الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

العصيمي: يُسلم عبر “ركن الحوار” 5 أشخاص يوميا

يُعد مركز “ركن الحوار” من أبرز المشاريع الدعوية للتعريف بالإسلام ودعوة غير المسلمين عبر الإنترنت, مستخدماً أفضل وأحدث الوسائل

ركن الحوار

ركن الحوار

التقنية وبأمهر الكفاءات والكوادر المؤهلة للحوار الإلكتروني, لإيصال الصورة الحقيقية للدين الإسلامي إلى أكبر قدر من مستخدمي الشبكة العالمية.

ويقوم على المركز نخبة متخصصة تضم مهندسين وأطباء ومحاضرين ودعاة, كما يقوم المركز من خلال أكاديمية خاصة بتدريب الدعاة وصقل مهاراتهم ليكونوا رسلاً لهذا الدين.

ولإلقاء المزيد من الضوء على مركز “ركن الحوار” كان  لموقع “المسلم” لقاء مع مدير المركز الشيخ ماجد العصيمي, الذي تحدث عن أهداف المركز ومشاريعه والأساليب الحديثة التي ينهجها في الدعوة إلى الله تعالى..

** بداية لو تعرفنا بركن الحوار: أهدافه وإنجازاته؟

بعد بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، مركز “ركن الحوار” هو مركز متخصص للتعريف بالإسلام, أنشئ ليكون نواة لمركز إسلامي إلكتروني, يقدم خدمات المراكز الإسلامية الموجودة ولكن إلكترونيا أو عبر بيئة الإنترنت.

والمركز يقدم ثلاث خدمات حاليا:

 البرنامج الأول: برنامج الحوار الإلكتروني.. الهدف منه تعريف غير المسلمين بالإسلام عبر الحوار والتواصل المباشر إلكترونياً, وبفضل الله هذه الخدمة الآن تعمل بسبع لغات ويسلم بفضل الله كمعدل يومي عبر هذه الخدمة من أربعة إلى خمسة أشخاص يومياً.

البرنامج الثاني: أكاديمية المسلم الجديد, وهي أكاديمية متخصصة تعتبر أول أكاديمية من نوعها عبر بيئة الإنترنت مهتمة بالعناية وتعليم المسلم الجديد. يحاضر عبر هذه الأكاديمية 21 من أبرز الدعاة إلى الله المجيدين للغة الإنجليزية, وهذه الأكاديمية الآن يدعو فيها أكثر من 7500 طالب كلهم مسلمون جدد من أكثر من تسعين دولة حول العالم.

 البرنامج الثالث: أكاديمية رسل السلام, والهدف من هذه الأكاديمية هو تأهيل وتدريب الدعاة إلى الله سواء كانوا مسلمين جدداً لصقل مهاراتهم وتدريبهم وتعليمهم ليكونوا معرّفين إلكترونيين في بلدانهم، أم كانوا شبابا من المجتمعات المسلمة, بحيث يتم غرس ثقافة التعريف بالإسلام في هؤلاء الشباب وتنتقل مهاراتهم وتدريبهم على بعض ما يحتاجونه في المجال الدعوي إلى الله.

وخلال الألف يوم الماضية تم تدريب قرابة ألف وخمسمائة شاب وشابة في المملكة عبر أكاديمية رسل السلام، والعمل قائم الآن على تحويل هذه الأكاديمية لتكون أكاديمية إلكترونية بحيث يستفيد منها كل المسلمين والمسلمون الجدد حول العالم.. هذا بشكل موجز عن المركز.

** كيف كانت بداية فكرة المشروع؟

 البداية كانت في عام 2008 وكانت فكرة فقط, كيف يمكن إنشاء مركز إسلامي يعمل عبر بيئة الإنترنت؛ بحيث يكون العمل محليا، والتأثير عالميا؛ وهذا ما حدث بالفعل حيث نصل إلى غير المسلمين في أي مكان حول العالم, كانت الأفكار كثيرة والأطروحات كثيرة وكانت حتى الخيارات المطروحة متعددة، ووصلنا إلى مرحلة أننا بحاجة بالفعل إلى وسيلة إعلامية حتى نصل, فكان الخيار أنه عن طريق الإنترنت أو القنوات الفضائية، وبعد دراسة ميدانية وبحثية في ذلك الوقت تم اختيار الإنترنت لتكون هي بيئة العمل بالفعل.

