الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

“سفراء السلام بأمريكا” أكبر مشروع دعوي للنجاة خارج الكويت

حوار: أنس الخليفة

رئيس مشروع سفراء السلام

تعرف على المشروع وفكرته من خلال هذا الحوار

يحظى الإسلام والمسلمون في الولايات المتحدة باهتمام كبير، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، لأن هذه الأحداث جعلت الكثير من الأمريكان يتساءلون عن الإسلام، ومن هم المسلمون؟!!..
وكأن المسلمين أو الإسلام لم يكن لهم تواجد بينهم، ولكنها إرادة الله- عز وجل- التي جعلت من هذه الأحداث بابًا من أبواب التعرف على هذا الدين العظيم، فوفقًا لبيانات منتدى العلاقات الإسلامية الأمريكية فإن العام الأول بعد الأحداث شهد إقبالًا كبيرًا على اعتناق الديانة الإسلامية، حيث اعتنق في ذلك العام أكثر من 34 ألف أمريكي الإسلام”.
الشعب الأمريكي كما يصفه ضيف اللقاء بأنه شعبًا طيبًا، لديه قبول للآخر، وشغف للتعرف على ثقافتهم، ومن هنا كانت الفكرة لإنشاء مؤسسة ذات بُعد ثقافي تعليمي إسلامي، تقوم على بيان مبادئ وتعاليم الإسلام السمحة، بأسلوب حضاري، ويتماشى مع التقدم المذهل للمجتمع الأمريكي من ناحية، ومع التنوع الثقافي الذي يتمتع به هذا المجتمع من ناحية أخرى، ومن أجل ذلك تم تأسيس “مؤسسة سفراء السلام بأمريكا”، لتكون واحدة من أكبر المؤسسات الإسلامية في الولايات المتحدة..
لقاؤنا في هذا العدد مع رئيس ومؤسس “سفراء السلام بأمريكا” الشيخ ياسر عرفات، فإلى ما جاء في اللقاء..
** بداية نرجو أن تعرفوا قراء البشرى بشخصكم الكريم؟..
ياسر صالح علي عرفات رئيس ومؤسس مؤسسة سفراء السلام بأمريكا، داعية وإمام وخطيب زائر للولايات المجاورة، وهذا المركز يُعد أكبر مركز إسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كنت أحد المؤسسين الرئيسيين له، مُتحدث ومُعرف بالإسلام، أقوم بزيارة الكنائس والجامعات والمدارس، ولي باع طويل في هذا المجال منذ سبعة عشر عامًا، يمني الأصل أمريكي الجنسية مُتخصص في العلوم السياسية والقانون، وكذلك العلاقات الدولية.
** كيف بدأتم المشروع وما فكرة تأسيسه؟.
بداية نتوجه بالشكر للكويت حكومة وشعبًا، ونُقدم أسمى آيات التهنئة لسمو أمير البلاد على التكريم الأُممي كقائد إنساني، وتكريم الكويت كمركز إنساني عالمي، وفي هذا فخر للمسلمين.
نظرًا للحاجة الماسة لوجود مؤسسات مُتخصصة في التعريف بالإسلام لغير المسلمين بأسلوب حضاري حديث، يتماشى مع طبيعة المجتمع الأمريكي، بعيدًا عن المنافسات، والحزبية، والتشدد، والغلو، مُرتكزة ارتكازًا كاملًا على مبدأ ومنهج الوسطية..تم افتتاح هذه المؤسسة في 22 مارس 2014م.
الفكرة بدأت منذ ما يُقارب الـ4 سنوات، ووراءها قصة جميلة، فقد كنت أذهب إلى الجامعة، ومن عاداتي دعوة الآخرين إلى الإسلام وذلك منذ الـ17عامًا، وقد كانت من عاداتي أيضًا أن أعطي البروفيسور الموجود في الفصل هدية، عبارة عن ترجمة للقرآن الكريم، وبعض السيديهات والمطويات، فأعطيت أحدهم الهدية، وفوجئت في الحصة التالية، بطلبه للجلوس معي لمدة 5 دقائق لأن لديه بعض التساؤلات بخصوص الترجمة التي قرأها، فجلسنا وأجبته على أسئلته وشاهدت في عينيه استجابة جيدة، لذا كُنت أجلس معه بعد انتهاء الفصل لمدة 5-10 دقائق، وفي منتصف الترم، ومع اقتراب الامتحانات، ينبغي على الطالب أن يُقدم بحثًا، ويُختبر فيه، والغريب أن أحد الموضوعات التي اختارها كانت عن المرأة في الإسلام، فسعدت كثيرًا لأن دعوتي وجلوسي معه أثرت فيه، ووجدتها فرصة أيضًا للقيام بعمل دعوي بين الطلاب، وخاصة أن معظمهم في الماجستير، تخصص علوم سياسية وقانون وغير ذلك.. فأثرت أن أُقدم إليهم رسالة عن الإسلام، خاصة وأن 86% من الشعب الأمريكي لم يسمع بكلمة “إسلام” إلا بعد الحادي عشر من سبتمبر، فما بالنا بالإسلام كدين! .
