الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

الترجمة الإسلامية إلى اللغة الرومانية (حوار)

الترجمة الإسلامية إلى اللغة الرومانية

أدار الحوار هاني صلاح (خاص بموقع مهارات الدعوة بالمشاركة مع مرصد الأقليات المسلمة)

ضيف الحوار

رئيس الرابطة الإسلامية والثقافية

يبدأ “مرصد الأقليات المسلمة” في نشر سلسلة حوارات معمقة ومتعددة الأطراف تحت عنوان: “الترجمة الإسلامية إلى لغات العالم المحلية: الواقع.. التحديات.. الإنجازات”..

وتأتي هذه الحوارات في سياق رغبة “المرصد” في إلقاء الضوء على أبرز قضايا وملفات الأقليات المسلمة حول العالم..

وقد شارك عدد من الزملاء الصحفيين والأكاديميين والباحثين في إثراء هذه الحوارات بطرح أسئلتهم المتخصصة على الضيوف والذين كانوا من عدة دول تقع في ثلاث قارات هى آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية..

وهذا هو الحوار الأول في ملف “الترجمة الإسلامية إلى لغات العالم المحلية”، وهو الحوار الخاص باللغة الرومانية، وضيف الحوار الدكتور أبو العلاء الغيثي، رئيس الرابطة الإسلامية والثقافية، ومدير مؤسسة طيبة الخيرية، من دولة رومانيا.

وإلى الحوار..

 * المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح ـ رئيس تحرير موقع “مرصد الأقليات المسلمة” ـ (من فريق إدارة الحوار)..

اعتدنا في حواراتنا السابقة، وقبل فتح باب المشاركة لجمهور الفيسبوك، التمهيد لكل حوار بطرح مشاركة تمهيدية تتضمن ثلاثة محاور/أسئلة.. هي:

 

المحور الأول: اللغة المحلية في رومانيا

1 ـ نود من سيادتكم التفضل بإعطاء إطلالة مختصرة حول اللغة المحلية في رومانيا.. كم عدد الناطقين دولا وشعوبا؟.. وهل للمسلمين في رومانيا لغة محلية أخرى؟

اللغة المحلية هي اللغة الرومانية وهي مشتقة من اللغة اللاتينية.

يتكلم الرومانية شعب رومانيا وعددهم قرابة 19 مليون نسمة.

اللغة الرومانية فيها شبه كبير من اللغات الآتية (الأسبانية – الإيطالية – البرتغالية).

المسلمون يتكلمون ثلاث لغات، هى: (اللغة الأم وهي التترية ـ  ثم اللغة التركية لمقاربتها باللغة التترية – ثم يتكلمون اللغة الرومانية وهي اللغة الرسمية).

ويوجد في مناطق المسلمين بعض المسلمين ممن لا يعرفون اللغة الرومانية مطلقاً.

 

المحور الثاني: نبذة عن تاريخ الترجمة

2ـ هل يمكنكم في إيجاز سريع؛ التطرق لتاريخ الترجمة الإسلامية في لغتكم المحلية.. متى بدأت عملية الترجمة؟.. وهل تتم من اللغة العربية إلى اللغة المحلية مباشرةً أم هناك ترجمة تتم من لغات أخرى أيضاً؟.. وهل هناك مؤسسات أو جهود منظمة لعملية الترجمة أم أنها تتم بشكل فردي وباجتهادات شخصية أو عبر مؤسسات مختلفة حسب ظروف كل منها؟

بدأت الترجمة عندنا في رومانيا في بداية الثمانيات من القرن الماضي/العشرين، حيث صدرت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم (ترجمها مستشرق روماني – ايزوبيسكو)، وظهرت أخطاء فادحة قادحة في هذه الترجمة الأمر الذي دعانا نحن كمؤسسات إسلامية (الرابطة الإسلامية والثقافية في رومانيا ـ مؤسسة طيبة الخيرية في رومانيا) أن نتحمل أمانة استصدار ترجمة قوية وموثقة ومعتمدة من دار الإفتاء الرومانية .

