استكمالا لسلسة الحوارات التي يجريها “مرصد الأقليات المسلمة” التي يلقي فيها الضوء على حال الأقليات المسلمة في الغرب، متناولا أبرز التحديات التي تواجههم، وما يمكن تقديمه من حلول، من خلال المختصين وقادة العمل الإسلامي في الغرب.. يأتي هذا الحوار مع الدكتور خالد حنفي، عميد الكلية الأوروبية للعلوم الإنسانية في ألمانيا، رئيس هيئة العلماء والدعاة في ألمانيا، عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث…
المشاركة الأولى.. من: د.عمرو محمد سلام ـ مدرس بكلية أصول الدين ـ جامعة الإنسانية ـ ماليزيا. وتتضمن سؤالين:
* هل توجد مجلة إسلامية تصدر في الغرب تتكلم عن رسول الإسلام ورسالته وصفاته وتعاليمه.. أم أن هذا غير موجود؟ وإذا كانت موجودة فما هو مقدار تأثيرها وكيف يتعامل معها الإنسان الغربي؟
الرد:
مبلغ علمي أنه لا توجد مجلة تتحدث عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ورسالته في ألمانيا أو أوربا، هناك مواقع أطلقت في أعقاب أزمة الرسوم في الدنمارك لكنها لم تفعل أو تحقق أهدافها للقارئ الأوربي.
* لماذا لا يكون هناك اتصال مباشر مع هذه المجلات ـ التي تسيء إلى الرسول ـ من حيث إظهار قيم الإسلام الحقيقية لهم – لا أقول بيانات استنكار – ولماذا لا تفرد لنا مقالة بها ولو بمبلغ من المال؟
الرد:
لم يقع اتصال بالطبع مع هذه المجلات؛ لأن من يفترض أن يقوم بهذا التواصل إما من أنصار الإعراض والتجاهل عن مسلكهم، أو التصعيد ضدهم بالتظاهر السلمي واللجوء إلى القضاء والقانون لمنع النشر وغير ذلك من الوسائل وكلا الفريقين لا يرى جدوى من التواصل مع هذه الصحف.
أضف إلى ذلك أن مثل هذه الصحف خاصة شارلي إيبدو لها سياسة معروفة تسخر فيها من كل الرموز للمسلمين أو لغير المسلمين، وهى مرفوضة ومنبوذة من أغلب الفرنسيين قبل الأزمة وبعدها فبحسب استطلاع للرأي بعد الحادثة فإن 42% من الفرنسيين يرفضون سياسة الجريدة ونشرها للرسوم، وقبلها ما كانت توزع أكثر من 60 ألف نسخة وكانت على وشك الإفلاس.
المشاركة الثانية.. من: أحمد إدوارد ـ صحفي ـ ألبانيا:
* ما مصير الأقليات المسلمة في أوربا إن ارتفعت وتيرة الكراهية اليمينية الأوربية.. علماً بأن أوربا لها تاريخ دامٍ في هذا.. هل سيكون مصيرها مثل اليهود في الحرب العالمية الثانية؟ إن كان الجواب نعم.. فما هي الإجراءات لمنع ذلك؟ وإن كان ﻻ.. فلماذا؟
الرد:
أظن وآمل أن تنحسر موجات العداء والكراهية ضد مسلمي أوربا التي ارتفعت وتيرتها في الآونة الأخير واستبعد سيناريو الترحيل أو التطهير العرقي للمسلمين، وإن كان مطروحا من طرف بعض الباحثين قبل الأحداث، وسبب استبعادي لهذا السيناريو هو:
- استفادة أوربا من تاريخها وخروج الأوربيين والألمان بأضعاف من خرجوا يرفعون لافتات الكراهية للمسلمين.
- انحسار وتراجع المؤيدين لهذه الحركة وانكشاف أهدافها وزيفها، ووفق مراكز الرصد والإحصاء فإن أعلى رقم سجلوه في تظاهراتهم هو 17 ألفا، وليس كما زعموا، وهو رقم ضعيف بالنظر إلى مجموع سكان ألمانيا وبالنظر كذلك إلى المعارضين ونوعيتهم
- وعى القادة والسياسيين الألمان على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي صرحت في توقيت دقيق بأن الإسلام جزء من ألمانيا وشاركت مع الرئيس الألماني في أكبر تظاهرة نظمها المسلمون ضد العنف والكراهية في برلين.
