موقع إسلام ويب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن شهر رمضان فرصة لدعوة الناس، لتهيئتهم وجدانياً لسماع الحق، وإن من حكمة الداعية استثمار ذلك، ومن وسائل الدعوة وطرائقها في رمضان:
1- تدريس أحكام الصيام لأهل مسجد الحي قبيل دخول شهر رمضان بقليل، ويمكن الاستفادة في ذلك بكتاب (فقه السنة) للشيخ سيد سابق، أو كتاب (الملخص الفقهي) للشيخ صالح الفوزان.
2- إلقاء كلمة في مسجد الحي بعد صلاة العصر يومياً لمدة عشر دقائق، ويمكنك الاستفادة من كتاب (مجالس شهر رمضان) للشيخ ابن عثيمين، أو (درس رمضان) للشيخ سلمان العودة.
3- عمل مقرأة قرآن يومياً بعد العصر إلى غروب الشمس، أو في وقت يناسبهم ويتفقون عليه؛ حيث يجتمع شيوخ وشباب الحي على قارئ مجود عالم بأحكام القراءة، ويتعاونون على إتمام ختمة للقرآن، وذلك بأن يتموا قراءة جزء (مناوبة) يومياً على الأقل.
4- إلقاء كلمة يوميا في أثناء صلاة التراويح، تتضمن شرح أركان الإيمان باختصار من كتاب (الإيمان) لمحمد نعيم ياسين، أو اختيار أحاديث من الأربعين النووية وشرحها باختصار، أو اختيار فصول من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتعليق عليها… وتكون هذه الكلمات منهجية ومهمة في تكوين الشخصية المسلمة، فتبين حق الله على العبيد وحق الوالدين والجيران وواجب المسلمين اتجاه دينهم ونحو ذلك.
5- عمل مجلة حائطية أسبوعياً تتضمن موضوعات متعددة، أغلبها في تزكية النفس، وفضل الصيام والقيام وقراءة القرآن والاعتكاف وفضل العمرة في رمضان، ويمكنك الاستفادة من (رياض الصالحين) للإمام النووي.
6- إنشاء مكتبة صوتية للشريط الإسلامي في المسجد، تحتوي على أشرطة تلاوة لمشاهير القراء المجيدين، وكذلك تتضمن أشرطة دروس ومحاضرات للدعاة المعروفين بتأثيرهم الواسع في الأمة.
7- طباعة مطوية فيها حكم زكاة الفطر وحكمتها، وعلى من تجب ومقدار الواجب فيها وتوزيعها على المصلين في صلاة التراويح، ويمكن الاستفادة من إعدادها بكتب الفقه المشار إليها آنفاً، وإن لم يتيسر طباعة وتوزيع ونشر المطوية، فيكتفى بقراءة محتواها على جموع المصلين في صلاة التراويح.
8- تجهيز المسجد للاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان -اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم- وإعداد الخباءات اللازمة لذلك، ودعوة شباب الحي لتجديد سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
9- إعداد إفطار جماعي لأهل الحي؛ بحيث يشارك فيه أهل المسجد أجمعون؛ ففي هذه الأعمال الجماعية تأليف للقلوب وتقوية لأواصر الإخوة.
وأخيراً: نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يستخدمنا وإياك في تبليغ دينه ونصرة شريعته، وأن يجعلنا هداة مهتدين، فليس أحد أحسن قولاً من الداعية، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت: 33)، ونبشرك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعلي: “فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم” (رواه البخاري ومسلم).
وقال أيضاً: “من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا” (رواه مسلم).
والله أعلم.