ثم أعاننا الله وأنهينا أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم بشكل جيد جداً ( إلا أنها تحتاج إلى بعض التدقيق حالياً وإخراجها بشكل أقوى)..

الترجمة في البداية كانت من اللغة العربية إلى اللغة الرومانية. وقمنا بطباعة مئات الكتب، لكن الأمر الذي غيرناه في استراتجية جديدة وهو أن نترجم من الانجليزية إلى الرومانية لعدة أسباب. وشكلنا فريق متمكن وممارس في الترجمة والتدقيق.

ترجمنا أيضا من اللغة التركية إلى الرومانية  بالاتفاق مع مؤسسة هارون يحيى.

ترجمتنا تتم عبر المؤسسة وعبر خطتها المرسومة فيما يتعلق بالترجمة..

 

متابعة على إجابة السؤال السابق (الثاني):

فلتأذن لنا دكتور في طرح ثلاثة أسئلة إضافية مجدداً من وحي إجابتكم على سؤالنا حول تاريخ الترجمة في رومانيا:

أ ـ أشرتم إلى أنكم قمتم تغيير إستراتيجيتكم في عملية الترجمة، حيث تحولتم من الترجمة عن اللغة العربية إلى الترجمة عن اللغة الإنجليزية.. وذكرتم أنه كانت هناك عدة أسباب دفعتكم لذلك.. هل يمكنكم توضيح هذه الأسباب؟، كي يستفيد منها آخرون ربما تكون ظروفهم في مجال الترجمة مشابهة لنفس ظروفكم في رومانيا؟

نعم.. حقيقة أنا أؤمن بأن الفتوى تتغير بتغير الظرف والمكان والزمان، فكثير من الكتب العربية  لم تعد تناسب الواقع الأوروبي، أو هناك قصور في معرفة نفسية المخاطب، ولذلك انتهجنا بأننا نحن نكتب الكتب من نعيش معهم ونعرف ظروفهم وشجعنا الاخوة والأخوات على ذلك..

ثانياً.. نحن أعرف بحاجيات المكان والأشخاص أضف إلى أن الكتب التي نترجمها من اللغة الانجليزية هي لمفكرين عاشوا في الغرب وغاصوا في مشاكل الجالية المسلمة وأيضاً في نفسية الاخر، وعند ترجمتنا للكتب العربية انصدمنا بانتقادات (في مكانها) حول كثير من المحاور، أضرب لك مثلاً، مسألة التعامل مع المراة كإنسان أم كسلعة أو جماد وهكذا فتصدر كتب تؤيد ضرب المرأة أو خروجها بدون محرم (وهي مسألة خلافية)، وكثير من هذه الأمثلة ففضلنا الاعتماد على الله، ومن ثم على الذين يعيشون في بلاد الغرب (طبعا من الثقات).

 

ب ـ أشرتم إلى أن عملية الترجمة تتم من خلال مؤسستكم.. هل معنى هذا أنكم لا تتعاملون مع مترجمين من خارج المؤسسة لو كانت لهم جهود أو اجتهادية فردية في نفس المجال، أم ماذا تقصدون بذلك؟

في الغالب نحن نترجم داخل مؤسستنا وندقق ونراجع داخل مؤسستنا، ولنا أيضاً تعامل مع آخرين من خارج مؤستتنا، لكن حتى نكون أسرع في الإنتاج والكيفية والنوعية فنفضل أن نعتمد على الله، ومن ثم على من معنا في المؤسسة.

