الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

عيد الأضحى حول العالم.. احتفال شعبي وتفاعل سياسي

إعداد: محرر موقع مهارات الدعوة

عيد الأضحى المبارك من المواسم الإسلامية المهمة التي يجتمع فيه احتفال المسلمين به في أنحاء العالم مع أداء حجاج بيت الله الحرام مناسكهم؛ فقد أحيا المسلمون أمس الإثنين (12-9-2016) عيد الأضحى المبارك؛ حيث أدى الملايين منهم صلاة العيد في الجوامع والساحات، كما قاموا بذبح أضاحيهم تقربا لله تعالى، في الوقت الذي أكمل فيه حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج، ملبين ومهللين ومبكرين؛ حيث توافدوا من مشعر مزدلفة إلى صعيد منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.

85 ألف مصل بالمسجد الأقصى

يعاني المسلمون بالقدس في احتفالهم بالعيد من الحصار الإسرائيلي

يعاني المسلمون بالقدس في احتفالهم بالعيد من الحصار الإسرائيلي

في القدس المحتلة منعت الإجراءات التي فرضتها قوات الاحتلال “الإسرائيلي” آلاف الفلسطينيين من أداء صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك. ولم يتمكن سوى نحو 85 ألف مصل من أداء الصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؛ حيث شرع عدد منهم عقب الانتهاء منها بتوزيع هدايا على الأطفال الذين توافدوا مع ذويهم إلى المسجد الشريف.

وفي قطاع غزة، بدأ الآلاف من الفلسطينيين صبيحة أول أيام العيد بذبح الأضاحي بعد أداء صلاة العيد مباشرة.

ويتزامن حلول عيد الأضحى هذا العام مع ظروف اقتصادية وإنسانية قاسية يعيشها نحو 1.8 مليون فلسطيني بقطاع غزة بسبب الحصار “الإسرائيلي”، وما خلفته الحرب الأخيرة من تشريد لعشرات آلاف الفلسطينيين بعد تدمير منازلهم، وارتفاع لنسبتي الفقر والبطالة إلى مستويات قياسية.

وفي لبنان، شدد عدة من الأئمة في خطب العيد على أهمية الوحدة بين المسلمين وأبناء الوطن الواحد؛ حيث قال الشيخ أمين الكردي -أمين الفتوى وممثل المفتي بخطبة العيد في مسجد محمد الأمين وسط العاصمة بيروت- إن “العيد هو يوم فرح وسرور، تتجلى فيه معاني المغفرة والتوبة”.

وفي الكويت، دعا الخطباء إلى “مقارعة فكر الإرهاب ومجابهة أساليبه، والاهتمام بالشباب وإيلائهم العناية كونهم الفئة المهمة والمستهدفة من الفكر الإرهابي وآلته الإعلامية”.

وقد أدى المصلون في الكويت صلاة العيد بالمساجد، بعد منع إقامة مصليات العيد للمرة الثانية بعد عيد الفطر السابق، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وفي مصر، توافد ملايين المصريين على نحو خمسة آلاف مسجد وساحة رسمية، واستمعوا لخطبة موحدة أقرتها وزارة الأوقاف عن “مفهوم التضحية”، وتطرقت إلى أن الأضحية ليست باللحوم فقط وإنما تجوز بإخراج المال ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وأهمية تدبر قيم التضحية والبذل.

المغرب: التعايش وصلة الرحم

أما في المملكة المغربية فقد أقام آلاف المغاربة، صلاة عيد الأضحى، في مصلى مدينة “سلا” الرئيس، بعد أن توافدوا إليها من أنحاء مختلفة، في صورة تعكس تنوع المجتمع في العادات والملامح، وتوحدهم في شعيرة العيد.

ورافق الأطفال آباءهم وأمهاتهم في مشهد يعكس حرص الأطفال على معاينة مشاهد العيد بكل تفاصيلها، والنساء يتشحن

الاحتفال بالعيد في المغرب

الاحتفال بالعيد في المغرب

بلباسهن التقليدي، المكون من الجلباب المغربي الأصيل، بألوان متعددة ومختلفة، أضفت على المكان جمالا وأناقة.

