الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

مسلمو جنوب أفريقيا وأنشطتهم الدعوية والسياسية

أشرف عيد

ينتمي مسلمو جنوب أفريقيا إلى أصول متنوعة؛ فمنهم الأفارقة، ومنهم الآسيويون من الهند، وباكستان، ومن ماليزيا، وإندونيسيا، ويوجد أكبر عدد للمسلمين في مدينة «كيب تاون»، ويليها مدينة “دربان” في “كوازواز ناتال”.

يقدَّر عدد سكان جنوب أفريقيا بـ55 مليوناً، وعدد المسلمين أقل قليلاً من مليونين، (3% تقريباً)، يعملون في الزراعة، والأعمال المهنية والأعمال الحرة، والتجارة، والمؤسسات التعليمية.

ويوجد في جنوب أفريقيا كثير من المؤسسات الإسلامية، من أهمها: مجلس القضاء الإسلامي، وهو تنظيم إسلامي مستقل، نشأ عام 1945م في «كيب تاون»، يضم في عضويته العلماء وأئمة المساجد وممثلي المنظمات والمؤسسات الإسلامية كافة.

وكذلك يوجد مجلس اتحاد علماء جنوب أفريقيا الذي أنشئ عام 1994م بهدف تقديم قيادة موحدة قادرة على التفاعل مع القضايا والمشكلات المعاصرة التي تواجه مسلمي جنوب أفريقيا.

واهتم الدعاة بتحفيظ القرآن الكريم، واتجهوا في ذلك اتجاهاً أكثر تنظيماً على أيدي ثُلة من المشايخ الحفاظ، وأنشئت المدارس والمؤسسات التعليمية الحديثة في جنوب أفريقيا، التي يزيد عددها اليوم على 600 مؤسسة، تشمل المدارس الابتدائية، والثانوية، والمعاهد الأهلية، والكليات المتخصصة، وأقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات الوطنية والأهلية، وتُصنف بعض تلك المؤسسات التربوية على أنها أفضل المؤسسات التعليمية، ومنها: جامعة «دار العلوم» التي تُخرج المتخصصين في الدراسات الإسلامية، والأئمة الخطباء، والتربويين، ومنها الكلية الإسلامية في جنوب أفريقيا، وقسم اللغة العربية بجامعة “ويسترن كيب”.

ويوجد في مدينة «ديربان» المركز الدولي للدعوة الإسلامية الذي أسسه الشيخ أحمد ديدات المتوفى سنة 2005م الذي انصرفت جهوده إلى نقض أسس التعاليم الكنسية الباطلة، وتسليح المسلمين بالأدلة الدافعة لدحض الانتقادات الموجهة للإسلام.

النشاط السياسي

شارك مسلمو جنوب أفريقيا في النضال السياسي ضد التمييز العنصري، وسُجن بعضهم مع الزعيم الجنوب أفريقي «نيلسون مانديلا» في جزيرة روبان، مثل: الشيخ عبدالله هارون، وأحمد تيمول اللذين قُتلا على أيدي الجيش العنصري، وأحمد كثرادا، وعزيز بهاد، وأحمد تمول، ويوسف دادو.. وغيرهم كثير، وقد سميت بعض الشوارع العامة بأسمائهم تكريماً لهم واعترافاً بدورهم السياسي في تحرير البلاد من التمييز العنصري.

وقد انضم المسلمون إلى الأحزاب السياسية، وانتُخب منهم أعضاء في البرلمان، وفي أول تشكيل حكومي في أعقاب التحول الديمقراطي في جنوب أفريقيا عقب سقوط العنصرية عام 1994م ضمت الوزارة 4 وزراء مسلمين، وتم إقرار بعض تشريعات الأحوال الشخصية الخاصة بالمسلمين المستمدة من الشريعة الإسلامية، واتجهت الدولة إلى صياغة دستور الدولة الذي تضمن الحرية الدينية للمواطنين.

يحتل المسلمون مكانة محترمة بالرغم من أنهم أقلية، ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية واحترام من المجتمع، ويصدرون صحيفتين يوميتين، هما «مسلم نيوز»، و»جريدة القلم»، ويمثل المجلس الإسلامي الهيئة الوطنية لجميع مسلمي جنوب أفريقيا، وقنوات «آي تي في» (ITV) الفضائية، وتوجد بنوك يديرها مسلمون، مثل: بنك البركة، وبنك “HBZ”، وحبيب بنك، ومؤسسة الأوقاف الوطنية 2001م، وشركة التكافل 2003م.

* المصدر: مجلة المجتمع (بتصرف يسير).

———

1- مركز المسبار للدراسات والبحوث: الكتاب الخمسون، المسلمون في جنوب أفريقيا، التاريخ، الجماعات السياسة، دبي، فبراير، 2011م.

2- عبدالقادر طيوب: الحركة الإسلامية في جنوب أفريقيا، الكتاب الخمسون، المسلمون في جنوب أفريقيا التاريخ، الجماعات السياسة، مركز المسبار للدراسات والبحوث، فبراير 2011م.

3- د. حمدي عبدالرحمن: النماذج الحركية الإسلامية في جنوب أفريقيا، الكتاب الخمسون، المسلمون في جنوب أفريقيا التاريخ، الجماعات السياسة، مركز المسبار للدراسات والبحوث، فبراير، 2011م.

4- عادل جعفر مولتشوا: الإسلام والمسلمون في جنوب أفريقيا، موقع مجلة قراءات أفريقية، 28 مارس 2018م.

مواضيع ذات صلة