الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

إلى الغاية القصوى وإن شئت فازدد (شعر)

الشاعر أحمد محرم

إلى الغاية القصوى وإن شئتَ فازددِ ***  وما يكُ من صعب فذلِّل ومهَّدِ

هي الهمة اشتدت فما من هوادة *** وإن خيف شر الحادث المتشدد

إلى المظهر الأسمى فما لك دونه *** معاجٌ ولا للصحب من متردد

إلى ما وراء العزم إلا لاح مطلب *** هنالك أو شاق المنى وجه مقصد

بنا ظمأ يا فتح ما حان موعد *** من الورد إلا ارتد عنه لموعد

تطاول حتى ما يُبلُّ غليله *** سوى المورد الأقصى فكبِّر وأورد

أتفهق بالري الحياض لأهلها *** ونحن نعاني غلة الحائم الصد

أغثنا بشرب كالذي ذاق قومنا *** فكان لهم نورا به الروح تهتدي

له قطرات من سنا الوحي أشرقت *** من الحسن إشراق الجمان المنضد

تطالع آفاق الحياة وتنتحي *** ثواقب ترمي كل أفق بفرقد

بهاتيك فاهدِ القوم يا فتح واتخذ *** لهم في ذراها مصعدا بعد مصعد

أراهم حيارى لا يصيبون هاديا *** وفيهم كتاب الله يا فتح فاشهد

تباركت ربي أنت علمتنا الهدى *** تباركت من هاد أمين ومرشد

فتى الفتح هذا ما ورثت من التقى *** عن المورثينا كل مجد وسؤدد

أرى كل ميراث جليل محببا *** ولا مثل ميراث النبي محمد

فذلك كنز الدهر من يك جاهلا *** فعندك علم العبقري المسدد

أقم من بناء الله كل مهدَّم *** إذا القوم هدوا كل عال ممرد

ألست ترى القوم الذي تألبوا *** على دينه من خارجي وملحد

أرى أمة تأبى على كل مصلح *** وتلقي بأيديها إلى كل مفسد

مبددة الأهواء لم تستقم على *** سبيل ولم تأخذ برأي موحد

لكل فريق سامري يضله *** بعجل تراه العين في كل مشهد

كأنك إذ تبغي الهدى أو تقودها *** إلى الحق ترميها بصماء مؤيد

أعدها إلى الإسلام إن كنت تبتغي *** لها الرشد واصرفها عن الغي والدد

أهبت بها ردي عنانك وارجعي *** فإن يك منها مرجع فكأن قد

دعوتك ربي فارزق الفتح أمة *** يريها سجايا الفاتحين فتقتدي

بنى كل جياش القوى ووهت يدي *** فما أنا بالباني ولا بالمجدد

لك الأمر ما رشد الشعوب إذا غوت *** علي ولا أمر الممالك في يدي

مواضيع ذات صلة