وعادةً ما يختار العديد من المواطنين مصلى مدينة سلا (مصلى القرية)، لأن صلاة العيد ارتبطت عندهم بالمكان، حيث جموع الناس تعكس وحدة الصف، وروحانية المكان.

أمّا في الرباط، فقد امتلأت المساجد بالمصلين، واستمعوا إلى الخطبة، التي ركزت على “ضرورة التعايش وصلة الرحم، والدعوة ليعم السلام والأمن والاستقرار سائر الدول العربية”.

رئيس وزراء كندا: عيد الأضحى فرصة للتسامح

وفي لفتة طيبة منه قام رئيس الوزراء الكندي، جاستن توردو، بزيارة جمعية إسلامية في العاصمة أوتاوا، مهنئًا مسلمي كندا

رئيس وزراء كندا أثناء زيارته للجمعية الإسلامية في أوتاوا

رئيس وزراء كندا أثناء زيارته للجمعية الإسلامية في أوتاوا

والعالم بحلول عيد الأضحى المبارك.

وعقب اختتام زيارته، ذكر بيان صادر عن توردو أن عيد الأضحى فرصة للتسامح والاحتفال بين أفراد العائلة والأصدقاء، مبينًا أن أهمية العيد تنعكس في إظهار الرحمة للمحتاجين.

وأكد قائلاً: “نحن الكنديين نتذكر مثل هذه المناسبات والقيم التي تجمعنا معًا”، مشيرًا إلى أن الأعياد تتيح لهم الفرصة للتعرف على تلك القيم.

ولفت إلى أن مسلمي كندا يضيفون ثراء جديدًا كل يوم في النسيج الوطني للبلاد، مهنئا باسمه وباسم أسرته مسلمي كندا

والعالم.

وفي نهاية بيانه قال توردو: “عيد مبارك” باللغة العربية.

العودة من تركيا: فرصة لتجديد العلاقة بالله

وفي تركيا، اصطف عشرات الآلاف صباح اليوم بمسجد السلطان أحمد في مدينة إسطنبول.

وبعد الانتهاء من خطبة العيد، تبادل المصلّون تهاني العيد، والحلوى وأكواب الشاي، خصوصا الجاليات العربية منهم المقيمة هناك.

وقال الشيخ سلمان العودة خلال مشاركته بالصلاة إن “العيد في تركيا مثله مثل العيد في بقية العالم الإسلامي، فيه الفرح واجتماع الكلمة ووحدة الصف، والاستبشار بالخير من الله سبحانه، والفرح في هذه الأيام المباركة، وهو يوم الحج الأكبر كما سماه ربنا، فهو عيد مرتبط بالعبادة وتجديد علاقة المسلمين بربهم ودينهم”.

رئيسة وزراء بريطانيا: فخورة بمشاركة المسلمين

وفي بريطانيا أصدرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي رسالة مصورة للجالية المسلمة في البلاد.

وقالت ماي: “أنا فخورة بالمشاركة التي يقدمها المسلمون البريطانيون لهذا البلد، وفخورة بأن بريطانيا وطن لأشخاص من خلفيات متعددة ومتنوعة”.

بوتين يهنئ مسلمي روسيا

يحرص المسلمون حول العالم على ذبح الأضاحي تقربا لله

يحرص المسلمون حول العالم على ذبح الأضاحي تقربا لله

وفي روسيا توجه مئات الآلاف إلى مسجد موسكو الجامع، الذي افتتح العام الماضي، وألقى مفتي روسيا خطبة صلاة العيد

باللغتين الروسية والتترية؛ حيث يعيش في روسيا من 20 إلى 30 مليون مسلم، أغلبهم يقيمون في القوقاز وتترستان، إلى جانب العاصمة موسكو التي تضم عددا كبيراً من اللاجئين الشرعيين.

من جانبه، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسلمي روسيا بمناسبة عيد الأضحى في برقية التهنئة جاء فيها إن “الجالية

المسلمة تشارك بشكل نشط في حياة بلادنا، وتساهم في تربية شبابنا، وفي تطوير الحوار بين الديانات والقوميات المختلفة، وبالطبع نشاط الأمة المسلمة له أهمية بالغة من أجل الحفاظ على السلام والتوافق في مجتمعنا”.

مواضيع ذات صلة