تقرير هاني صلاح (خاص بموقع مهارات الدعوة)
انتقد نشطاء وقياديون مسلمون في الغرب تصريحات الرئيس الفرنسي إثر حادثة نيس بفرنسا والتي راحت ضحيتها العشرات، حينما ربط الحادثة بالإسلام من خلال قوله بأن فرنسا كلها تحت تهديد الإرهاب الإسلامي.
هذا التصريح السريع وقبل الكشف عن تفاصيل الحادث وهوية مرتكبه؛ دفع بنشطاء وقياديين في عدد من الدول الأوروبية وأستراليا وغيرها إلى انتقاد هذا التعجل الذي يثير أجواء الكراهية في ظل أجواء مشحونة تجاه شريحة واسعة من المواطنين في فرنسا، بالإضافة إلى الشعوب المسلمة على امتداد قارات العالم..
وقد رصد موقع “مهارات الدعوة” موقف بعض هؤلاء النشطاء من خلال مداخلاتهم على مواقع التواصل الاجتماعية..
ففي فرنسا، قال “د.فؤاد العلوي”، الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والرئيس الحالي لمؤسسة الوقف الأوروبي: “إنني ضد استخدام مصطلح “الإسلاميين” لوصف مرتكبي الاعتداءات الإجرامية، إضافة صوت احتجاج إلى آخر يولد صرخة جماعية من الغضب. أولئك الذين يستخدمون هذا المصطلح المضلل يساهمون بقصد أو بغير قصد في تغذية الشعور العدائي ضد شريحة من المجتمع . الاٍرهاب و الاجرام لا دين له.
وأكد د.علوي: “لا يهمنا ما هو دين مرتكب الجريمة. الأهم هو الإحاطة بالظرف الاجتماعي لمرتكب الجريمة والأسس الأيدلوجية التي دفعته لارتكاب جريمته. وهذه مسؤولية الجميع، من الأسرة للمجتمع وللدولة”.
لن تغمض أوربا أجفانها
ومن فيينا كتب على صفحته الخاصة على تويتر الكاتب الصحفي “حسام شاكر”، الخبير في الشؤون الأوروبية والدولية، محذراً من أن الاعتداء المروع الذي ارتكبه شخص (واحد)، “قد تقع وطأته المعنوية مضاعفة على عموم مسلمي فرنسا وأوروبا غدا رغم وفرة أعدادهم بين الضحايا”.
وأضاف مستنكراً: “لن تغمض أوروبا أجفانها الليلة، وفي الغد ستتطلق جولة جديدة من تآكل الديمقراطية. في زمن الخوف تتساهل الشعوب مع قضم حرياتها وحقوقها”.
ومن السويد قال “شكيب بن مخلوف” -الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا- في تغريدتين على صفحته الخاصة على الفيسبوك: “من بين ضحايا نيس 10 قتلى من المسلمين و20 جريحا بحسب معلومات من مسؤول إحدى المؤسسات الإسلامية. ليس الهدف من هذا الخبر التفريق بين الضحايا؛ فإننا نحزن لكل إنسان يصاب بأذى، كما أن جميعهم أبرياء، وهم متساوون في الوطنية، ولكن لمن يلحق العملية الإرهابية بالإسلام فإننا نقول إن الجميع متضرر من الإرهاب سواء في أوروبا أم خارجها”.
وعلق على تصريح الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند على إثر العملية الإرهابية بأنه يجب على فرنسا مواجهة الإرهاب الإسلامي، قائلا: “حزنت للضحايا الذين سقطوا على إثر العملية الإرهابية، كما حزنت لخطاب الرئيس الفرنسي الذي ربط فيه الإرهاب بالإسلام الذي يدعو إلى السلام… يجب الفصل بين دين يدين به 1.7 مليار مسلم وعمل إجرامي قام به رجل حقير، معتوه ومجنون.. لقد صرح بوش الابن خلال غزوه للعراق بأن الرب أمره بذلك، وكان البعض من الجيش الأمريكي يحمل الإنجيل وقساوسة يشاركونهم في حرب ذهب ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين، ورغم ذلك لم يطلق على ذلك إرهاب مسيحي”.
