خالد شمت
حذر مسلمو ألمانيا من “التداعيات السلبية” لهجمات باريس عليهم، وقيام التيارات اليمينية المتطرفة بتوظيف تلك الأحداث، التي أجمعوا على التنديد بها واعتبروها “إرهابا بربريا جبانا وغادرا”.
وقال المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إنها “هجمة حربية مدبرة ضد الإنسانية وضد الإسلام بشكل مباشر، وتستهدف نشر الهلع والفتنة والتحريض بين الأديان وفئات المجتمعات المختلفة”.
وجاء في البيان الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه “إن مسلمي ألمانيا يقفون إلى جانب فرنسا في هذه اللحظات العصيبة، ويحزنون لضحاياها ويتعاطفون مع أسرهم”. وأكد رئيس المجلس أيمن مزايك أن “هذا العمل الإرهابي الغادر والجبان لن ينجح في تحقيق أهدافه ما دمنا يقظين وحازمين ومتعاونين”، ودعا وسائل الإعلام والسياسيين إلى “انتقاد المبررات الدينية التي يرددها مرتكبو هجمات باريس حتى لا يسهموا في تكريس اختطاف القتلة للإسلام”.
وأدان التجمع الإسلامي في ألمانيا هجمات باريس، واعتبرها “فعلا إجراميا ضد قيم الحرية والديمقراطية والتعايش السلمي”. كما نددت بها الجالية التركية داعية أوروبا إلى التضامن و”إعلاء قيم الحرية والديمقراطية”، وحذرت من “توظيف التيارات اليمينية المتطرفة للمخاوف التي أثارتها الهجمات بإثارة التحريض ضد الأقليات”.
من جهته، دعا وزير الداخلية الألماني توماس ديمزير إلى “عدم ربط الجدل الدائر في البلاد حول موضوع اللاجئين بالجريمة الإرهابية التي وقعت في فرنسا”.
كما دعا وزير الاقتصاد سيغمار غابرييل -الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشارة أنجيلا ميركل- إلى توخي الحذر وعدم الانسياق وراء الانفعالات وربط جرائم القتل والإرهاب التي يمارسها تنظيم الدولة باللاجئين القادمين إلى ألمانيا وأوروبا”. وقال في كلمة ألقاها السبت “إن اللاجئين المسلمين لا ذنب لهم باستخدام قتلة لدينهم لتهديد البشر وأوروبا”.
وتأتي تصريحات الوزيرين ردا على تصاعد الدعوات لإغلاق الحدود الألمانية عقب هجمات باريس، حيث طالب ماركوس زودر وزير الاقتصاد بولاية بافاريا الحدودية مع النمسا إلى بحث إمكانية إغلاق الحدود “إذا لم يؤمن الاتحاد الأوروبي حدوده الخارجية”. وقال في تصريحات لصحيفة “فيلت أم زونتاغ”: “باريس غيرت كل شيء”.
يُذكر أن بولندا قد أعلنت أنها لن تستقبل أي لاجئين جدد، ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن فيتولد فاستسوكوفسكي وزير الخارجية الجديد بالحكومة البولندية قوله “يريدون منا استقبال اللاجئين المسلمين الذين يريدون تدمير قارتنا”.
______
* المصدر: الجزيرة.نت.