 

ج ـ كما أشرتم بأنه الترجمة تتم عبر خطة المؤسسة المرسومة فيما يتعلق بالترجمة.. هل بالإمكان إلقاء الضوء على كيفية وضعكم لخطة/خريطة طريق للكتب المستهدفة في الترجمة..بمعنى: هل يتم دراسة الواقع والجمهور المستهدف وتحديد الاحتياجات للشرائح المختلفة.. أم كيف يتم وضع الخطة؟.. نرجو إلقاء الضوء على هذه المسألة بشىء من التفصيل والعمق.

نحن لدينا اتجاهان متوازيان وبنفس القدر والنوعية والاهتمام وهو “المسلم”، و”غير المسلم”، وعندما نتكلم عن “المسلم”، نقسمه إلى رجل وامراة وطفل، ونقوم بتغطية أهم الاحتياجات (التعريف بالإسلام – الأسرة – قصص تربوية للطفل – المرأة في الإسلام ووضعها الصحيح فيه – العبادات وهكذا الخ).

 

المحور الثالث: التعريف الشخصي

3 ـ هل يمكنكم التعريف بأنفسكم للجمهور المشارك.. تعريفا إنسانيا وعلميا ووظيفيا.. مع الإشارة للمهام الدعوية والمسئوليات التي توليتموها من قبل أو تتولونها حالياً؟

أنا الدكتور أبوالعلاء الغيثي. أصلي من اليمن، ومقيم في رومانيا من عام 1987م، متزوج، ولدي خمس بنات وولدين.

بكالوريوس طب عام.

طبيب مختص في طب الجهاز الهضمي.

دكتوراة في الطب الباطني – التهاب الكبد السيني وعلاقته بالاورام الليمفاوية.

تحت الإنهاء للدكتوراة الثانية أيضا في طب الجهاز الهضمي.

رئيس الرابطة الاسلامية والثقافية في رومانيا.

ومدير مؤسسة طيبة الخيرية في رومانيا.

رئيس مجلس إدارة قناة (قطر الندى) الناطقة باللغة الرومانية.

عضو مجلس شورى اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.

وعضو الهيئة العمومية لاتحاد المنطمات الاسلامية في أوروبا .

 

المشاركة الثانية.. من: أحمد التلاوي- باحث مصري في شئون التنمية السياسية، ومدير موقع الدكتور أحمد العسال، وتتضمن ثلاثةأسئلة:

4 ـ ما هي إمكانيات التنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالدعوة والنشر الإسلاميين: الأزهر/ مجمع الملك فهد/ الإيسيسكو.. وغيرها؟.. هل هناك تفكير في تأسيس إطار منظم للتسيق في هذا الإطار؟..

نحن نتمنى التنسيق مع أي جهة تقدم خدمة الطباعة والنشر. فهدفنا تقديم أفضل منتج للجمهور من حيث المحتوى والجودة ومستوى الإخراج والطباعة.

في الحقيقة، فقط تواصل معنا من قبل مجمع الملك فهد، وحقيقةً سعدنا كثيراً بهذا التواصل.. ولكن للأسف لم يتم شيئ حتى الآن.. ونحن على استعداد دائم للتعاون مع الجهات المعنية والمتخصصة في هذا المجال من كافة دول العالم الإسلامي.

 

5 ـ قضية التوزيع لا تقل أهمية عن جهود الترجمة.. فما هي تصوراتكم في هذا الصدد؟.. هل هناك مشروعات محددة للترجمة والنشر، أم للترجمة فقط؟..

بالفعل لدينا مشكلة في التسويق للكتب المترجمة.. وحالياً تتم عملية التسويق عبر مراكزنا ومؤسساتنا، كذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وكذلك لدينا مشاركات جادة ومتميزة جداً في معارض الكتب الدولية في رومانيا.

لكن الحقيقة لدينا رغبة كبيرة في التنسيق والتعاون مع شركات توزيع محلية هنا في رومانيا لتوصيل الكتب إلى شرائح المجتمع الروماني المسلم وغيره في كافة أنحاء البلاد، ونسعى بجدية في هذا الاتجاه.

