الكاتب Alex Arrick (مترجم)
أشياء يجب أن نعرفها عن المعتنقين الجدد للإسلام في أوروبا وأمريكا:
- تدور في عقلنا الكثير من الأفكار المتداخلة
إن الذين يدخلون الدين الإسلامي قد اتخذوا للتو أهم قرار مصيري في حياتهم وغيروا ديانتهم إلى ديانة غير مألوفة لهم في أوجه عديدة، يوجد الكثير من المحفزات غير معتادين عليها، دخول المسجد، قضاء الوقت مع المسلمين، سماع لغة أخرى غير لغتهم الأوروبية… إلخ. قد يبدو المسلمون الجدد غير مرتاحين لأنهم غير معتادين على البيئة المحيطة، هناك تغيير كبير يحدث في حياة المتحول للإسلام، والاستجابة تختلف من شخص لآخر في هذه المواقف.
بينما نتعلم أساسيات الإسلام سواء قبل أو بعد النطق بالشهادة فإننا نختبر أشياء جديدة علينا لم نسمع عنها أبدا من قبل، ونأخد وقتا طويلا لبناء أساس ثابت وقوي بما فيه الكفاية لنشعر بالراحة في الدين الجديد. وهذا يشبه إلى حد كبير الهجرة لبلد آخر لا نعرف شيئا عن لغته وعاداته وتقاليده وأزيائه أو البيئة التي تحيط بنا، ونحن في كثير من الأحيان ليس لدينا فكرة عن أصل بعض العادات سواء كانت من الإسلام أو من ثقافة الشخص، ونستغرق وقتا طويلا حتى نكون قادرين على التمييز بين الاثنين.
2 . العائلة بالنسبة لنا كيان غير مستقر ولا يمكن الاعتماد عليه:
يستفيد الذين ولدوا في الإسلام من وجود الأساس الثابت مع آبائهم وعائلاتهم، القرآن أمام أعينهم فوق رف الكتب، ويتم خلط الكلمات العربية في محادثة دون الحاجة إلى شرح، وهناك بيئة محيطة من التقاليد والعادات التي توفر مرجعية ننظر من خلالها للعالم من حولنا، أما المعتنق الجديد للإسلام فإنه يختبر العكس تماما سواء رجل أو امرأة؛ فإنه لن يعود هناك أي اتصال ديني مع العائلة وفي بعض الأحيان يكون هناك رد فعل عنيف من الآباء والأمهات وبقية العائلة تجاه قرار الدخول في الإسلام.
وحتى إذا لم يكن هناك رد فعل عنيف فهناك العزلة حيث أنه لا يوجد أقارب من جهة الدم يمكن التحدث معهم عن الإسلام. لا أحد يوضح المسائل غير المفهومة، لا وجود لأي دعم من العائلة ليقدم في هذا التحول الكبير، كل هذه الأمور يمكن أن تسبب قدرا كبيرا من التوتر وخيبة الأمل، ودائما ما يكون هناك نقطة للمتحولين الجدد إلى الإسلام أن يكون هناك لحظات من الانهيار التام حيث يشعرون أن لا أحد يقف بجانبهم، ويكون فقط المحظوظون الذين لديهم أصدقاء مقربون أو مرشد ليساعدهم في مثل هذه المواقف، ولكنهم لن يكونوا أبدا بديلا عندما تأتي المساعدة من العائلة، المتحولون للإسلام يحتاجون لكمية كبيرة استثنائية من الدعم العاطفي من الأفراد في مجتمعهم ليشعروا بالقوة كمسلمين، وهذا لا يحتاج متخصصًا في العلاج بدوام كامل، ولكن فقط مجموعة من الناس لجعلهم يشعرون بأنهم في المنزل.
- أصدقاؤنا لا يريدون أن تستمر الصداقة معنا:
من المعروف أن الأصدقاء صادقون دوما معنا على الفطرة، عندما يخبر المتحولون للإسلام سواء رجل أو امرأة أصدقاءه أنهم صاروا مسلمين فإن عليهم الاستعداد لنوعيات مختلفة من ردود الفعل. حتى لو كان أصدقاؤهم داعمين لهم فإنهم سوف يكونون في حيرة من أمرهم وسوف يطرحون مليون سؤال وسؤال حتى لو كان الشخص وُلدَ مسلمًا سوف يكون لديه مشكلة وصعوبة في الإجابة، وبينما معظم المتحولين للإسلام ليس لديهم دكتوراة في الدراسات الإسلامية قبل أن يصبحوا مسلمين، وسوف يشعرون بأن أصدقاءهم يدفعونهم للاختباء في الركن عندما يختبرونهم بأسئلتهم.