** ومن هم القائمون على مركز “ركن الحوار”؟

المركز يتبع إداريا المكتب التعاوني بمحافظة القطيف، وهو مركز مستقل يتبع المكتب التعاوني تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية، يرأس مجلس إدارة المركز فضيلة الشيخ الدكتور فؤاد الماجد قاض بالاستئناف في المنطقة الشرقية, ويدير المركز محدثكم، وفريق عمل المركز بفضل الله هم نخبة من المهندسين والأطباء والمعلمين والدعاة والمحاضرين، كان لهم بعد توفيق الله فضل كبير علينا في الاستعانة بهم في تطوير العمل وتشغيل العمل وانطلاقة المركز، نسأل الله لهم التوفيق جميعاً.

** كيف يتم تعريف غير المسلمين في دول العالم بهذا الركن، أو بعبارة أخرى: كيف يتم التسويق لهذا المشروع؟

لاستقطاع غير المسلمين هناك عدة وسائل, لكن كانت أبرز وسيلة استخدمها المركز في كانت عبر الإعلانات الإلكترونية في أبرز الشبكات العالمية, هذا بخلاف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي, ولكن كان التأثير الواضح والمؤثر هو الإعلانات الإلكترونية, كنا نعلن وما زلنا عبر عدة جهات في أكثر من ستة آلاف شبكة مثل الفيس بوك ويوتيوب وجوجل والياهو وغيرها من الشبكات العالمية, وبفضل الله هذه التقنية تخدمك في تحديد الشريحة التي ترغب بالفعل الوصول إليها من خلال اهتماماتهم، والأشياء التي يبحثون عنها عبر الإنترنت, نقوم بالفعل باستهداف شرائح معينة ووضع إعلانات خاصة بهم واستقطابهم للحوار.

** وما هي أبرز الشرائح التي يتم استقطابها؟

تم تقسيم مستخدمي الإنترنت إلى 16 شريحة, وتم اختيار أربع شرائح اعتبرناها هي الشرائح المستهدفة من قبل المركز:

الشريحة الأولى: الأشخاص الذين يبحثون عن الإسلام ويسألون عنه عبر الإنترنت.

الشريحة الثانية: شريحة الحيارى، والمقصود بهم النصارى غير المقتنعين بالنصرانية، ولا يمارسون طقوس العبادات النصرانية، لكنهم أيضاً ليسوا ملحدين، ولا يعتنقون أي دين آخر وهم كثر اليوم.

الشريحة الثالثة: هي شريحة المثقفين، وأدخلنا معهم رجالات الدين.

والشريحة الأخيرة: هي شريحة الشباب.

كل شريحة من هذه الشرائح وضعت لها وسائل تسويقية ترويجية يتم من خلالها استقطابهم، ويتم وضع إعلانات مميزة تكون على الأقل تثير اهتمام تلك الشرائح الأربع.

 أيضاً تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتم استخدام تطبيق عبر الجوالات يسمى تطبيق (دعوة)، يتم دعوة غير المسلمين من خلاله عبر المسلمين الذين يعيشون بين غير المسلمين.

وهناك وسائل حقيقة كثيرة؛ حيث بدأ المركز يطور عدداً من الخدمات مثل خدمة (إسلام تويت) الآن، وهي خدمة أيضاً جديدة عبر تويتر، ونحن مستمرون حقيقة في استحداث خدمات تساعدنا بالوصول إلى الشرائح المستهدفة إلكترونياً.

** تعلمون أن المسلمين الجدد بحاجة إلى متابعة.. كيف يتولى المركز متابعتهم؟

الحقيقة من اليوم الأول كنا مهتمين بالعناية بالمسلم الجديد, كما نهتم بغير المسلم بل أكثر. ولهذا السبب كان أكبر مشروع في المركز صُرف عليه جهد ومال وتطوير هو أكاديمية المسلم الجديد في المركز، يشرف عليها الشيخ يوسف جعفر إدريس، ويحاضر فيها -كما ذكرت سلفاً- واحد وعشرون من رموز الدعوة باللغة الإنجليزية.