- وعى السواد الأعظم من مسلمي ألمانيا وعدم استجابتهم لاستفزازات العنصريين أو ارتكاب أفعال من شأنها أن تكسبهم تأييدا شعبيا.
- الحاجة الديموغرافية الواقعية الأوربية والألمانية للأجانب وبخاصة المسلمين، والدراسات تقول: إن منظومة العمل بكاملها معرضة للانهيار إذا ترك الأجانب ألمانيا.
على أننا بحاجة ماسة إلى إسهام حقيقي من مسلمي ألمانيا في بناء وصناعة الحضارة الألمانية ليشعر المجتمع الألماني عمليا أنهم جزء من المجتمع وصمام أمان له اقتصاديا واجتماعيا وديمقراطيا.
المشاركة الثالثة.. من: أحمد التلاوي ـ باحث مصري في شئون التنمية السياسية.. وتتضمن سؤالين:
* كيف تنظرون لموقف الحكومة الألمانية من المسلمين والأزمة بشكل عام؟ وما هي خططكم المستقبلية للتعامل مع الحدث في ألمانيا خاصةً، وفي أوروبا عامةً؟
الرد:
أرى أن موقف الحكومة الألمانية كان موقفا مسؤولا ومدروسا بدقة وعناية وأنه نجح في تحجيم حالة الاستقطاب التي أرادت حركة اليمين المتطرف إحداثها على الساحة، وأن مشاركة المستشارة والرئيس الألماني في تظاهرة برلين التاريخية شكلت رسالة مهمة إلى جميع الأطراف خاصة المسلمين.
الخطة المستقبلية تتلخص في تقديري في أمرين:
الأول العمل المشترك بين المؤسسات الإسلامية على الساحة الألمانية ونبذ العنصرية والحزبية والعرقية من أوساط الأقلية الإسلامية في الغرب، والتواصل والتفاعل مع مؤسسات الدولة.
الثاني: إطلاق المراكز البحثية العلمية الرصدية والإحصائية لرصد الواقع وتحليله واستشراف المستقبل ووضع رؤية وخطة عمل في ضوء نتائج هذه الدراسات.
* هل توجد نية لإنشاء مظلة أوسع للمؤسسات والجمعيات ولمسلمي أوروبا بشكل عام؟
الرد:
المظلة موجودة وهى مجلس التنسيق الإسلامي الأعلى لمسلمي ألمانيا (KRM) وهذه المؤسسة تضم كل الهيئات والجمعيات العاملة على الساحة الألمانية، وقد شاركت بصورة جيدة في تنظيم تظاهرة برلين. لكن دورها لا يكفي، وتحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل ليشعر الجميع بها وبرسالتها.
المشاركة الرابعة.. من: خالد الأصور ـ كاتب وباحث إعلامي مصري.
* شاركت 14 ، و15 يناير الجاري بورقة عمل عن أوضاع الجالية المسلمة في ألمانيا.. بمشاركة رئيس المجلس التنسيقي للمسلمين هناك أيمن مزيك في مؤتمر العلاقات العربية الألمانية الذي نظمه منتدى العلاقات العربية والدولية في الدوحة.. واقترح أن يتم التركيز على المشكلة التي تعد مصدر كل التحديات والمشكلات وهي عدم الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي، رغم أن عدد المسلمين يناهز 5 ملايين.. بينما يتم الاعتراف بالدين اليهودي رغم أن عدد اليهود حوالي 100 الف فقط أي 2% من عدد المسلمين.
الرد:
نعم صحيح ما ذكرتم، وقد تم الاعتراف بالفعل في بعض الولايات وإن كانت قليلة أو واحدة، الاعتراف يرجع إلى الولايات وسياستها وقوانينها، كما يعود إلى وحدة المسلمين خلف مرجعية سياسية ودينية واحدة وهذا لم يحدث بالصورة المرجوة حتى الآن، ونامل الإفادة من الحدث في تحريك الوعى بهذا الملف.
