الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

المسلمون الجدد يفتقدون المناخ الاجتماعي في رمضان

ترجمة: مصطفى مهدي

المسلمون الجدد في رمضان

يشكو المسلمون الجدد من عدم توجيه الدعوات المنزلية لهم

يفتقد المسلمون الجدد الشعورَ بالانتماء الأُسري، ويُعانون الشعور بالوَحدة خلال شهر رمضان؛ وذلك نتيجة تجاهُل الأسرة لهم – لاعتناقهم الإسلام – في مقابلاتهم العائلية، وعدم سماح المجتمع لهم بالانخراط وسطه.

يقول (فاقار شريف) – منسِّق شؤون المسلمين الجدد بالجمعية الإسلامية بديلوير – في تصريحات لهوفينجتون بوست: “أرى كيف أن المسلمين الجدد يُمثِّلون نموذجًا من التعرض للتجاهل”، وأضاف: “بعضهم توقَّف عن الحضور ثم تركوا الدين”.

خلال شهر رمضان يُفطِر المسلمون في تجمعات أُسريَّة؛ مما يؤدي لترك العديد من المعتنقين الجدد للإسلام معزولين؛ حيث ينسى الكثير من المسلمين دعوتهم للمشاركة في الإفطار لمنْحهم شعور الأسرة الواحدة.

اعتنَق “بول كيه دي ميلتو” الإسلامَ العام الماضي، وشارَك في الدورات التعليمية المخصَّصة للمعتنقين الجدد لتعريفهم بتعاليم الإسلام بصورة أفضل، واستعان ببعض المعلمين الخصوصيين العرب لتعليمه تلاوة القرآن، وقام أيضًا ابن الأربعين عامًا – والذي يعمل خبَّازًا – بتغيير أسلوب حياته؛ حيث أقلع عن تناول الكحوليات وأصبح مسلمًا صالحًا.

ورغمًا عن ذلك، فإنه لا يزال يُعاني العديد من الصعوبات الكبيرة في جانب إنشاء صداقات جديدة مع المسلمين، ويشتد انعزالُه، خاصة خلال شهر رمضان؛ حيث يشعر أنه كالبعير الأجرب.

يقول “دي ميلتو”: “الشيء الوحيد الذي توقَّعت معاناته باعتناق الإسلام كان الانخراط في المجتمع”.

أسرة واحدة

يشكو المسلمون الجدد من شعورهم بالعُزلة وفقْد الإحساس بالانتماء الاجتماعي عقب اعتناق الإسلام.

يقول الإمام “طلال عيد” من كوينسي بماساتشوستس: “مفهوم الاجتماع والتوحد أمر بالغ الأهمية”.

وفي هذا الصدد تؤكِّد “كارولين ويليامز”، إحدى المسلمات الجدد.. أنه كان لديها انطباع غالب عن المسلمين واعتبارهم ودودين واجتماعيين.

وتقول “وليامز” البالغة 32 عامًا، والتي اعتنقت الإسلام عام 2010 حيث تقيم بنيو أورلينز: “جزء مما جذبني للإسلام هو كيفية الترحيب بجميع الأفراد بالمساجد”.

ولكنها الآن تشكو من التعرُّض للتجاهل والإقصاء خلال الأعياد الكبيرة من قِبل زملائها المسلمين.

يرجع الإقصاء إلى العديد من الأسباب المختلفة والتي من بينها عدم الاطلاع على معاناة الأشقاء في الدين من الوَحدة.

تقول “نادجة أدول” التي اعتنقت الإسلام عام 2001 والمقيمة بنيوارك بكاليفورنيا: “توجيه الدعوة لزيارة المنازل الخاصة ليس أمرًا شائعًا، ويمكن أن يكون التعرض لتجرِبة الوَحدة نتيجة تحدُّث الأفراد بلغتهم الخاصة؛ حيث يتركوننا نقرأ أو نُقلِّب النظر حولنا”. وتؤيد (كيلي كوفمان) هذا الرأي، والذي أحدث لديها صدى؛ حيث تقول (كوفمان) والتي اعتنقت الإسلام عام 2010: “إنها تَجرِبة وَحدة مريرة أعتقد أن كثيرًا من الناس لا يعرفون عنها شيئًا”.

ومن أجل مدِّ يد العون للمسلمين الجدد قامت (كوفمان) بإنشاء موقع ويب، يُمكِّن المسلمين الجدد بمنطقة شيكاغو وغيرهم من المسلمين من التواصل ببعضهم، ونشْر المقالات النافعة حول الصلاة والدروس العربية وأوامر الإسلام ونواهيه.

وحلاًّ لهذه الأزمة يقترح بعض المسلمين أن يذهب المسلمون الجدد إلى المساجد للمشاركة في الإفطار الجماعي ومحاولة إنشاء صداقات من المسجد.

تقول “ويليامز” والتي تتردَّد على مسجد “أبو بكر الصديق” بنيو أورلينز: “الناس ودودون بطبْعهم، إلا أني أشعر أني لست بأسرتي”، وتؤكِّد أنها تفتقد العلاقة القريبة التي تشمَل الدعوة لتناول العشاء والخوض في أحاديث عميقة مطوَّلة.

وبهدف اتخاذ خطوات في جعل المسلمين الجدد يشعرون أنهم أبناء أسرة واحدة، يُنظِّم المركز الثقافي بجمعية بوسطن الإسلامية -أكبر مساجد إنجلترا الجديدة- لقاءات شهرية حِوارية للمسلمين الجدد.

ويقوم “شريف” وزوجته بإلقاء دروس بمسجد ديلوير لتعليم المسلمين الجدد الصلاة وغيرها من تعاليم الإسلام الأساسية، يقول (شريف): “واجب علينا أن نجعل هؤلاء الأفراد يشعرون أنهم جزء من العائلة”، ويُضيف: “شهر رمضان فرصة عظيمة؛ فينبغي أن تجعلهم يشعرون أنهم مميَّزون”.

______

* المصدر: onislam، مترجم للألوكة من اللغة الإنجليزية.

مواضيع ذات صلة