المناهج تم بناؤها بشكل علمي وأكاديمي وُضع لها آليات معينة وواضحة، يتم الاعتناء بالمسلم الجديد ليس فقط من الناحية التعليمية بل من جميع النواحي، ويوجد وسائل تواصل مستمرة معهم, كما يوجد خدمات استشارات نفسية واجتماعية، وأحيانا في الجوانب القانونية التي يحتاجونها في بلدانهم، فنعتني بالمسلم الجديد كأنه يعيش بيننا بالفعل عبر التقنية.

** هل ترون أن حالة عدم الاستقرار الآن في عدد من دول العالم العربي والإسلامي أدت إلى مزيد من الحيرة والتساؤلات لدى الراغبين في التعرف على الإسلام؟

الحقيقة أن التأثير الواضح كان في بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في عام 2001م؛ لأنه بالفعل تلك الأحداث هي التي أثارت التساؤلات حول الإسلام أكثر، وبدؤوا -خصوصا النصارى والغربيين- في السؤال عن الإسلام بشكل أكبر، أما الأحداث الأخيرة في العالم العربي فيبدو أن الكل مقتنع أنها أحداث سياسية أكثر منها بالفعل أحداث تستثير الغربي أن يسأل عن الإسلام, لم نشاهد ولم نلاحظ فرقاً كبيراً  يستدعي بالفعل أن نعتبرها ظاهرة أو أثراً لذلك.

** كما تعلمون أن الانفتاح الإعلامي أدى إلى تسلل كثير من الأفكار المنحرفة والشبهات، كما أثار عدداً من التساؤلات لدى أبناء المسلمين.. هل للركن جهود في هذا المجال؟

الحقيقة أن المركز منذ أن أُسس كان المستهدف منه تعريف غير العرب بالإسلام، وهذه بالفعل الشريحة المستهدفة. لكن نطمح من الجهات الأخرى دعوة المبتدعة والمسلمين الذين لديهم انحراف أو بعض إشكالات أن يعملوا بالفعل في هذه المجالات؛ فهي بالفعل مؤثرة ويمكن مشاهدتها بشكل سريع أما المركز فهو مختص بغير المسلمين من غير العرب.

** ما هي نصيحتكم لمن يريد ممارسة العمل الدعوي من غير المختصين أو المتفرغين وكذلك من يودون المشاركة لديكم في الركن؟

رسالة المركز أن الدعوة إلى الله هي وظيفة كل مسلم, سواء كان متعلماً أو غير متعلم، رجلاً أو امرأة، طفلا أو شخصا كبيرا، الدعوة إلى الله هي مهمتنا جميعاً، ويجب أن نعمل في هذا المجال بكل ما نستطيع, ولكن العبرة أن يعمل الشخص بما يملك من قدرات وعلم؛ فلا يتجاوز ولا يتطاول فيفتي بما لا يعلم, ولا يكون ذلك الشخص السلبي الذي لا يعمل.

المركز قدّم خدمات كثيرة يطمح من خلالها بالفعل إلى مشاركة الجميع الهم الدعوي، والعمل الدعوي يقدّم دورات تدريبية عبر أكاديمية رسل السلام بتدريب الشباب على مهارات الدعوة إلى الله، أيضاً يقدم خدمات مثل ما ذكرت آنفاً يمكن لأي مسلم أن يستخدمها اليوم، وليس لأحد عذر اليوم أن يقول لا أستطيع أن أدعو إلى الله, تستطيع أن تدعو بلسانك فإن لم تستطع فبعلمك فإن لم تستطع فبنشر المواقع الإلكترونية أو الخدمات الإلكترونية, فإن لم تستطع فبمالك, فإن لم تستطع فأقل الإيمان بالدعاء لهذه الخدمات وللعاملين على هذه الأعمال الدعوة بالتوفيق، الكل يجب عليه أن يعمل، المركز لديه الأدوات التي نعتقد أن الجميع يمكنه أن يستخدمها. وعلى سبيل المثال لا الحصر: تطبيق دعوة الإلكتروني وهو على “أندرويد” يمكن لأي شخص أن يحمّل هذا التطبيق على جواله، وعندما يقابل شخصاً غير مسلم كل ما يجب عليه هو فقط أن يربطنا مع هذا الشخص عبر هذا التطبيق، سواء من خلال تويتر أو فيس بوك أو جوال أو إيميل هذا الشخص.