المشاركة الخامسة.. من: شادي الأيوبي ـ صحفي لبناني ـ اليونان.
هل ترون في الأفق مجالا لتعاون أوثق بين الجالية المسلمة بشقيها التركي والعربي؟
الرد:
التعاون حاصل وموجود وقد بدأناه في هيئة العلماء والدعاة بألمانيا فلدينا شراكة مع الأئمة الأتراك، وكذلك في تأسيس الكلية الأوربية للعلوم الإنسانية بألمانيا، وفى مجلس التنسيق الإسلامي الأعلى المشار إليه فيما سبق، صحيح أن الشراكة والعمل العربي التركي ليست على الصورة المأمولة لكن لا مقارنة بين الواقع الآن والصورة فيما مضى والتي كان العرب يفصلون تماما بينهم وبين الأتراك في كل شيء ولم يكن واردا مجرد التفكير في الصيام والإفطار معهم.
واعتقد أن تركيا حريصة على أن تلعب دورا أكبر مع مسلمي أوربا يتجاوز دورها القاصر على الجالية التركية بدليل موفد تركيا إلى السويد لمتابعة الاعتداءات على مساجدها.
المشاركة السادسة.. من: هاني صلاح ـ منسق الحوار ـ “مرصد الأقليات المسلمة”.. وتتضمن سؤالين:
* في سياق صعود التيارات اليمينية المتطرفة في دول أوروبا، وفي ظل الدعوات للمسلمين بضرورة الاندماج الإيجابي مع المجتمع الغربي.. هل من مبادرات تدفع المسلمين نحو الاتجاه الصحيح؟
الرد:
مرة أخرى التعايش الإيجابي حاصل وموجود بدليل أن استطلاعات الرأي تقول: إن الولايات الألمانية الأقل حضورا للمسلمين ترتفع فيها نسبة الخوف من الإسلام إلى 70%، أما في الولايات التي ترتفع فيها نسبة المسلمين تنخفض إلى 40% وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل وتفعيل المؤسسات القائمة بالفعل وهى كثيرة، ولو سألتني عن مبادرتي فهي الدعوة إلى مؤتمر عاجل مشترك يجمع قادة العمل الإسلامي ورؤساء المؤسسات وقادة مؤسسات الأئمة لدراسة المشهد وقراءته والعمل على عمل مستدام وفق رؤية واضحة وعمل مشترك.
* أمام هذه التحديات الهائلة.. ما هو دور الدعاة في أوروبا إزاء ما يجري على الساحة؟.. وما هي رسالتكم لهم؟
الرد:
اعتقد أن دور الأئمة كبير في هذا الملف، وقد قاموا بالفعل بواجب كبير في توعية المسلمين بواجبهم والرد على الشبه والمفاهيم المغلوطة المصاحبة للأزمة، بل أمسكوا بزمام المبادرة ، وقدموا عملا مشتركا وراشدا. لكن هذا لا يكفى وأرى التحرك في النقاط التالية:
- على الأئمة أن يبحثوا سبل الوصول إلى دوائر المسلمين خارج المساجد وأن لا تقتصر رسالتهم على جمهور المساجد فقط.
- فتح قنوات التواصل مع الإعلام وضرورة أن يتدرب الإمام على كيفية التعامل مع وسائل الإعلام.
- تقديم العمل الجماعي على الفردي، والتشاور والتباحث حول قضايا الساحة الأوربية.
- تحديد معالم الخطاب الدعوى في هذه المرحلة ووضع خارطة لأولويات العمل المسجدى وقضايا المسلمين.
- تقديم البرامج الدعوية المناسبة للشباب وتلبية احتياجاتهم الفكرية والرد على الشبهات المثارة حولهم.
- صناعة خطاب دعوى عصري أوربي واقعي مقاصدي قادر على صياغة وتكوين فكر المسلم الأوربي بما يجعله قادرا على أن يكون مواطنا أوربيا إيجابيا يعتز بدينه ولغته وهويته، وينتمى لوطنه الأوربي ويسهم في بناء حضارته في ضوء نصوص الشرع ومحكماته.
