هدى الله تعالى على يد الكويتي “ياسر البحري” 500 شخص إلى الإسلام، وذلك خلال فترة سجنه بالولايات المتحدة، التي استمرت 15 عاما، كما أنه قام بتأليف عدد من الكتب وأنشأ 4 مكتبات إسلامية داخل السجن.
وكانت القضاء الأمريكي قد حكم على “البحري” بالسجن 15 عاما بتهمة التحرش بفتاة واغتصابها، لكنه يؤكد أنه بريء من تلك التهمة، وأنه قدم إلى المحكمة ما يثبت ذلك.
بدأت محنة الكويتي، بعدما سافر إلى الولايات المتحدة عام 2001 لدراسة الفلسفة، وبالفعل نال شهادة الماجستير في ولاية ماساتشوستس، ثم انتقل إلى فلوريدا لنيل درجة الدكتوراه، وافتتح هناك مقهى ومطعما على الطراز الشرقي، بات الأشهر في الولاية.
نقطة التحول
نقطة التحول جاءت على يد فتاة أمريكية كانت تعمل حديثا في المطعم الذي يمتلكه “ياسر البحري”، حيث قدمت شكوى إلى السلطات تتهمه فيها بالتحرش بها واغتصابها، بحسب ما نقلت “الجزيرة نت”.
وتحسبا من إمكانية مغادرة “ياسر” الولايات المتحدة، قدمت الشرطة طلبا للقاضي باعتقاله ومنعه من السفر، ورغم أن ذوي “ياسر” يقولون إن المحامي الأمريكي الذي وكله “ياسر” نظير نصف مليون دولار كان دائم الوعود له بسرعة الإفراج عنه لأن جميع الفحوصات الطبية للفتاة أظهرت براءة “ياسر” من الاعتداء عليها فإن هيئة المحلفين في المحكمة آزرت الفتاة لتحكم القاضية في النهاية على “ياسر” بالسجن 15 عاما.
مر “ياسر” بفترة عصيبة للغاية خلال تنقله في 7 سجون بولاية فلوريدا والتي كان السواد الأعظم من نزلائها من الأمريكيين السود واللاتينيين، ولم يخفف عنه سوى لجوئه وتقربه إلى الله ووقوف أفراد عائلته إلى جانبه ومؤازرته رغم بعد المسافات.
تأليف القلوب والسطور
ويقول محمد البحري إن شقيقه ياسر رأى توق كثير من السجناء للتعرف على الإسلام عندما كانوا يشاهدونه يصلي، وقد أسلم على يديه أكثر من 500 شخص، كما أنشأ أربع مكتبات إسلامية في سجون مختلفة عبر مساعدة من زوجته وأفراد عائلته الذين كانوا يرسلون كل الكتب التي يطلبها منهم عن طريق الشحن رغم ما كانوا يتكبدونه من مصاعب أثناء إدخال مثل هذه الكتب.
لم يمنع السجن “ياسر” من تأليف الكتب، فألف خلال فترة سجنه 22 كتابا، منها ما ظهر للنور، مثل “خلف الأسلاك الشائكة”، و”ألف ليلة حبس انفرادي” بالعربية، إضافة إلى كتاب بالإنجليزية يحمل عنوان “إحياء المسيح” (Jesus Resuscitated).
ويقول محامي “ياسر” في الكويت “عبدالرحمن الصقلاوي” إن “ياسر” على موعد مع الحرية نهاية الشهر الجاري، وفي حال الإفراج عنه في الوقت المحدد فإنه سيرحّل إلى سجن الاستقبال، ومنه إلى سجن الهجرة طبقا لإجراءات إدارة الهجرة الفيدرالية، حيث إن إقامته انتهت منذ فترة طويلة وعليه أن يخوض إجراءات الإبعاد.
ويضيف: “إذا سارت الأمور على ما يرام وحكم قاضي الهجرة لصالحه فإن ياسر سيعود إلى بلده الكويت، وسيكون عليَّ كمحامٍ له التعامل مع قضية القروض التي كان قد حصل عليها ياسر من أحد البنوك لتمويل مشروع المقهى، إلى جانب قضية ديون بعثة جامعة الكويت بعد أن سحبت المنحة منه بسبب القضية التي دفع ثمنها 15 عاما من حياته خلف قضبان السجون الأميركية”.