الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

الهمة العالية في ١٠ عمريات

فيصل الزامل

١ – بعد أن حدث النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة الكرام بما يحدث لابن آدم في القبر من سؤال منكر ونكير للمرء عن ربه، ونبيه ودينه، فسأله عمر الفاروقرضي الله عنه:-“يا رسول الله، اذا جاءني الملكان وسألاني، أو يكون معي مثل عقلي الآن؟”.. يعني إيمانه، ومعرفته بذلك الإيمان واليقين.

قال عليه الصلاة والسلام:- “نعم”.

قال عمر:-“إذن أكفيكهما”، يقينا منه بإيمانه، وثقة منه بموعود ربه.

٢- شاهد عمر رضي الله عنه شابا متدينا، يمشي خافضا رأسه فيما يشبه الذلة والخضوع، فنهره، وقال له:-“ارفع رأسك، لا تُمِت علينا ديننا”.

٣- قال عمر -رضي الله عنه-: “إن للقلوب إقبالة وإدبارة” أي تكون نشيطة أحيانا، وتكون فاترة في أحيان أخرى، ثم يكمل “فإذا أقبلت فتعهدوها بالنوافل، وإذا أدبرت ألزموها بالفرائض”… أي عندما تفتر الهمم، لا تسمحوا للفتور بأن يتجاوز حده، فالفرائض… خط أحمر.

٤- شاهد أهل المدينة فارسا يعدو على ظهر جواد، مسرعا كأن وراءه من يطارده لسرعته، فاقتحم وسط المدينة كالعاصفة، ثم أوقف حصانه، وقفز من على ظهره إلى الأرض، لقد كان عمر رضي الله عنه، قالوا له: “ما لك يا أمير المؤمنين؟”

فقال: “ما تنكرون؟ وجدت نشاطا، فأخذت جوادا من خيل الصدقة، فأركضته”.

٥- قال عمر رضي الله عنه: “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل، ومروهم أن يثبوا على ظهور الخيل وثبا”. ولا يكون الوثوب إلا من الشخص النشيط، أما الثقيل الحركة فإنه لا يحسن الوثب.

٦- رأي عمر رجلا لا يغادر المسجد، فسأل عنه فقيل له: “عابد زاهد”.

فقال: “من ينفق عليه؟”.

قالوا: “إخوان له يعملون في الأرض” الزراعة.

فقال: “كلهم خير منه”.

٧- كان عمر ينظر إلى الرجل فيعجبه فإذا قيل له لا حرفة له سقط من عينه، وكان يقول: “تعلموا الحرفة، فإنه يوشك أحدكم أن يحتاج إلى المهنة”.

٨- قال عمر رضي الله عنه: “لأن أموت بين شعبتي رحلي، أطلب كفاف وجهي، أحب إلي من أن أموت شهيدا”..

أي.. أرتحل على ظهر بعيري، طالبا الرزق، حتى لو  مت بين شعبتي المقعد على ظهر الجمل، هذا السعي، بدلا من سؤال الناس، عند عمر أرفع قدرا من الشهادة.

٩- شاهد عمر رضي الله عنه رجلان من قريش يخرجان من عند الخليفة أبي بكر، ومعهما كتاب منه، فسألهما:-“ما هذا؟”.

قالا: “عقار أقطعنا إياه أبو بكر”.

فقال:-“ولم؟”.

قالا:-“نحن من المؤلفة قلوبهم”.

فأهذ منهما الكتاب، ومزقه،  وقال: “كان هذا في ذل الإسلام، أما وقد أعز الله دينه، فلا”. فرجعا إلى أبي بكر وهما يستشيطان غيظا، فقالا له: “أنت خليفة رسول الله  أم هو؟”.

فابتسم أبو بكر وقال: “هو إن شاء، ما الأمر؟”.

فلما فرغا من كلامهما قال لهما: “القول ما قال عمر”.

١٠- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ما زلنا أعزة، منذ أسلم عمر”.

رضي الله عن الفاروق.

مواضيع ذات صلة