ونحن هنا لا نلومهم. بل نلوم أنفسنا، فما الذي فعلناه لنبلغ ما قال عنه عليه الصلاة والسلام: “بلغوا عني ولو آية”.
فأردت أن أقوم بعمل بحث حول “المرأة في الإسلام”، ولكن إحدى الطالبات سبقتني، وكتبت عنه، فلما جاء وقت المناقشة والإلقاء، قامت هذه الطالبة لتتحدث عن بحثها الذي قدمته، وكان حديثها فيه حقد وكراهية للإسلام، فأردت الرد عليها، ولكن هذا الأمر كان ممنوعًا، فكان الذي يرد عليها البروفيسور الذي أعطيته الترجمة، والكتيبات. والغريب أنه كان يرد عليها بالحجة والدليل، بالرغم من أنه ما زال على ديانته ولم يدخل الإسلام..
من هنا جاءت فكرة “مؤسسة سفراء السلام”. .وقلت: لا بد من تأسيس مؤسسة تقوم بالتعريف بالإسلام تعتمد على الرُّقي، والتعليم العالي، وفنون الأداء، والإلقاء والتوصيل، واستخدام، أهل البلد أنفسهم (أي الأمريكان).
** بعد فكرة التأسيس ما هي الإجراءات التي قمتم بها لتوفير مقر لمؤسسة “سفراء الإسلام”؟
في نوفمبر 2013م بفضل الله- عز وجل- ثم بمساعدة أهل الخير بدولة الكويت، قامت المؤسسة بتوقيع عقد شراء مركزها الرئيسي بمدينة ناشفيل عاصمة ولاية تينيسي، وتم دفع 60 ألف دولار أمريكي كدفعة اتفاق من المبلغ الإجمالي وقدره 900 ألف دولار، يُدفع في نهاية نوفمبر 2014م إن شاء الله تعالى.
وفي مارس 2014م تم افتتاح المركز، وذلك بعد أن سمح لنا مالك المبنى باستخدامه قبل إتمام الشراء مقابل دفع ضرائب المبنى، ومستحقات التأمين الشهرية.
ونتوقع في نوفمبر 2016م أن يتم تغيير شكل المبنى وإضافة الدور الثالث والملحقات بتكلفة أولية متوقعة مليون وسبعمائة ألف دولار، ونحن الآن نقوم بعملية الدراسة المتكاملة.
** ما أهم الأهداف التي قام من أجلها مشروع “سفراء السلام”؟
مؤسسة سفراء الإسلام هي مركز دعوي ثقافي يُعرف بالإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة خدمية أكثر منها كلامية وبطريقه وسطية غير مُتشددة، حيث تُقدم الخدمات المجانية كالفصول التعليمية، والمواد التثقيفية، والتركيز على غير المسلمين، لتسهيل تعرفهم بالإسلام، وتأهيل الشباب والمسلمين الجدد، ليكونوا مُتحدثين ومُعرفين، يتم إرسالهم إلى الكنائس والجامعات والمدارس- بعد أخذ الإذن المسبق-، وتوفير المواد التعليمية والتثقيفية للبروفسورات والمدرسين والسياسيين، وكذلك مشاهير المجتمع الأمريكي بشكل عام.
كما نهدف أيضًا إلى تأسيس فصول تعلمية، لتعليم المسلمين أمور دينهم وذلك بالاستعانة بأئمة من مراكزنا ومساجدنا في مدينتنا والمناطق المجاورة، وإقامة فصول لتحفيظ القرآن الكريم و تعليم اللغة العربية للمسلمين وذويهم من خلال مدارس نهاية الأسبوع والمدارس الصيفية ونخطط لإقامة مشروعات ريعية لتقوم بتغطية برامج المؤسسة وخدماتها مُستقبلًا .
** ما أبرز الوسائل لتحقيق تلك الأهداف؟.
سنقوم بإنشاء محطة إذاعية ثقافية وليست دينية لمناقشة قضايا الإسلام والمسلمين بطريقة سلسة، تتجنب المواجهة المباشرة، ويقوم عليها كوكبة من المتخصصين من أبناء البلد ومثقفيها من المسلمين، مع استضافة المعتدلين من غير المسلمين ممن حولنا، وإنشاء مركز متخصص في إنتاج المواد السمعية والبصرية للتعريف بالإسلام في المجتمع الأمريكي وتوزيع معظمها بالمجان.
