موقع قصة الإسلام
مولده ونشأته
ولِدَ يوسف إسلام تحت اسم ستيفن ديمتري جورجيو في شهر يوليو1947م لأم سويدية وأب من القبارصة اليونانيين. وتربَّى ستيفن في حي ويست إند
بلندن في شقة تقع فوق المطعم المملوك لوالديه.
ونظرًا لأن والده كان من القبارصة اليونانيين، فإنه كان يعتنق مذهب الأورثوذكس اليونان، لكنه تلقَّى تعليمه في مدرسة كاثوليكية. وحصل ستيفنز على 8 ألبومات ذهبية متتالية، وحازت أغانيه على شهرة واسعة في بريطانيا والولايات المتحدة.
نشأ كات ستيفنز في بيئة مرفهة تملؤها أضواء العمل الفني الاستعراضي الباهرة، وكانت أسرته تدين بالمسيحية، ويتحدث عن ذلك قائلاً:
“كانت تلك الديانة التي تعلَّمتها، فكما نعلم أن المولود يُولد على الفطرة، وأهله يُمَجِّسانه أو يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه، لذلك فقد تمَّ تنصيري بمعنى أن النصرانية هي الديانة التي أنشاني والدي عليها.
وتعلمت أن الله موجود، ولكن لا يمكننا الاتصال المباشر به، فلا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق عيسى، فهو الباب للوصول إلى الله. وبالرغم من اقتناعي الجزئي بهذه الفكرة إلا أن عقلي لم يتقبلها بالكلية.
وكنت أنظر إلى تماثيل النبي عيسى فأراها حجارة لا تعرف الحياة، وكانت فكرة التثليث أو ثلاثية الإله تقلقني وتحيرني، ولكني لم أكن أناقش أو أجادل؛ احترامًا لمعتقدات والدي الدينية.
وبدأت أبتعد عن نشأتي الدينية بمعتقداتها المختلفة شيئًا فشيئًا، وانخرطت في مجال الموسيقى والغناء، وكنت أرغب في أن أكون مغنيًا مشهورًا. وأخذتني تلك الحياة البراقة بمباهجها ومفاتنها فأصبحت هي إلهي، وأصبح الثراء المطلق هو هدفي؛ تأسيًا بأحد أخوالي الذي كان واسع الثراء، وبالطبع كان للمجتمع من حولي تأثير بالغ في ترسيخ هذه الفكرة داخلي؛ حيث إن الدنيا كانت تعني لهم كل شيء، وكانت هي إلههم.
ومن ثَمَّ اخترت طريقي، وعزمت أن يكون المال هو هدفي الأوحد، وأن تكون هذه الحياة هي مبلغ المُنى، ونهاية المطاف بالنسبة لي.
وكان قدوتي في هذه المرحلة كبار مطربي البوب العالميين وانغمست في هذه الحياة الدنيوية بكل طاقتي، وقدمت الكثير من الأغاني، ولكن داخلي وفي أعماق نفسي كان هناك نداء إنساني، ورغبة في مساعدة الفقراء عند تحقيقي للثراء المنشود، ولكن النفس البشرية -كما يخبرنا القرآن الكريم- لا تفي بكل ما تعد به، وتزداد طمعًا كلما منحت المزيد.
وقد حققت نجاحًا واسعًا وأنا لم أتعدَّ سنواتي التسعة عشرة بعدُ، واجتاحت صوري وأخباري وسائل الإعلام المختلفة، فجعلوا مني أسطورة أكبر من الزمن، وأكبر من الحياة نفسها، وكانت وسيلتي لتعدي حدود الزمن والوصول إلى القدرات الفائقة هي الانغماس في عالم الخمور والمخدرات”.
رحلة البحث عن اليقين
خاض ستيفنز رحلة طويلة للبحث عن اليقين والسلام النفسي، بدأت بدخوله المستشفى؛ فبعد مُضي عام تقريبًا من النجاح المادي، والحياة الراقية، وتحقيق الشهرة أُصِيب بالسُّلِّ، ودخل المستشفى. وأثناء وجوده بالمستشفى أخذ يفكر في حاله وفي حياته، ويقول عن تلك الفترة:
“أخذت أتساءل: هل أنا جسد فقط، وكل ما عليَّ فعله هو أن أُسعد هذا الجسد؟ ومن ثَمَّ فقد كانت هذه الأزمة نعمة من الله حتى أتفكر في حالي, وكانت فرصة من الله حتى أفتح عيني على الحقيقة، وأعود إلى صوابي. لماذا أنا هنا راقدًا في هذا الفراش؟ وأسئلة أخرى كثيرة بدأت أبحث لها عن إجابة.