المشاركة السابعة.. من: إبراهيم عبد الله ـ مهندس زراعي ـ ألمانيا.. وتتضمن سؤالين:
* هل هناك إستراتيجية واضحة ضمن نقاط، ومستدامة، للمرحلة القادمة، تدارستها هيئة العلماء و الدعاة في ألمانيا، وتنصح بها كذلك لتعزيز دور المسلمين وإثبات وجودهم وزيادة مساهماتهم المجتمعية، بطريقة يفهمها المجتمع الألماني، كهيئات ونقابات وجمعيات وصحف ومجلات وغيرها؟ ناطقة باسم المسلمين أو لها صبغة إسلامية.
الرد:
كل الهيئات والمؤسسات الإسلامية في تواصل واجتماع لصياغة وبلورة المواقف المناسبة، وقد اجتمعت الأمانة العامة للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث وتباحثت الأزمة وقررت عقد ندوة علمية ومحاضرات عامة ومؤتمر صحفي في مطلع مارس المقبل حول كيفية التعامل مع الإساءة للمقدس وطرح ومناقشة الشبهات والإشكالات المثارة حول المسألة من مختلف الجوانب.
كما اجتمعت هيئة العلماء والدعاة بألمانيا، والمجلس الفقهي لرابطة مساجد الراين ماين ومؤسسات أخرى لبحث سبل وقاية الشباب المسلم في ألمانيا من خطر الغلو والتشدد، وكيفية التعامل مع الإساءات المتكررة للنبي صلى الله عليه وسلم.
* هل هناك دراسة معمقة (أو نية) لتناول ظاهرة المجموعات المتشددة في ألمانيا على الأقل التي تصبغ نفسها بصبغة الإسلام والغير متسامحة مع المجتمع الغربي وحتى معنا نحن المسلمين وهذه الظاهرة لم نعد نستطيع إنكارها.
هذه الدراسة يجب أن تتناول الظروف والملابسات التي أدت إلى الأفكار المتشددة من بعض مسلمي ألمانيا وما هي الوسائل العملية لتجفيف هذه الأفكار أو على الأقل تصحيح مسارها بالإضافة إلى الخطوات التطبيقية لتقليل خطرها على الأقلية المسلمة في ألمانيا.
الرد:
لا شك أن تيار الغلو والتشدد موجود على الساحة الألمانية ومنتشر بقوة في أوساط الشباب، خاصة الأجيال الجديدة والمسلمين الجدد، وهو تيار يثير نزعة التحدي لدى الشباب، وخطابه مباشر ويحمل مواقف متشددة في تفسير النصوص وفقه التعامل مع غير المسلمين بشكل عام، كما يجيد استخدام الميديا ووسائل الإعلام في إيصال أفكاره.
والحديث يطول في سرد أسباب وجوده وتمدده وسبل وقاية المسلمين من آثاره ومخاطره، ولعل أهم الأسباب هو غياب تيار الاعتدال والوسطية ومخاطبته لنفسه وعدم ثقة هذا التيار في رموزه وعلمائه، بالإضافة إلى عنصر اللغة، وضعف الكوادر الشبابية العلمية المعتدلة على الساحة الألمانية والأوربية.
وقد قمنا بإجراء عملي في هذا الاتجاه وهو إطلاق الكلية الأوربية للعلوم الإنسانية بألمانيا، والتي من أهم مقاصدها حصار تيار الغلو والتشدد وحماية الشباب المسلم من تشويش الفكر وتصحيح فهمه للدين وعيشه به في مجتمع غير مسلم.
المشاركة الثامنة.. من: محمد أبو منصور ـ ألمانيا..