كذلك قمنا بإنشاء مكتبة عامة تحوي كُتبًا باللغتين العربية والإنجليزية، وكذلك الإسبانية – إن وجدت- وفتحها للجميع لتسهيل التعرف على الإسلام، وتوفير الكتب التعريفية بالإسلام للمكتبات العامة ومكتبات المدارس والجامعات، وإنشاء مطبعة لطبع المطويات الدعوية والتعريفية، والكتيبات المجانية والبوسترات، وتوزيعها على المساجد والكنائس والجامعات والمدارس وغيرها، وإنشاء صالة عرض سينمائي لعرض الأفلام التعريفية والوثائقية الخاصة بالإسلام والعالم الإسلامي وتقديمها مجانًا لطلاب الجامعات والمدارس، وكذلك الكنائس وبقية أفراد المجتمع.
** ما الفئات المستفيدة من مشروع “سفراء السلام”؟.
– بروفيسورات الجامعات الأمريكية: وخاصة ولاية تينيسي -كبداية -، ومدرسين المدارس من خلال برنامج كفالة البروفيسور.
– رهبان وقساوسة الكنائس: بكل طوائفهم في مدينة ناشفيل تينيسي ومن حولها، وذلك من خلال برنامج كفالة الكنيسة.
– المشرعون والسياسيون: بولاية تينيسي، ثم في الولايات المجاورة من خلال برنامج كفالة المشرع.
– عامة المجتمع الأمريكي: وذلك من خلال برنامج كفالة الجار والفصول المجانية للتعريف بالإسلام وتدريس اللغة العربية.
– المسلمون الجدد: وذلك من خلال الفصول والبرامج الدعوية والخيرية، التي تعينهم على التغلب على مصاعب الحياة.
– الجالية الإسلامية: من خلال دروس اللغة العربية والإنجليزية وتحفيظ القرآن الكريم، وكذلك مدارس نهاية الأسبوع والصيفية.
** كيف تقومون بتمويل المشروعات التي تقوم بها المؤسسة؟.
لدينا إستراتيجية مستقبلية، وتنقسم إلى
1- الدعم المباشر: حيث تم تصميم معظم البرامج بطريقة تعطي كل برنامج قدرة الاستمرارية المستقلة كالإذاعة ومصدر ريعها من الإعلانات، ومركز السمعيات والبصريات ومصدر استمراريته من بيع بعض منتجاته، والمطبعة ومصدر ريعها من طباعة بعض احتياجات الجالية وخاصة رجال الأعمال والمحال التجارية، والفصول الدراسية رغم أن معظمها مجاني إلا أنه ستكون هناك فصول (vip) كالمدرسة العربية للأطفال كل يوم سبت، وتأجير بعض الصالات للجالية لإقامة بعض احتفالاتهم العائلية، وخاصة بعد إضافة الدور الثالث الذي سيضم صالة العرض، واستحداث مساحات أمامية مُستقبلًا لإضافة كوفي شوب ومكتبة لتدر ريعًا لتغطية مصاريف المركز ورواتب الموظفين.
2- الدعم غير المباشر: وهذا له عدة أبواب، منها المتبرعون من أهل الخير في الجالية، والمتبرعون من أهل الخير في دولة الكويت وخاصة الذين ساهموا منذ بداية المشروع حينما يروا نتائجه ونجاحاته.
ومع بداية استقرار المشروع وتنفيذ برامجه ستكون لدينا القدرة على طلب مساعدات من الشركات الأمريكية، والمؤسسات الخيرية في الولايات المتحدة، وكذلك الحكومة الفيدرالية، كوننا جهة خيرية غير ربحية؛ ولكن لا نستطيع فعل ذلك في الوقت الحالي، حتى يرى الناس ثِمار عمل المؤسسة إن شاء الله تعالى.
** كل مشروع يمر بعدة مراحل حتى يستكمل الصورة النهائية.. ما هي أبرز المراحل التي مر بها مشروع “سفراء السلام”؟.
تم تقسيم المشروع إلى ثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولى: وكان التركيز فيها على الخطوات الأولى لتأسيس المؤسسة، وإتمام الخطوات الأولى لتكوينها، وقد تم البدء فيها خلال شهر مارس 2102م وانتهت في شهر أكتوبر 2102م.