وحذر القيادي المسلم بأوروبا من أن: “استغلال الدين في صراعات سياسية واقتصادية لا تخدم البشرية بأي حال من الأحوال”.
ومن هولندا كتب محمود الصيفي -الباحث في فقه الأقليات والإسلام في الغرب- على صفحته في فيسبوك قائلاً: هذه الحوادث الإجرامية تخدم أجندة يمينية مشتركة عبر ضفتي المتوسط، والملفت أن شقّيها المتناقضان أيديولجيا، يتحدان عملياً في استهداف الوجود المسلم في الغرب، والسعي الحثيث لتشويهه وشيطنته وتقويض مكتسباته!”.
“ليس جديدا.. فأين الخطر؟!”
كان هذا السؤال فحوى تغريدة مختصرة للشيخ علي بن مسعود من سويسرا ؛ حيث أشار إلى أن: “هجوم نيس كالعادة … الفاعل من أصحاب السوابق وليس معروفا بالتزامه اﻹسلامي.. أما آن أن نعرف مكمن الخطر”.
وأضاف الشيخ مسعود في تغريدة تالية: الفاعل ليس مسجلا على قوائم اﻹرهاب ولا حتى تحت المراقبة. وهو معروف عند الشرطة بقيادة السيارة وهو مخمور في عدة حالات.. ولكن الرئيس الفاشل اﻷهبل أولاند تحدث مُنذ البداية عن “إرهاب إسلامي”!!.. من يتاجر بدماء شعبه؟؟؟
ومن أستراليا، قال الدكتور عز الدين محمد أبو سردانه -نائب رئيس المنظمة الاسلامية للتجارة- بأنه: يمكننا استيعاب أن يأتي متطرف مهمش اجتماعيا أميا أو جاهلا أو بخلفية تعليمية محدودة، ويفجر نفسه في مرقد شيعي أو مسجد، فهذا في بلدان تعاني الفوضى مثل العراق وباكستان وأفغانستان شيء سهل التحقيق، لكن أن تتحول مثل هذه النوعية من الناس إلى ماغيفر وجيمس بوند وتوم كروز لتنفيذ عمليات خطيرة ومهمات مستحيلة بحجم كبير في أكثر الدول تقدما تكنولوجيا وإستخباراتيا مثل أمريكا وفرنسا، فمن حقنا ألا نصدق حقيقة ما يحدث، ونشك في أن أطرافا ما تتعاون مع هؤلاء الأغبياء، أو تسهل لهم أعمالهم أو تتغاضى عنها لحاجة في نفس يعقوب.
وعودة إلى فرنسا مرة أخرى، فقد كتب الناشط الإعلامي محمد فوزي التريكي، على صفحته الخاصة على الفيسبوك: عملية نيس عملية استخباراتية.. شهادة محام متدخل في القناة الفرنسية فرانس24 صرح قائلا: يوم13 جويلية هناك إعلام بأن الطريق المؤدية لمكان الاحتفال سيقع إغلاقها يوم 14 جويلية. بقيت الطريق مفتوحة.. بقيت الطريق مفتوحة.. بقيت مفتوحة ولم تُغلق.. لماذا يا جماعة الخير؟!!
هنا مربط الفرس لكي تتم عملية الدهس.. ثم يُتهم الإسلام والمسلمون بتهمة الإرهاب.. رغم أن من بين الضحايا مسلمين.!!!.. هل وصلتكم الرسالة.!!
ولفت الإعلامي إلى أن: مجرم عملية نيس الفرنسية حشاش ومدمن وذو سوابق ومصاب بالاكتئاب ويضرب زوجته وكان على وشك الطلاق..
وأضاف مستنكراً: “السؤال لهولاند: لماذا فرنسا تحت الإرهاب الإسلامي؟ وما دخل الاسلام به؟”!.