وسيلة أخرى نعتقد الجميع يستطيع استخدامها، وهي كروت صغيرة سميناها “ناوي تسافر”، وكان المستهدف منها السياح، وأيضاً حتى المواطنين داخل البلد يمكن أن يستخدموا هذه الكروت عندما يقابلون غير المسلمين, وهي بطاقة صغير في حجم بطاقة الأعمال بشرائح مختلفة بعبارات مختلفة.. كل ما هو مطلوب من أخينا المسلم أن يقدّم هذا الكارت كهدية الشخص غير المسلم الذي يقابله مع ابتسامة جميلة، قدّم أنت الخُلُق واترك الجانب العلمي والدعوي علينا نحن سنكمل، الكل يستطيع أن يدعو وهذه بالفعل الرسالة التي أستطيع أن أقولها الكل يستطيع أن يعمل ويجب أن نعمل جميعاً حتى نوصل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالمين، يبقى للمختصين اهتمامات معينة ومجالات معينة يجب أن يشاركوا هم، وألا يدعوا المجال لغير المختصين فلعل المختصين هم من يبادرون لسد الفراغات التي تحتاج إلى مختصين حتى لا نجد غير المختصين يعملون في هذه المجالات.

* كونكم تجربة ناجحة بإذن الله عز وجل ما هي نصيحتكم لمن يريد أن ينشئ مشروعاً دعوياً؟

نصيحتنا الأولى قبل كل شيء الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الأعمال أولاً, ثم التخطيط ووضع أسس وخطط ورؤى واضحة للعمل, ثم قبل البدء في أي شيء البحث عن المشاريع أو النشاطات والأفكار المشابهة التي أقيمت سلفاً, ودراسة تلك الأعمال وتمحيصها هل هي بالفعل مشابهة لما نقوم به؟ هل لدينا إضافة على ما هو موجود؟ ثم بعد ذلك دراسة حالة المنافسين وأقصد بذلك المنصّرين وغيرهم من ناشري البدع والضلالة في شتى الديانات, نشاهد أعمالهم ونطلع على أعمالهم لديهم أعمال رائعة جداً ولكن يبقى أن الحق معنا فينبغي أن نشاهد ما عندهم من أدوات ووسائل نقارن تلك الأدوات والوسائل بما هو موجود ثم بعدها ننطلق بعون الله وبتوفيقه فنصيحتي تدور حول الإعداد الجيد لأي مشروع قبل الانطلاق دراسته بشكل جيد، ثم البدء دون تردد؛ فالتوفيق حليف كل مشروع خيري، والتوفيق هو حليف كل مشروع دعوي؛ لأن الذي يقف خلف هذه الأعمال هو الله سبحانه وتعالى، وليس البشر، نسأل الله الإعانة.

** ما هي مشاريع “ركن الحوار” المستقبلية؟

بعد المشاريع الثلاثة التي قمنا بتنفيذها خلال السنوات الثلاثة الماضية نطمح الآن لتأسيس مشروع رابع تم تسميته “متطوعون للإسلام”، الهدف من هذا المشروع هو بناء نظام إلكتروني متكامل يمكن من خلاله لأي مسلم أن يتطوع مع المركز إلكترونياً, يسجل إلكترونياً يتم تدريبه إلكترونياً، ويتم أيضاً إعطاؤه حسب اهتماماته كواجبات أو أعمال أو مهام يقوم بتأديتها أيضاً إلكترونياً في مجال الدعوة إلى الله, حتى ينجز الشخص في مساره الذي سجل فيه ابتداء في البرنامج, ويعطى على ذلك شهادة تطوع؛ فالطموح بالفعل من خلال هذا البرنامج أن نفعّل الشباب المسلم بشكل عام في مجال الدعوة إلى الله، نستطيع متابعتهم نستطيع تأهيلهم وتدريبهم نستطيع توجيههم حسب اهتماماتهم والمسارات التي يعملون فيها, نطمح بإذن الله تبارك وتعالى ينطلق هذا المشروع قريباً، ويرى النور بإذن الله تبارك وتعالى في هذا العام 1435هـ.

————————

المصدر: موقع المسلم.

مواضيع ذات صلة