 

6 ـ جزئية التمويل؛ هل هناك تصور واضح في شأنها؟.. هل هناك تواصل مع رجال أعمال عرب أو مسلمين في هذا الصدد، وكيف تفكرون في معالجة هذه الجزئية؟.. وجزاكم الله تعالى خيرا..

عندما يأتي الحديث عن دعم نشاط الكتب مالياً؛ فهو له اهتمام من البعض، وإهمال من البعض الآخر.. اهتمام من كبار التجار الذين لديهم زوجات رومانيات وأبناء يتعلمون في مدارس الرومان الرسمية؛ فهؤلاء يشعرون بالحاجة الماسة إلى أهمية وجود الكتاب الهادف في بيته ـ المترجم إلى اللغة الرومانية ـ فيدعمون الطباعة بأموالهم الخاصة. مسار آخر سعينا إليه وهو وضع صندوق تبرعات خاص فقط لطباعة الكتب المترجمة في مراكزنا، وقد حظي بدعم لا بأس به.

أيضا هناك مسار لبيع الكتب وتسويقها عبر مواقعنا ومراكزنا الاسلامية ومعارض الكتب وهو الأمر الذي يجعل لاعادة  طباعة الكتاب أمل (بعد الله عزوجل ) بعدم الانقطاع والاستمرار في طباعته كلما نفد من السوق.

 

المشاركة الثالثة.. من: د. رمضان فوزي (دكتوراة في اللغة العربية) ـ محرر مسؤول عن موقع (مهارات الدعوة)، وتتضمن سؤالين:

7 ـ ما أبرز التحديات التي تواجهكم في ترجمة بعض المصطلحات المتعلقة بالعلوم الإسلامية التي لا يستغني عنها أي مسلم؛ مثل أمور العقيدة والعبادات وغيرها؟ وكيف تتعاملون معها؟

الحمد لله لدينا إخوة رومان من السكان المحليين في البلاد، تخرجوا في كليات إسلامية ومعاهد إسلامية في الدول العربية والإسلامية؛ فقد يكون عندنا هذا الإشكال بسيطا..

لكن في حال وجود عائق حقيقي سواء عندنا أو حتى في دول أخرى؛ فيكون الحل بالتشاور والتحقيق عبر اللجنة المخولة من قبل المؤسسة بمراجعة الإشكال والبحث في أكثر من ترجمة للتقريب في توصيل المصطلح للمعنى الحقيقي أو لأقرب معنى له..

 8 ـ هل من الأجدى –من وجهة نظركم- الترجمة إلى اللغات الأخرى أم تعليم المسلمين الجدد اللغة العربية بحيث يطلعون مباشرة على ما يخص دينهم؟

تعليم المسلمين الجدد اللغة العربية من أولويات عملنا ولدينا برامج لتعليمهم.. ولكن هذا ليس بكاف حتى ينهلوا من العلم الشرعي، ولكن يساعدهم نوعاً ما؛ فنضطر إلى اللغة المحلية في أكثر منشوراتنا..

 

المشاركة الرابعة.. من: سنابل محمد حبيب- الأردن- مسؤولة الأبحاث والتقارير في موقع بوابة بادر العالمية، وتتضمن ثلاثة أسئلة:

السلام عليكم.. أشكركم على هذه المبادرة الرائعة..

9 ـ سؤال عن الترجمة في موزمبيق.. هل يتوفر فيها ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغات المحليه وباللغه البرتغالية؟

شكراً. والاجابة عند الإخوة الضيوف الآخرين، إن شاء الله تعالى..

 

10 ـ ماذا عن ترجمة الكتب الإسلاميه هل هناك نقص؟

دائماً يوجد نقص.. وما زلنا في بدايات الطريق.. والمطلوب أكثر من الموجود.. وفي حقيقة الأمر أن حركة الترجمة عملية مستمرة لا تتوقف أبداً..

 

11 ـ ماهي التحديات التي تواجه عملية الترجمه فيها؟ وجزاكم الله خيرا..

التحديات يمكن اختصارها في كملة واحدة هي المادة (المال)، فلدينا الكوادر العلمية والرؤية والخبرة العملية حالياً بعد سنوات طوال من العمل المستمر والعائق الرئيسي الأكبر حالياً يتمثل في دعم حركة الترجمة وطباعة الكتب باللغة الرومانية.

 

المشاركة الخامسة.. من: كريم خيري ـ الجزائر ـ طالب في مرحلة الماستر علوم إسلامية تخصص (الأقليات المسلمة في الغرب)، وتتضمن سؤالين:

السلام عليكم..أشكركم على ما تبذلونه من مجهودات في سبيل خدمة قضايا جوهرية حساسة متعلقة بالأقيات المسلمة في العالم.

12 ـ في رأيكم، هل تعتبر الترجمة هي السبيل الأقرب لتبليغ رسالة الإسلام, أم الأفضل بذل جهود في تعليم اللغة العربية.. خصوصا للأقليات المسلمة من أصول عربية؟

شكرا لكم.. بلا شك الترجمة أفضل وأسرع وأقرب للمخاطب، فهى بلغته التي يفهمها وتختصر الجهود الكثيرة لتوصيل رسالة الإسلام..

أما فيما يتعلق بالأجيال الناشئة من أبناء العرب في رومانيا؛ فالأفضل لهم التعلم في المدارس اللغة العربية حفاظاً على هويتهم من الذوبان وهذا لا يتعارض مع أهية تعلمهم اللغة الرومانية والتواصل والتعايش مع المجتمع الروماني المحيط بهم.

 

13 ـ أين وصلت الجهود في ترجمة معاني القرآن إلى لغات العالم؟ وهل يتولى هذه المهمة أناس مختصون أم هي مجرد محاولات فردية و فضولية؟

لكل دولة ولكل لغة جهودها الخاصة بها ويصعب حصر كافة الجهود أو تحديد نهاية مراحل زمنية واضحة لها….

 

المشاركة السادسة.. من: سعيد محمد ـ مدير موقع “مباشر أوروبا” الإلكتروني ـ ميلانو / إيطاليا، وتتضمن ثلاثة أسئلة:

14 ـ حضرت مؤتمرا عن ترجمة القرآن الكريم؛ فوجدت أن أغلب الترجمات تعود لترجمة واحدة يأخذ منها الآخرون.. مثال الترجمة الإنجليزية تترجم إلي الفرنسية وغيرها.. فإن كان هناك أخطاء ستظهر في باقي الترجمات.. فكيف نتغلب علي هذا؟

أستطيع التحدث فقط عن رومانيا.. فنحن هنا قد أخذنا مباشرة من اللغة العربية..

15 ـ أغلب المترجمين لا يتحدثون العربية.. فكيف نثق في ترجمتهم؟

عبر لجنة شرعية تكون من المركز ترافق المترجم وتبين له  المعوقات وتدقق معه المشكلات اللغوية في الأسماء والصفات..

 16 ـ الجديد في أوروبا الآن.. وجود ترجمة لكتب أخري غير القرآن، وبها أحاديث غير صحيحة.. فلماذا لا تكون هناك مؤسسة راعية للترجمة؟

من الصعب أن تتوفر أو توجد مؤسسة تجمع كل مؤسسات أوروبا الاسلامية.. ولكن هذا يعود إلى تقوى الله عزوجل.. ونصح الجهات المعنية ومناقشتهم..

 

المشاركة السابعة.. من:د. عبد المقصود سالم جعفر ـ ماليزيا ـ أكاديمي متخصص في التعليم:

وتتضمن أربعة أسئلة:

بداية: أثني على هذا الموضوع الجدير بالطرح، فمستقبل هذا المشروع واعد، ويتطلب بناء معهد للمترجمين، ومن مكونات هذا المعهد توافر هيئة عليا -مجمع علمي يتكون من اللغوي، والمفكر، والعالم المتخصص، وغيرهم- لمراجعة الترجمات، ودار للنشر في كل قطر تتبع هذا المشروع، فدور النشر التي من صلب المشروع تحفظه من المتاجرة به.

من وجهة نظري البسيطة، أن الترجمة الناجحة لأي كتاب هو تلازم اثنين من المترجمين معًا في الترجمة: أحدهما يكون لسانه عربيًاً، ويجيد اللغة المحلية، والآخر يكون بارع في لغته المحلية، ويجيد اللغة العربية.

ولدي بعض الأسئلة في هذا المضمار:

  1. هل تدريس منهج التربية الإسلامية يستلزم أن يُجيد المتعلمون اللغة العربية؟ أم يُكتفى أن يكون المعلم عارفًا باللغة العربية، وينقل المعرفة للمتعلمين باللغة المحلية؟

سؤال مهم.. وهذا عائق  كبير.. وعندنا نظراً لأقلية الرافد والكادر التعليمي التربوي؛ نقوم بقبول الرومانية لتعليم أبناء المسلمين الذين أمهاتهم عربيات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن نخصص لهم أختا عربية تعلمهم العربي، أما البقية فالأخوات الرومانيات يقمن بالتدريس بنفس اللغة.

  1. في حالة ترجمة مقررات التربية الإسلامية، هل تقتصر الترجمة على المحتوى دون النصوص القرآنية، والأحاديث الشريفة؟

لا.. يتم ترجمة كل المحتوى بما في ذلك النصوص والأحدايث..

  1. هل تقتصر الترجمة على كتب الفكر العام، أما المقررات الدراسية للتربية الإسلامية، فتكون باللغة العربية؟

أبناء المسلمين من أمهات عربية منهجهم هو باللغة العربية..

أما من أمهاتهم رومانيات، ويدرسون في المدارس الرومانية الرسمية؛ فتتم الدراسة باللغة المحلية الرومانية، ما عدا مادتا العربي والقرآن..

  1. ما الضمانات التي تعصم مثل هذا المشروع الجبار من “تضخم الترجمة المعجمية”، فتنحرف المفاهيم بناء على استعمال الكلمات من القواميس دون وضعها في سياقها الصحيح؟ وجزاكم الله كل خير

يجب أن تكون الضمانات موجودة ضمن خطة كل مؤسسة..

وعليهم أن يوازنوا بين الأمرين..

أما الكلمات من القواميس دون وضعها في سياقها الصحيح فهذا يعتمد على:

– قوة العلم الشرعي لفريق الترجمة..

– قوة اللغتين لدى فريق الترجمة..

– قوة المدقق..

المشاركة الثامنة.. من:د. مصطفي حكيم ـ عضو هيئة تدريس بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، ومتخصص في الشئون الثقافية والسياسية القبرصية،

وتتضمن سؤالين:

مشاركتي حول إشكالية الترجمة بين النص المقروء والنص المشروح:

سؤالي يتعلق بإشكالية الترجمة، للنصوص العربية بشكل عام والدينية منها بشكل خاص، ما بين ترجمة النص ليُقرأ أم ترجمته ليُفهم معناه؟.. وهنا أمران:

22 ـ الأمر الأول:هو أن المترجم يقع في إشكالية الالتزام بالنص دون تحريف أو تأويل، أم التحرر منه للتجاوب مع اللغة المترجم إليها والمجتمع المستقبل لهذا النص المترجم. التخوف هنا يتمثل في أن الأمر برمته يعود للمترجم، ومن ثم يعتمد على مدى حرفيته وإدراكه للنص الأصلي (وأيضا هنا نواجه خطر شخصنة الترجمة وبُعدها عن النص المترجم)؟

لفتة هامة بالفعل.. وأنا أؤيد ما ذكره الأخ د. مصطفى حكيم..

أضف إلى ذلك أن “فريق العمل” فهو السياج الآمن الضامن لكل ترجمة تتم..

 

23 ـ الأمر الثاني: يتعلق بعمل الترجمة ذاته. وهل يقف عمل الترجمة والمُترجم عند نقل نص من لغة إلى لغة أخرى، أم بالضرورة يتبعها عمل أخر وفعاليات أخرى لنشر وشرح ومناقشة هذه الترجمة وهذا العمل، خاصة وأنه نص ديني (يندرج ذلك بشكل ما في مجال الدعوة وليس الترجمة فقط). خاصة أنه من المعلوم أن قليل من الناس من لديه اهتمام وشغف لقراءة نصوص دينية من المسلمين، ما بالك لو كان من غير المسلمين.وشكراً

نحن هنا في رومانيا، نضع تذييلا ونشرح الكلمة المقصودة، عندما لا نجد لها ترجمة مناسبة، أو نصا قد يفهم منه غير المراد له..

 

المشاركة التاسعة.. من:محمد رشاد محمد ـ صحفي مهتم بملف الأقليات ـ موقع “إسلام أون لاين”، وتتضمن سؤال:

24 ـ كيف ساهمت الترجمات الإسلامية في التصدى لموجات الإسلاموفوبيا؟.. وهل تحاول موجات الإسلاموفوبيا وأد هذه الترجمات أو عرقلة تداولها؟.. (صراع الترجمات والإسلاموفوبيا) وهل هناك شواهد يمكن روايتها؟

شكرا.. ولكن لا يوجد عندنا في رومانيا هذا الأمر.. وربما يجيب بعض الضيوف الآخرين على هذا السؤال حسب الواقع عندهم..

 

المشاركة العاشرة.. من:محمد سرحان ـ صحفي مقيم في اسطنبول / تركيا وباحث في شئون الأقليات المسلمة ـ (من فريق إدارة الحوار)، وتتضمن ثلاثة أسئلة:

سؤال يتعلق بمجال التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات في مجال الترجمة بين المترجمين في دول مختلفة الذي يتحدثون نفس اللغة..

25 ـ هل هناك تواصل وتعاون في مجال الترجمة بين المترجمين أنفسهم في الدول الأخرى التي تتحدث نفس اللغة المحلية التي تتحدثون بها في دولتكم؟

لا يوجد أي تواصل.. ومازال الأمر يحتاج لجهود ووقت لتفعيل أمر التواصل في هذا المجال..

 سؤال يتعلق بـ”منهجية واستراتيجية الترجمة”..

26 ـ كيف تقيمون نوعية الكتب التي تمت ترجمتها حتى اليوم؟ هل تغطي الحد الأدنى لمختلف فئات وشرائح المجتمع المسلم في دولتكم؟ أو تعرف بالإسلام في حده الأدنى لغير المسلمين من أبناء المجتمع الذي تعيشون فيه؟

نقوم بتقيمها من حيث سرعة تداولها وقبولها لدى القراء وشدة الطلب على ترجمة بعينها..

 سؤال أخير يتعلق بـ”المقترحات المستقبلية”..

ما هى مقترحاتكم المستقبلية سواء على مستوى دولتكم، أو تودون اقتراحها لإخوانكم المسلمين في الدول الأخرى من أجل الارتقاء بحركة الترجمة الإسلامية إلى اللغات المحلية؟

أقترح على مستوى دولتي.. أن يكون لدينا دار متخصصة للترجمة تحوي مجموعة كبيرة (مؤسسة ترجمة قائمة بذاتها لها مركزها وآلاتها – وهنا الدعم المالي ضروري).. ونحن لدينا استعداد للتعاون في هذا المشروع مع كافة الجهات المعنية والمهتمة بالأمر.

مواضيع ذات صلة