وضمت هذه المرحلة التسجيل والتراخيص، ورسائل التزكية، وتأسيس المكتب، واختيار أعضاء مجلس الشورى والمتطوعين، وتأسيس الموقع الإلكتروني، وإعداد المكتبة الدعوية التي ستحوي ترجمة القرآن، والكتيبات، والمطويات الدعوية، والمعلومات التعريفية عن الإسلام ،التي ستوزع على الجامعات والمدارس والكنائس، وتأسيس مركز متخصص في إنتاج المواد السمعية والبصرية التعريفية ونشرها، وقسم العلاقات العامة للتعريف بالمؤسسة، وجمع التبرعات، وتركيب الخط التلفوني الساخن للتواصل مع المستفسرين عن الإسلام 24 ساعة/7 أيام، وتأسيس المجلة الدعوية على الموقع الإلكتروني.
أما المرحلة الثانية: فهي ما زالت قائمة، وتم التركيز فيها على البدء في البرامج التعليمية والإعداد لها، وتوزيعها على عدة أماكن كالمساجد والكنائس والجامعات وما إلى ذلك، وتم تقسيم هذه المرحلة إلى قسمين، وقد تم البدء فعلًا في تطبيقهما، والقسمين هما كالتالي: القسم الأول: القيام بتدريب الشباب والمهتدين الجدد والمتطوعين على إدارة البرامج المقترحة وتنفيذها على أرض الواقع، وتأسيس بنك المتحدثين الذي سيهتم بجمع وتأهيل القادرين على إلقاء المحاضرات وتوزيعهم حسب الحاجة، والبدء في برنامج كفالة البروفيسور، والذي سيهتم بتعريف الإسلام لبروفيسورات الجامعات والطلاب.
والبدء في برنامج كفالة المشرعين السياسيين في ولاية تينيسي كبداية وتعريفهم بالإسلام، وسيتم ذلك باستخدام أعيان المسلمين، والبدء في برنامج كفالة الكنائس وتعريفهم بالإسلام وسيتم استخدام المهتدين الجدد لهذا الغرض كونهم أعلم بالكنائس، والبدء في برنامج كفالة الجار وتعريفهم بالإسلام وذلك باستخدام عامة المسلمين في الولايات المستفيدة من هذا البرنامج، وسيتم إعداد المكتبات المصغرة لتوزيعها واستخدامها في البرامج أعلاه إن شاء الله تعالى.
والقسم الثاني: يشمل استقطاب وتدريب المتطوعين والمساهمين للبرامج التالية ( دروس لتعليم تعاليم الإسلام وأساسياته، وأخرى لتعليم اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، اللغة الإسبانية، وثالثة لأطفال المسلمين لتعليمهم أصول دينهم، وكيف يعرفونه لأصدقائهم في المدارس؟، وأخيرًا دروس لتعليم الحاسب الآلي، بالإضافة إلى البرنامج الشهري للتعريف ببلدي (برنامج شهري يُعرف بالدول الإسلامية)، ونادي المثقفين الشهري (اجتماع شهري لمناقشة موضوعات مختلفة يُشارك فيها المسلمون وغير المسلمين)، وبرامج البيوت المفتوحة للتعريف بالإسلام، والتي ستقام في عدة مراكز، والزيارات المتبادلة بين المسلمين وغير المسلمين، وبرنامج اكتشاف المواهب في الشباب المسلم وتأهيلها، والمسابقات العلمية والتعريفية بالإسلام، وبرنامج الطبق المجاني لإطعام المساكين والمحتاجين، والعيادات المجانية باستخدام الكوادر الطبية المسلمة، وبرنامج اليوم العائلي الذي يجمع المسلمين وغيرهم، وبرامج أخرى مستقبلية.
وأخيرًا المرحلة الثالثة: وقد تمت ولم يتبق منها سوى إنهاء عملية الشراء وذلك بإتمام دفع المبلع المتبقي، وخلال هذه المرحلة تم التركيز على شراء المركز الرئيسي لمؤسسة سفراء السلام، وسيضم هذا المبنى أيضًا المركز الثقافي التعريفي الذي افتُتح في 22 مارس 2014، وإذاعة الراديو (قيد الدراسة)، والمطبعة (بدأ التنفيذ)، ومركز إنتاج السمعيات والبصريات (بدأ الإنتاج التجريبي)، وفصول إعداد المعرفين والمتحدثين المجانية (بدأت)، وفصول استقطاب غير المسلمين المجانية(بدأت)، والخدمات الطبية والقانونية المجانية (على وشك)، وقاعة عرض سينمائية وإضافات مستقبلية (قيد الدراسة).
** ما أهم المواقف التي تأثرتم بها خلال رحلة تأسيس المركز؟.
كان هناك الكثير من المواقف المