشرقين من الصحوة الإسلامية

_2215مركز التأصيل للدراسات والبحوث

في ظل انتشار الصحوة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها قام أعداء الإسلام بمراجعة حساباتهم مع الأساليب التي يتعاملون بها مع هذه الظاهرة, فاشتدت الحرب في المؤلفات المختلفة وفي سائر وسائل الإعلام وتعرضت حقائق الإسلام لاتهامات وتدليس وتلفيق..

وقد أراد الكاتب مجدي محمد فتح الباب في مؤلفه الموسوم “موقف المستشرقين من الصحوة الإسلامية” أن يكشف حقيقة موقف الغرب من الإسلام كلية الذي لا يحمل إلا ضغينة وحقدا وتشويها.

 وسلك الكاتب في كتابه منهجا يعتمد على شقين أحدهما منهج شكلي والثاني منهج علمي, وقسم كتابه بعد تلك المقدمة إلى سبعة فصول وخاتمة بها عدة توصيات.

الفصل الأول: بين الاستشراق والصحوة الإسلامية

المبحث الأول: مفهوم الاستشراق وتاريخه ودوافعه

تحدث عن مفهوم الاستشراق وعرفه بالدراسات الغربية المتعلقة بالشرق الإسلامي في لغاته وتاريخه وحضارته وتشريعاته, ثم ذكر نبذة حول تاريخ الاستشراق؛ فبين أنه بدأ رسميا منذ قرار فيينا الكنسي عام 1312م الخاص بإنشاء عدد من الكراسي خاصة بالدراسات الشرقية في عدد من الجامعات الأوروبية, ثم تحدث عن دوافعه فذكر منها عدة دوافع:

– الدافع الديني

– الدافع الاستعماري

– الدافع الاقتصادي

– الدافع السياسي

– الدافع العلمي النزيه

ثم تحدث عن وسائل المستشرقين التي استعملوها في ذلك العمل البحثي مثل جمع المخطوطات العربية والترجمة وكتابة الكتب والنشرات وإلقاء المحاضرات.

المبحث الثاني: مفهوم الصحوة ومظاهرها

فتحدث عن مفهوم الصحوة لغة واصطلاحا ووصفها بأنها “الدعوة إلى بعث الهوية الإسلامية في الأمة من جديد” وسماها أيضا “عودة الوعي” أو “الانتباه بعد غيبة” أو “اليقظة” وذكر أنه قد تنبأ بحدوثها كثيرون من مفكري المشرق والمغرب على حد سواء.

مظاهر الصحوة:

– الالتزام بالشعائر والآداب الإسلامية

– انتشار الكتاب الإسلامي وترجماته

– انتشار التدين بين الشباب

– انتشار الحجاب

– بروز بعض مظاهر الاقتصاد الإسلامي

– ظهور ما سمي بالأدب الإسلامي

– نشأة ما سمي بالإعلام الإسلامي

– انتشار العمل الخيري وحل مشكلات المجتمع

ثم ذكر مظاهر الصحوة في عدد من البلدان مثل تركيا وفرنسا وجمهوريات آسيا الوسطى.

الفصل الثاني : اهتمام المستشرقين بالصحوة والحركات الإسلامية

ذكر الكاتب أن ظاهرة الصحوة كانت مرصودة باهتمام من المستشرقين, ويرجع ذلك لوجود عدد كبير من العوامل والأسباب ومنها:

– قدرة الإسلام على الذيوع والانتشار

– استهدافهم السيطرة على العالم الإسلامي

– محاولة احتواء الصحوة في مهدها

– وجود أحداث تاريخية ساهمت في زيادة اهتمامهم مثل “حرب فلسطين ودور الإخوان المسلمين فيها, انتصار أكتوبر وسلاح البترول, قيام الثورة الإيرانية وحادث المسجد الحرام عام 1979م, اغتيال السادات”.

الفصل الثالث : تقييم المستشرقين للصحوة وأسبابها وخصائصها

اهتم المستشرقون ببحث أسباب الصحوة وحاولوا الإلحاح دوما على أن الصحوة الإسلامية لم تكن إلا نتاج أزمات مر بها العالم الإسلامي, ثم ذكر رأي الدكتور ريتشارد ميتشل في أسبابها حيث ذكر اثني عشر سببا للصحوة, ثم ذكر أيضا رأي دكميجان في أسبابها التي لم تختلف كثيرا إلا في عدد من النقاط الفرعية على قول ميتشيل.