ربما يبقى الأصدقاء حولهم لفترة من الزمن، لكن هناك احتمالات أن عاداتهم وتقاليدهم ليست ما يريد المتحول الجديد إلى الإسلام أن يكون في وسطها، بعد أن تعتذر عن تلبية دعوات عديدة للذهاب إلى الحفلات ربما يتوقفون جميعا عن الاتصال بك مرة أخرى، سوف يسبب تخلي الأصدقاء عنك الكثير من الاكتئاب والوحدة، وسوف تستغرق فترة من الزمن لاستبدال مجموعة محترمة من الأصدقاء بمجموعة أخرى جيدة من الأصدقاء المسلمين.
- نحن لا نعرف كيف نقضي وقت فراغنا:
بعد أن تم بالفعل عمل مسافة بيننا وبين الأهل والأصدقاء، صار من الصعب ملء وقت الفراغ أو البقاء مشغولا بما يكفي لعدم الشعور بنفسية منخفضة في بعض الأحيان، سوف يلاحظ المتحولون للإسلام فجوة في جدول أعمالهم والتي كانت مملوءة من قبل بشيء آخر مثل الخروج مع الأصدقاء والذهاب إلى الحفلات الموسيقية، أو حفلات المرح، وهذا من الصعب جدا مواجهته عند العيش في مدينة صغيرة حيث لا يوجد الكثير للقيام به وأيضا عدد قليل من المسلمين ليس كافيا لأن تقضي الوقت معهم.
وفي هذا الموقف ربما يكون هناك رغبة للعودة مرة أخرى إلى العادات القديمة لكي نشعر أننا طبيعيون مرة أخرى، أو سيكون هناك رغبة ملحة في البقاء وحيدا وبعيدا عن الأشخاص الآخرين، بينما الإسلام لا يسمح بالرهبنة أو بالمتعة المطلقة فهذا يسبب مشكلة للمتحولين إلى الإسلام وخاصة عندما يكونون أقلية في المجتمع، في نهاية المطاف سوف يصبح الوضع أسهل ولن تكون هناك مشكلة في البقاء مشغولا ولكن في البداية سوف يكون من الصعب المحافظة على البقاء إيجابيا.
- نحن لا نعرف ماذا ينبغي علينا أن نتعلم ومن الذي نأخذ منه العلم:
يعيش المتحولون إلى الإسلام في البداية عادة بعض المشاكل مع المدارس الفقهية المختلفة، لأن الخلفية السابقة لهم عادة تأتي من دين سابق مع نظرة ضيقة للصواب والخطأ، غالبا ما يفكر المتحولون للإسلام هل أرفع يدي بعد القيام من الركوع أم لا؟ ما الخطأ وما الصواب؟ والحقيقة هي أن هناك العديد من الآراء الصحيحة حول مثل هذه القضايا في الإسلام. غالبا سوف يجد المتحولون أنفسهم في مأزق سواء في الأخذ برأي معتدل أم متشدد.
في أفضل الأحوال سوف يسبب هذا بعض الارتباك في البداية، علينا أن نتذكر دوما أن المتحولين إلى الإسلام ليس لديهم عائلة تدعمهم في آرائهم حول هذه المسائل وأنهم يحصلون على الآراء من كل الجهات، مثل القرار المشترك بين جميع المتحولين للإسلام حول الاختيار بين لحوم الذبائح على الطريقة الإسلامية وغير الإسلامية، والحقيقة أن هناك اختلافًا بين االعلماء بشأن لحوم أهل الكتاب (اليهود والنصارى) ولكن المتحولين للإسلام سوف يشعرون بالحرج للأخذ برأي على حساب الرأي الآخر على أساس المعرفة المحدودة للشخص في هذا الشأن.
- نحن لا نعرف متى نفعل الخطأ:
لن يعرف المتحول إلى الإسلام عندما يقوم شخص ما بالإشارة إلى أن ما يفعله خطأ لأنه يشعر أنه في بلد أجبني عندما يكون في المسجد، فغالبا ما يتعامل المتحولون إلى الإسلام مع أناس ينصحونهم نصيحة قاسية بناء على فهمهم المحدود، فالمتحول إلى الإسلام يتعامل بالفعل مع آراء مختلفة قادمة من كل زاوية وليس من المشجع أن يأتي شخص ما لينصحك بقسوة.