وكان اعتناق عقائد شرق آسيا سائدًا في ذلك الوقت، فبدأت أقرأ في هذه المعتقدات، وبدأت أولَ مرة أفكر في الموت، وأدركت أن الأرواح ستنتقل لحياة أخرى، ولن تقتصر على هذه الحياة. وشعرت آنذاك أني على بداية طريق الهداية، فبدأت أكتسب عادات روحانية مثل التفكر والتأمل، وأصبحت نباتيًّا كي تسمو نفسي، وأساعدها على الصفاء الروحي. وأصبحت أؤمن بقوة السلام النفسي، وأتأمل الزهور، ولكن أهم ما توصلت إليه في هذه المرحلة، هو إدراكي أني لست جسدًا فقط.
وقد ازدادت شهرتي في عالم الموسيقى، وعانيت من أوقات عصيبة؛ لأن شهرتي وغِنَائي كانتا تزدادان، بينما كنت من داخلي أبحث عن الحقيقة.
وفي تلك المرحلة أصبحت مقتنعًا أن البوذية قد تكون عقيدة نبيلة وراقية، ولكني لم أكن مستعدًّا لترك العالم والتفرغ للعبادة، فقد كنت ملتصقًا بالدنيا، ومتعلقًا بها، ولم أكن مستعدًّا لأَنْ أكون راهبًا في محراب البوذية، وأعزل نفسي عن العالم.
وبعدها حاولت أن أجد ضالتي التي أبحث عنها في علم الأبراج أو الأرقام، ومعتقدات أخرى، لكني لم أكن مقتنعًا بأيٍّ منها، ولم أكن أعرف أي شيء عن الإسلام في ذلك الوقت، وتعرفت عليه بطريقة أعتبرها من المعجزات؛ فقد سافر أخي إلى القدس، وعاد مبهورًا بالمسجد الأقصى، وبالحركة والحيوية التي تعج بين جنباته، على خلاف الكنائس والمعابد اليهودية التي دائمًا ما تكون خاوية”.
حكايته مع القرآن
يقول: “أحضر لي أخي من القدس نسخة مترجمة من القرآن، وعلى الرغم من عدم اعتناقه الإسلام إلا أنه أحس بشيء غريب تجاه هذا الكتاب، وتوقع أن يعجبني، وأن أجد فيه ضالتي.
وعندما قرأت الكتاب وجدت فيه الهداية، فقد أخبرني عن حقيقة وجودي، والهدف من الحياة، وحقيقة خلقي، ومن أين أتيت.
وعندها أيقنت أن هذا هو الدين الحق، وأن حقيقة هذا الدين تختلف عن فكرة الغرب عنه، وأنها ديانة عملية وليست معتقدات تستعملها عندما يكبر سنك، وتقل رغبتك في الحياة مثل المعتقدات الأخرى.
ويَصِمُ المجتمع الغربي كل من يرغب في تطبيق الدين على حياته والالتزام به بالتطرف، ولكني لم أكن متطرفًا، فقد كنت حائرًا في العلاقة بين الروح والجسد، فعرفت أنهما لا ينفصلان، وأنه بالإمكان أن تكون متدينًا دون أن تهجر الحياة، وتسكن الجبال. وعرفت أيضًا أن علينا أن نخضع لإرادة الله، وان ذلك هو سبيلنا الوحيد للسمو والرقي الذي قد يرفعنا إلى مرتبة الملائكة. وعندها قويت رغبتي في اعتناق الإسلام.
وبدأت أدرك أن كل شيء من خلق الله ومن صنعه، وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم، وعندها بدأت أتنازل عن تكبري، لأنِّي عرفت خالقي، وعرفت أيضًا السبب الحقيقي وراء وجودي، وهو الخضوع التام لتعاليم الله والانقياد له، وهو ما يعرف بالإسلام. وعندها اكتشفت أني مسلم في أعماقي. وعند قراءتي للقرآن علمت أن الله قد أرسل كافة الرسل برسالة واحدة، إذن فلماذا يختلف المسيحيون واليهود؟ نعم، لم يتقبل اليهود المسيح لأنهم غيَّروا كلامه, وحتى المسيحيون أنفسهم لم يفهموا رسالة المسيح، وقالوا: إنه ابن الله. كل ما قرأته في القرآن من الأسباب والمبررات بَدَا معقولاً ومنطقيًّا. وهنا يكمن جمال القرآن، فهو يدعوك أن تتأمل، وأن تتفكر، وأن لا تعبد الشمس أو القمر، بل تعبد الخالق الذي خلق كل شيء. فالقرآن أمر الإنسان أن يتأمل في الشمس والقمر، وفي كافة مخلوقات الله. فهل لاحظت إلى أي مدى تختلف الشمس عن القمر؟ فبالرغم من اختلاف بُعدهما عن الأرض إلا أن كل منهما يبدو وكأنه على نفس البُعد من الأرض! وفي بعض الأحيان يبدو وكأن أحدهما يُغطِّي الآخر! سبحان الله.
وعندما صعد رُوَّاد الفضاء إلى الفضاء الخارجي، ولاحظوا صغر حجم الأرض مقارنة بالفضاء الخارجي، أصبحوا مؤمنين بالله؛ لأنهم شاهدوا آيات قدرته.
وكلما قرأت المزيد من القرآن، عرفت الكثير عن الصلاة والزكاة وحسن المعاملة، ولم أكن قد اعتنقت الإسلام بعدُ، ولكني أدركت أن القرآن هو ضالتي المنشودة، وأن الله قد أرسله إليَّ، ولكني أبقيت ما بداخلي سرًّا، لم أبحْ به إلى أحد. وبما أن فهمي يزداد لمعانيه عندما قرأت أنه لا يحل للمؤمنين أن يتخذوا أولياء من الكفار، تمنيت أن ألقى إخواني في الإيمان”.
اعتناقه الإسلام
يقول المغني البريطاني السابق كات ستيفنز (يوسف إسلام): في ذلك الوقت فكرت في الذهاب إلى القدس مثلما فعل أخي, وهناك بينما أنا جالس في المسجد سألني رجل: ماذا تريد؟ فأخبرته بأني مسلم، وبعدها سألني عن اسمي، فقلت له : (ستيفنز). فتحيَّر الرجل، وانضممت إلى صفوف المصلين، وحاولت أن اقوم بالحركات قدر المستطاع. بعد عودتي إلى لندن قابلت أختًا مسلمة اسمها (نفيسة)، وأخبرتها برغبتي في اعتناق الإسلام، فدلتني على مسجد نيو ريجنت. وكان ذلك في عام 1977م، بعد عام ونصف العام تقريبًا من قراءتي للقرآن. وكنت قد أيقنت عند ذلك الوقت أنه عليَّ أن أتخلص من كبريائي، وأتخلص من الشيطان، وأتجه إلى اتجاه واحد. وفي يوم الجمعة بعد الصلاة اقتربت من الإمام، وأعلنت الشهادة بين يديه. ومع تحقيقي للثراء والشهرة، فإني لم أصلْ إلى الهداية إلا عن طريق القرآن.
والآن أصبح بإمكاني تحقيق الاتصال المباشر مع الله، بخلاف الحال في المسيحية والديانات الأخرى. فقد أخبرتني سيدة هندوسية ذات مرة: “أنت لا تفهم الهندوسية، فنحن نؤمن بإله واحد، ولكننا نستخدم هذه التماثيل للتركيز”. ومعنى كلامها أنه يجب أن تكون هناك وسائط لتصلك بالله، ولكن الإسلام أزال كل هذه الحواجز, والشيء الوحيد الذي يفصل بين المؤمنين وغيرهم هو الصلاة، فهي السبيل إلى الطهارة الروحية.
وأخيرًا، أود أن أقول: إن كل أعمالي أبتغي بها وجه الله، وأدعو الله أن يكون في قصتي عبرة لمن يقرؤها. وأود أن أقرر أني لم أقابل أيَّ مسلم قبل اقتناعي بالإسلام، ولم أتأثر بأي شخص؛ فقد قرأت القرآن، ولاحظت أنه لا يوجد إنسان كامل، ولكن الإسلام كامل، وإذا قمنا بتطبيق القرآن وتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام، فسوف ننجح في هذه الحياة. أدعو الله أن يوفقنا في اتِّباع سبيل الرسول عليه الصلاة والسلام. آمين.