* لماذا على المسلمين دائما الاعتذار بالمقارنة مع الديانات الأخرى اذا أخطأت هي أيضا؟
الرد:
المسلمون أدانوا الحادثة الشنيعة ورفضوها، وهو موقف شرعي صحيح أيا ما كان القاتل أو المقتول، وعلينا أن نعي أن الإعلام العالمي نجح في لصق مصطلح الإرهاب والعنف بالمسلمين، وقد أعطت بعض أخطاء المسلمين مبررا لهذا التوجه، والمسلمون لا يملكون إعلاما يؤسسون به لصورتهم وصورة إسلامهم الحقيقية بحيث تظهر الافتراءات عليهم إذا طرحت مكذوبة متهافتة لا يلتفت إليها ولا يكترث بها أحد، هنا عدم الإنكار أو الرفض للحدث سيفسر مباشرة بالإقرار والمواقفة، ولا تخفى الآثار والنتائج السلبية في هذه الحالة، وهو ما ينطبق على حادثة باريس.
المشاركة التاسعة.. من: كرم الإبراهيم ـ ألمانيا..
* المؤسسات الإسلامية في الغرب لم تبلغ مرحلة النضج الفكري والفهم الصحيح للثقافة الغربية وكيفية تفكير المجتمع الغربي.. متى نصل وكيف ؟
الرد:
النتيجة صحيحة إلى حد كبير، ولكنى ألاحظ تطورا وتغيرا إيجابيا كبيرا في أداء هذه المؤسسات وخطابها وتطورها، وأظننا سنتجاوز هذه الأزمة بمرور الزمن وتغير الأجيال، والحل الآني بالعلم والمعرفة، والتواصل الفعلي مع مؤسسات المجتمع، وصناعة وعى عام لدى الجماهير المسلمة في الغرب يحفز على إحداث تغيير في إدارة وتفكير واستراتيجيات هذه المؤسسات.
المشاركة العاشرة.. من: عماد حنفي ـ ألمانيا..
* قرأت أكثر من مرة لأحد الشيوخ المقيمين في ألمانيا على الفيسبوك يصف المسلمين في الغرب بكل ما هو سيئ. فهل هذا إنصاف؟ وهل هذا هو الطريق الصحيح للتغير؟ لماذا لا نبدأ حيث المحاسن و نطلب منهم أن يغيروا ما ينقصهم من تعاليم الدين من حسن المعاملة وحسن الأخلاق والنظافة وما شابه ذلك؟
* لعل من يتحدث بهذه اللغة -التي لا أراها مناسبة- ينطلق من غيرته على الإسلام والمسلمين، وخوفه من المسؤولية التي يتحملها المسلم حين يقدم الإسلام بسلوكه إلى العالم بصورة مشوهة وخاطئة، كما أنه عادة ينبهر بصورة التمدن والتحضر الغربي الذي يدفعه دون شعور إلى المقارنة بحال المسلمين في الغرب.
وتقويم السلوكيات الخاطئة للمسلمين إن وقعت يجب أن يتم بفقه الدعوة والحكمة التي أرشدنا إليها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
المشاركة السابعة.. من: هيفاء رجب ـ ألمانيا.. وتتضمن سؤالين:
* السؤال الأول: لماذا يوضع أي مسلم دوما تحت نفس بند الإرهاب إذا صدر من مجموعة إرهابية بينما لا ينطبق هذا على باقي الناس فالعنصرية الموجودة بأمريكا والأحداث الكثيرة التي حدثت اتهم بها أشخاص وليس الجميع وكذلك ما يحدث في المناطق الشرقية بألمانيا من عنصرية للمهاجرين؟
الرد:
الإسلام والمسلمون مستضعفون ومتهمون وصورتهم مشوهة في العالم، لا بد أن ندرك هذا، وأن نعمل بحكمة ودقة على إصلاحه وتغييره، وأن نفيد من غيرنا في هذا الباب.
* السؤال الثاني: هل يستطيع الإعلام الأوروبي تبعا لمبدأ حرية التعبير أن يعطي فسحة للمسلمين ليوضحوا تعاليم دينهم الحقيقية والتي ترفض القتل ولا يقبل إلا لمن انتصر من بعد ظلمه؟
الرد:
الإعلام هو أحد الأسباب الرئيسة المباشرة في صناعة الأزمة الحالية من صعود العنصريين وتهديد السلام الاجتماعي في المجتمع، بتحيزه ضد المسلمين وتصيد أخطائهم، وتضخيمها، واستضافة مسلمين بقصد إيصال صورة سلبية عنهم للرأي العام الألماني، وأرى أن الإعلام تغير لغته واعتدلت في تغطية شؤون المسلمين في الآونة الأخيرة ولعله وقع بعد إدراك أن هذه السياسة ستضر الجميع، ونتمنى أن يحدث ما ذكرت، لكن على المسلمين أخذ زمام المبادرة.
المشاركة الثانية عشر.. من: مسلم وافتخر ـ ألمانيا.. أسئلة متعددة:
* د خالد كتبت حضرتك على صفحتك الشخصية التالي: دراسة صادمة تحتم علينا إعادة النظر في دور مؤسسات المسلمين في ألمانيا لتصحيح صورة الإسلام في تصور الألمان؟
برأيك كيف نعيد النظر في دور المؤسسات؟ أليس من المفروض أن تكون مؤسسات المسلمين لا تتبع حزب أو جهة؟ أليس من المفروض اختيار رؤساء للمراكز الإسلامية بعيداً عن المحسوبيات والحزبية الضيقة وعلى مبدأ من ليس من جماعتنا ليس منا؟ أليس الواجب دمج شباب المسلمين بنشاطات وفعاليات لهم؟ أليس من الواجب تأهيل الأئمة وتعليمهم اللغة الألمانية؟ معظم مساجدنا لا يوجد بها ترجمة فورية للشباب المسلم الألماني والمواليد هنا؟ متى ندعو الأحزاب الألمانية وجمعياتهم للمشاركة بنشاطات وأعمال تطوعية تبرز صورة المسلمين؟ أخيراً الحلقة التي تدور بين الأشخاص لرئاسة وعضوية المراكز الإسلامية أدت لنزع الثقة بين الناس والجمعيات والمراكز ولسان حال الجميع يقول هم كالحكام العرب لا يتزحزح عن الكرسي أو الدائرة الخاصة بهم إلا بحركة تمرد.. أتمنى الإجابة على كل الأسئلة
الرد:
نعم أوافقك الرأي فيما ذكرت، هناك إشكالات كثيرة تعاني منها المؤسسات الإسلامية في الغرب ذكرت بعضها في أسئلتك، والموضوعية تقتضي أن أشير إلى التغير الإيجابي الذي حدث في أدائها وظهر في خطابها ورسالتها وتشبيب قيادتها، وإن لم تكن الإصلاحات كافية، ودعني أشير إلى داء خطير ينتشر بين مسلمي أوربا وهو الإلقاء باللائمة على المراكز وإدارتها دون التحرك العملي أو النصح والتوجيه، وما تقدمت الكفاءات الضعيفة إلا لغياب الأفضل وابتعاده واكتفائه بالنقد واللوم من بعيد، نحتاج إلى تقديم نماذج مجددة في رسالتها وإدارتها وسرعة إنجازها، لتجبر المؤسسات الأخرى على المحاكاة والتقليد والنهوض والتقدم.
المشاركة الثالثة عشر.. من: سميرة الشمالي ـ ألمانيا..
* نرجو منكم عمل محاضرات من أجل الألمان، والتعريف الصحيح عن الدين الإسلامي.. ومحاضرات إلي أبناء العرب في اللغة الألمانية عن الإسلام الصحيح لأنه دخلت ناس على الجوامع بتعريف غلط.
الرد:
هذا الجهد موجود وقائم، والأفضل منه أن يفهم المسلمون الإسلام وأن يعيشوا به حينها ستتغير صورته في أعين الآخرين.
كما قيل: إن الصحابة نقلوا الأمم إلى الإسلام ولم ينقلوا الإسلام إلى الأمم، وفرق كبير بينهما؛ فالصحابة نقلوا الأمم إلى الإسلام لما شاهدوا أخلاقهم وسلوكهم، أما نحن فنريد نقل الإسلام إلى الأمم في صورة خطب ومحاضرات مترجمة ومكتوبة.
————
* المصدر: موقع الأقليات الإسلامية.