الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

اللاجئون إلى أوروبا بين الطرد والتنصير

عبادة أحمد

عملية تنصير

يضطر بعضهم لتغيير دينهم بسبب الحاجة

تتفاقم مأساة اللاجئين السوريين الذين يركبون البحر والشاحنات المبردة بحثاً عن البقاء، هربا مما يتعرضون له من قمع منذ أربع سنوات راح ضحيته أكثر من ربع مليون سوري.

ويخشى مراقبون من أن تحاول جهات تبشيرية أوروبية استغلال الأوضاع السيئة التي يعيشها اللاجئون بهدف تحويل ديانتهم إلى النصرانية.

وبحسب تقرير سابق أعدته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية -غير رسمية- فإن عمليات تنصير واسعة يتعرض لها اللاجئون المسلمون في الغرب، لافتة إلى أن اللاجئين السوريين بدأوا يدخلون على خط التنصير.

وقالت الوكالة في تقريرها: “محمد علي زنوبي يحني رأسه فيما يصب قس المياه المقدسة على شعره الأسود، يقول الكاهن غوتفرايد مارتينز للاجئ “هل تبتعد عن الشيطان وأفعاله الشريرة؟” ثم يسأل “هل تبتعد عن الإسلام؟”، “نعم” يقولها زنوبي بحماس، يفتح يديه لتلقي البركة، مارتينز عندها يعمد الرجل “باسم الآب والابن والروح القدس”، وهكذا أصبح محمد الآن اسمه مارتن، ولم يعد مسلما بل صار مسيحيا.

ويشير التقرير إلى أن معظم هؤلاء اللاجئين يقولون إن “الإيمان دفعهم لاعتناق المسيحية”، لكن ليس هناك من شك أن قرارهم بتحويل دينهم عائد أثره بشكل كبير على فرصهم في الفوز بحق اللجوء من خلال السماح لهم بزعم أنهم سيتعرضون للاضطهاد الديني إذا أعيدوا إلى بلادهم.

ويعترف الكاهن الألماني مارتينز بأن بعضهم يغير دينه لتحسين فرصه في البقاء في ألمانيا، لكن بالنسبة له كقس، الدافع غير مهم، ويضيف أن “كثيرين منهم لا يعودون إلى الكنيسة بعد تنصيرهم”.

ويقول مارتينز “أعرف أن هناك أشخاصا يأتون إلى هنا لأن لديهم نوع من الأمل بشأن لجوئهم، أنا أدعوهم للانضمام إلينا”.

ويبين التقرير أن المسيحية وحدها لا تساعد مقدم الطلب.

لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ذهبت أبعد من ذلك هذا الأسبوع، لتقول إن الإسلام “ينتمي إلى ألمانيا” لدفع مزيد من اللاجئين بالقدوم إليها.

لن يعترف أحد على الملأ بالتحول إلى دين آخر لمساعدته في زيادة فرص اللجوء، فمن شأن ذلك أن ترفض محاولته في اللجوء ويتم ترحيله بعد أن تنصر، بحسب التقرير.

بدوره، دعا بابا الفاتيكان مؤخرا كل أسقفية وجماعة دينية في أوروبا إلى إيواء عائلة من المهاجرين في بادرة قال إنها ستبدأ من الفاتيكان.

وقال البابا فرانسيس بعد عظة الأحد المعتادة بالفاتيكان “أناشد الأبرشيات والجماعات الدينية والأديرة والملاجئ في كل أوروبا أن تستضيف عائلة من اللاجئين”.

وتشمل دعوة البابا عشرات الآلاف من الأبرشيات الكاثوليكية في أوروبا بعد أن بلغت أعداد اللاجئين الوافدين برا عبر البلقان وبحرا عبر المتوسط إلى إيطاليا واليونان إلى مستويات قياسية.

وفي إيطاليا وحدها أكثر من 25 ألف أبرشية وأكثر من 12 ألفا في ألمانيا التي يقصدها الكثير من السوريين الهاربين من الحرب الأهلية والمهاجرين الذين يبحثون عن ملاذ من الفقر والمعاناة في بلدانهم.

وقال البابا إن أبرشيتين في الفاتيكان ستؤويان عائلتين من اللاجئين السوريين في الأيام المقبلة. وكانت زيارة البابا الأولى بعد انتخابه إلى جزيرة لامبيدوزا الايطالية التي تقع بين صقلية وتونس ويصلها الكثير من المهاجرين بالقوارب.

وفي تقرير أعدته منظمة أهلية، بيَّن أن عدد المنظمات التنصيرية في العالم بلغ (24580) منظمة، وأن أكثر من عشرين ألفًا منها تغلف نشاطها التنصيري بالخدمات العامة مثل التعليم والعلاج، ويعمل في هذه المنظمات حوالي (273770) منصِّرًا ومنصرة، تفرغوا للعمل خارج المجتمعات المسيحية، وهناك (1900) محطة تبشيرية تبثّ برامجها إلى أكثر 100 دولة، وبلغاتها المحلية، ويتلقى المنصرون تبرعات سنوية قد تصل إلى (150) مليار دولار.

_______

* المصدر: موقع البشير (بتصرف يسير).

مواضيع ذات صلة