الطريقة المثلى لتصحيح الأخطاء هي طريقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم باللين والتفاهم، علينا أن نتذكر دوما أن الصحابة كلهم أيضا من المتحولين إلى الإسلام وكانوا يتلقون النصح مباشرة من رسول الله، ولم يشعروا أبدا بالإحباط أو القسوة عندما تم نصحهم ولكن كان النصح بطريقة راقية. وهذا أمر ينبغي أن يأخد الانتباه الكامل عندما ننصح المعتنق الجديد للإسلام الذي ربما يكون شديد الحساسية لهذه الأشياء أكثر من الذي وُلد مسلما الذي ربما يحتاج هذه النوعية من النصيحة.
- نحن لا نعرف حقا ما هو رأيك فينا:
سوف يتلقى المعتنقون الجدد للإسلام الكثير من الثناء والحديث المشجع من إخوانهم المسلمين، ولكن الغريب على أمتنا الإسلامية عندما يكون هناك عداء لهم يشبه العنصرية التي كانت موجودة في الجاهلية، كمعتنق حديث للإسلام هناك دائما شعور بالنقص لأنني لست عربيا، الذي يمكن أن يؤدي إلى أن يتصرف المعتنق الحديث للإسلام كما لو كان من ثقافة أخرى وهذا ليس من الإسلام في شيء، وهذا شيء ينبغي على المتحولين للإسلام مقاومته مثل أن يرتدي المعتنق للإسلام الملابس الباكستانية ليلائم المسلمين من حوله لأنه يشعر أنه مختلف، علينا أن ندع المعتنقين الجدد للإسلام يحتفظون بعاداتهم وثقافتهم بطرق لا تتعارض مع الإسلام، فهم في حاجة لأن يشعروا بالقوة والرقي كمسلمين، وليس بالدونية إلى أقل القواسم المشتركة، فلدى المعتنقين الجدد للإسلام الكثير الجديد ليطرحوه على الطاولة ومنعهم من ذلك يعد بمثابة جريمة، سلمان الفارسي صحابي من الفرس كان هو من أوصى بحفر الخندق، وإخوانه العرب المسلمون أخذوا برأيه ونفذوه ليفوزوا بالمعركة ضد قريش، لو كان سلمان عنده عقدة النقص بسبب خلفيته الفارسية ربما أغلق فمه وسكت، علينا أن نتذكر دوما أن نجعل الإخوة والأخوات المتحولين للإسلام يشعرون بأنهم جزء له قيمته في مجتمعنا الذي يربطنا بالثقافة المحيطة بنا.
8- ربما نتراجع عن قرارنا ونترك الإسلام:
أسوأ سيناريو هو عندما يشعر المعتنق الجديد للإسلام بالإحباط عندما يندم على قراره بالدخول في الإسلام، يتواجد شعور باليأس ربما يؤدي إلى الردة مع المشاكل المختلفة التي تنشأ بعد الدخول في الإسلام، في حين أن بعض هذه الحالات لا يمكن تجنبها، إلا أنه يوجد الكثير الذي تستطيع مجتمعاتنا أن تفعله لمساعدة الداخلين الجدد في الإسلام ليشعروا أنهم مرحب بهم وأقوياء كبقية المسلمين.
فى دراسة قام بها الدكتور إلياس بايونس أن 75 بالمائة من الأمريكيين الذين دخلوا الإسلام قد ارتدوا بعد سنوات قليلة، وهذه المأساة تعكس عدم قدرة المجتمعات الأمريكية المسلمة على رعايتهم، مع هذه الإحصاءات ينبغي أن نسأل أنفسنا: ماذا يمكننا أن نفعل كأفراد ومجتمعات لمساعدة الأخوات والإخوة الداخلين الجدد في الإسلام ليجدوا الراحة في الإسلام؟ هذه هي دعوة إنسانية إلى العمل من الذين ولدوا مسلمين ليفعلوا ما في وسعهم للفهم، والمساعدة، وتقديم المشورة لمن يدخل في الإسلام، بدلا من الاغتراب نحن نحتاج إلى احتوائهم وبأذرع مفتوحة.
—–
المصدر: نون بوست، مترجم عن 8 Things You Should Understand About Converts للكاتب Alex Arrick.