من أقواله
المغني البريطاني السابق كات ستيفنز (يوسف إسلام)- “لم أكن أعرف السعادة قبل دخولي إلى الإسلام”.
– “منذ أن بدأت قراءة القرآن، وكلما ازددت قراءةً تعجبت! لماذا يسير الناس على غير هدًى في هذه الدنيا، والدليل أمامهم والضوء أمامهم؟! لمَّا قرأت القرآن أيقنت أنه ليس من صنع البشر, ووجدت التوحيد فيه يتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها. هزَّني تعريف القرآن بخالق الكون، فقد اكتشفت الإسلام عبر القرآن، وليس من أعمال المسلمين. أيها المسلمون، كونوا مسلمين حقًّا؛ حتى يتمكن الإسلام من الانتشار في العالم كله، فالإسلام هو السلام لكل العالم”.
– “أردت أن أعيش للإسلام كل يومي بدقائقه ولحظاته، وكفى الإسلام لي، ولا أريد شيئًا آخر من هذه الدنيا”.
إسهاماته
أول ألبوماته الإسلامية كمنشد بعنوان (حياة آخر الأنبياء) الذي روى فيه القصة الكاملة لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تضمن أغنية (طلع البدر علينا)، وتلاه بالألبوم الثاني عام 1997م.
وإضافةً إلى هذين الألبومين سجَّل يوسف إسلام عددًا من الأغنيات الإسلامية للأطفال، من أشهرها (هذا من أجل الله) التي تحولت إلى نشيد رسمي في عدد كبير جدًّا من المدارس الإسلامية في بريطانيا. وقدَّم بعدها أغنيتين مع فريق الأناشيد الماليزي (ريحان)، وهما: (الله هو النور)، و(خاتم الرسل).
كما افتتح يوسف إسلام في سبتمبر 2002م مقرًّا إقليميًّا لشركة (جبل النور) للتسجيلات والإنتاج الإعلامي ذات التوجه الإسلامي في دبي، في خطوة استهدفت تعزيز نشاط الشركة في منطقتي الشرق الأوسط والأقصى. وتعمل (جبل النور) في مجال إنتاج المواد الإعلامية المسجلة على أسطوانات CD وDVD وأشرطة الفيديو، بجانب طبع الكتب والمؤلفات الخاصة التي تشرح ثقافة وقيم الإسلام.
وقد ركز يوسف إسلام على إيصال صوته إلى الأطفال، انطلاقًا من أن المجتمع الغربي مبتلًى بحوادث عنف وقتل يقوم بها الأطفال، بسبب عدم ترسيخ روح الإيمان بالله في نفوسهم منذ الصغر. وهذا الأمر جعل يوسف إسلام يُخصِّص شريطًا للأطفال يعرفهم فيه بالله، وسماه (A is for ALLAH)، وأرفق مع الشريط كتيبًا صغيرًا، كتب فيه: “إن الطفل الغربي يتعلم منذ اليوم الأول: (A is for Apple)، ولكنني أريده أن يتعلم منذ الحرف الأول: (A is for ALLAH)، الأمر الذي سينعكس عليه في المستقبل”.
اهتمامه بالتعليم
المغني البريطاني السابق كات ستيفنز (يوسف إسلام)رغم اهتمام يوسف إسلام بأمور المسلمين المختلفة، فإن جُلَّ اهتمامه انصبَّ على التعليم الذي رآه البداية الحقيقية لتكوين جيل مسلم في أوربا؛ فبدأ اهتمامه بالتعليم الإسلامي عام 1983م عندما أصبح رئيس وقف المدارس الإسلامية ببريطانيا، فأسس المدرسة الابتدائية الإسلامية تحت اسم (إسلامية)، ثم المدرسة الثانوية الإسلامية للبنين والبنات في شمال لندن – وهما أول مدرستين إسلاميتين بريطانيتين – ثم طالب يوسف إسلام الحكومة البريطانية بتخصيص ميزانية للمدارس الإسلامية أسوة بالمبالغ التي تخصصها الحكومة للطوائف الدينية المسيحية واليهودية. ورغم أن الحكومة لم تستجب لطلبه آنذاك، فإنه لم ييأس، بل استمر في حملته إلى أن وافقت حكومة بلير الحالية على تخصيص ميزانية لدعم المدارس الإسلامية ببريطانيا، ليس هذا فحسب بل نجحت حملته في دعوة الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا إلى زيارة إحدى المدارس الإسلامية بلندن، والذي امتدح تلاميذها قائلاً: “أنتم سُفراء تقدمون المثل لأحد الأديان السماوية، وهو دين الإسلام”.