ويرى المستشرقون عدة خصائص للصحوة الإسلامية منها:

– خاصية الانتشار

– خاصية تعدد المراكز

– خاصية الإصرار.

الفصل الرابع : دور المستشرقين في تشويه الصحوة الإسلامية

بداية أطلق المستشرقون عدة مصطلحات يصفون بها الصحوة الإسلامية بغرض تشويهها في أعين أصحابها وفي أعين القارئ الغربي مثل المتعصبين والمتطرفين واختصروهما في وصفهم بالأصولي كدلالة على المعنى السابق, ثم حاولوا تشويه الأفراد المنتمين للحركات الإسلامية, فنعتوهم بصفات مثل العزلة والتعصب والشعور بالدونية والحركية العدوانية والفاشية الاستبدادية وعدم التسامح والإرتيابية والإسقاط والمثالية والقسوة والطاعة المطلقة لأمرائهم ومعاداة الحضارة والسعي للاستيلاء على السلطة واستحلال أموال الغير وشبهوا تلك الجماعات بالخلايا الشيوعية وربطوهم بالخوارج.

الفصل الخامس : الردود على شبهات المستشرقين حول أسباب الصحوة

استبعد الكاتب مفهوم الأزمة الاقتصادية كالفقر كعنصر مسبب للصحوة لأن الصحوة ما بحثت عن الخبز بقدر ما بحثت عن الهوية الإسلامية وخاصة لانضمام عدد كبير من أبناء الأثرياء لها وتركهم لرغد العيش وتحملهم المتاعب في سبيل نصرة قضيتهم وخاصة أن الصحوة قد انتشرت على كل مستويات الطبقات في المجتمع كما انتشرت مكانيا فلم ترتبط بالفقر والغنى, ثم توقف ونفى الصفات التي اتهم بها أفراد الصحوة السابقة ورد عليها ردودا واضحة وقوية من طبيعة الإسلام ذاته التي تنفي أن يكون أتباعه بمثل هذه الصفات.

الفصل السادس : أبرز القضايا والشبهات حول الإسلام والردود عليها

ذكر الكاتب عدة اتهامات وشبهات للمستشرقين حول الإسلام وحول فكر الصحوة ورد عليها مثل:

– اتهام الإسلام بالعداء للحرية

– ظلم الأقليات في العالم الإسلامي

– معاداة الصحوة الإسلامية للتقدم

– اضطهاد الإسلام للمرأة

– اتهام التيار الإسلامي عامة بالالتزام بالعنف

الفصل السابع : الأساليب والوسائل الجديدة للمستشرقين

أصبحت الوسائل الإعلامية بعد تطورها هي الوسائل الأكثر شيوعا عند المستشرقين في تشويه الإسلام والمسلمين والصحوة الإسلامية، وذلك بتصويرهم دائما في هيئة الجشع الشهواني الذي لا يهتم إلا بطعامه وبالنساء في شهوانية واضحة، وتصويرهم بأنهم مصدر الرعب والتهديد في العالم, وأنهم أيضا السبب في الأزمات الاقتصادية الخانقة التي يمر بها المجتمع الغربي كل فترة نتيجة نظامهم الربوي واقتصادهم الرأسمالي الذي لا يرحم.

واستغل الإعلام بعض الأحداث لتضخيمها والنيل من المسلمين بسببها، واستغلوا أيضا ما يقوم به الصوفية والشيعة من ممارسات لعبادة القبور أو طعن أنفسهم بالأسلحة ليظهروا أن هذا الخبل هو الإسلام ليصدوا الناس عنه واستغلوا في ذلك كل الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة، حتى رسوم الكاريكاتير استخدموها أيضا كسلاح تشويه للإسلام والمسلمين.

وختاما جزى الله الكاتب الفاضل خير الجزاء على كتابه هذا الذي بين فيه أن لهذه الأمة أعداء لا يزالون متربصين بها وأن الاستشراق لم ينقطع بل تطورت أساليبه ووسائله وتقنياته.

مواضيع ذات صلة