إعداد: د. رمضان فوزي بديني (خاص بموقع مهارات الدعوة)
قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}؛ فالبصيرة شرط للداعية إلى الله تعالى حتى لا يكون دخوله للدعوة ضارا بها
ومسيئا لها؛ فبدلا من أن يجمع الناس على دين الله تعالى يكون سببا –من حيث لا يدري- في نفورهم وبعدهم عنه.
ولذلك فمن الضروري للداعية أن تتوافر فيه بعض المقومات الدعوية الأساسية التي لا غنى لمن سلك هذا الطريق عنها؛ بحيث يكون مؤهلا لوراثة الأنبياء وهي مهمة عظيمة تقتضي الاهتمام بها بما يتناسب مع عظمها وفضلها.
وهذه المقومات الواجب توافرها في الداعية يجب أن تكون شاملة عدة جوانب؛ مثل الجانب الإيماني والروحاني من خلال الاهتمام بعلاقته بالله تعالى، ثم الجانب العلمي والفكري وهو ما يحتاج للارتقاء بثقافة الداعية وتطورها يما يتناسب مع العصر، ثم الجانب المهاري والحركي من خلال إكسابه بعض الأساليب والوسائل الأساسية في تفاعله وتواصله مع المدعوين، وقبل ذلك كله بعض الصفات والسمات الشخصية والخلقية التي تجعل منه داعية بالقدوة والحال قبل التبليغ والمقال.
وفي هذا الملف نتعرف على بعض هذه المقومات من خلال عدة موضوعات يعالج كل منها مقوما معينا من هذه المقومات..
الارتقاء الإيماني والروحاني
إن التميز في مجال الإيمان -عقيدةً صحيحةً، ومعرفةً جازمةً، وتأثيراً قوياً- يعد بلا نزاع أهم المقومات وأولى الأولويات بالنسبة للداعية، لكي يكون من مقومات الداعية الناجح.. الارتقاء الإيماني والروحانيالداعية عظيم الإيمان بالله، شديد الخوف منه، صادق التوكل عليه، دائم المراقبة له، كثير الإنابة إليه، لسانه…
رجاحة العقل وقوة الحجة
للإيمان إشراقاته وآثاره، وللعلم فاعليته ودوره، ويبقى للذكاء والفطنة أهميتها التي لا تنكر، وإيجابيهما التي لا تخفي، وتوفر الذهن الوقّاد والعقل السديد ميزة عظمى يتحلّى من مقومات الداعية الناجح.. رجاحة العقل وقوة الحجةبها الداعية فلا سذاجة تضيع بها معاني الريادة، ولا طيش ولا خفة تطمس معالم الهيبة، بل عقل فطن…
المراعاة والتدرج
إن تغيير النفوس ونقلها من ميولها ومألوفاتها أمر ليس سهلاً، وإن الأعراف التي استقرت في العقول وتواطأ الناس عليها لا تتغير بأمر يصدر أو دعوة توجَّه، والعادات في السلوكيات التي تجذرت وترسخت لا يتصور اقتلاعها في يوم وليلة ولذا فلا بد من إدراك حقيقة مهمة للدعاة…
الرصيد العلمي والزاد الثقافي
وهذا أساس لا بد منه حتى يجد الناس عند الداعية إجابة التساؤلات، وحلول المشكلات إضافة إلى ذلك هو العدَّة التي بها يعلِّم الداعيةُ الناس أحكام الشرع، ويبصرهم من مقومات الداعية الناجح.. الرصيد العلمي والزاد الثقافي بحقائق الواقع، وبه أيضاً يكون الداعية قادراً على الإقناع وتفنيد الشبهات، ومتقناً في العرض، ومبدعاً في التوعية والتوجيه…
رجاحة الصدر وسماحة النفس
إن الداعية الحق شخصية متميزة فهو كالمنارة الهادية من بُعد لمن ضل أو حار، وهو كالظل الوارف لمن لفحه حر الشمس والمسير في الهجير، وبالتالي فهو نقطة تجمُّع من مقومات الداعية الناجح.. رجاحة الصدر وسماحة النفسبالنسبة للمدعوين، ولذا فإنه يحتاج إلى أن يتحلى برحابة الصدر وسماحة النفس ليستوعب الناس ويستميلهم للخير والحق…