ولم يقتصر العمل الدعوي ليوسف إسلام على الأناشيد والتعليم الإسلامي، فيوسف يدير عددًا لا بأس به من المؤسسات الخيرية الإنسانية، من أهمها مؤسسة (العطف الصغير) التي تقدم خدماتها في مجال رعاية الأطفال وضحايا الحرب في منطقة البلقان، وهي مؤسسة معتمدة لدى الأمم المتحدة، حيث مثَّل يوسف شخصيًّا المؤسسة في اجتماعات المؤتمر السنوي الخامس والخمسين للجمعيات غير الحكومية (NGOs) في سبتمبر الماضي (2002م) بنيويورك.
كما يشرف يوسف إسلام على جمعية (عُمَّار المساجد) الدينية، بجانب تأسيسه لعدد من الحلقات الدراسية للمسلمين الجدد في بريطانيا.
ونال يوسف إسلام نصيبه من العنجهية الصهيونية عندما كان يزور القدس في عام 2000م لتصوير فيلم تليفزيوني عن الأماكن التي زارها في مقتبل حياته الإسلامية، حيث رفضت السلطات الصهيونية دخوله إلى القدس، بل واحتجزته في زنزانة صغيرة بلا ماء أو خدمات قبل أن يتم ترحيله إلى ألمانيا، وكان حجة الصهاينة أن يوسف يخصص جزءًا من عمله الخيري لصالح حركة حماس، الأمر الذي أنكره يوسف متسائلاً: “هل تقديم الأموال ليتامى الفلسطينيين دعم لحماس؟!”.
وإزاء الحملة الشرسة التي تعرض لها الإسلام منذ هجمات 11 سبتمبر، حرص يوسف إسلام على حضور الندوات الدينية في شتى أنحاء العالم، وأكَّد فيها على سماحة الدين الإسلامي، وبراءته من التهم الموجهة إليه جزافًا.
وعلى الرغم من مشروعية اهتمام يوسف إسلام بالسياسة، فإنه كان يهتم بعدم إعلان ذلك، حتى لا تتأثر المؤسسات الخيرية التي يديرها من وراء ذلك، أو أن يتم إيقافها بدعوى دعمها للإرهاب، كما حدث مع مؤسسات أخرى عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وفي 6 مارس 2003م وقبيل الحرب الأمريكية على العراق، أصدر يوسف إسلام توزيعًا جديدًا لأغنيته (قطار السلام Peace Train) التي استخدم فيها الدفوف والإيقاعات النحاسية، وجاءت لتعلن موقفه الرافض للحرب على العراق، ويعلق عليها يوسف بقوله: “كتبت قطار السلام ضد الحرب لتصل رسالتها لقلوب الملايين، وتلبي حاجة كبرى للناس؛ لكي يشعروا بأن ثمة أملاً يتزايد، فأنا كإنسان وكمسلم أشعر أن هذا هو إسهامي في الدعوة للحل السلمي”.
وقد لفتت أعماله الإنسانية أنظار العالم إليه، فاستحق أن يُمنح جائزة شخصية عام 2003م بامتياز، وقد نشرت صحيفة (تاجيس تسايتوج) الألمانية الصادرة يوم الأحد 2/11/2003م حديثًا مطولاً معه بعد تسلُّمه الجائزة في مدينة هامبورج، جائزة شخصية العام الدولية لسنة 2003م في المجالين الاجتماعي والإنساني.
والآن يوسف إسلام متزوج، ولديه 5 أولاد، حرص على تعليمهم تعليمًا إسلاميًّا بجانب التعليم النظامي الإنجليزي. دخل أخوه الإسلام مبكرًا، أما أبوه فقد أسلم قبل وفاته بيومين.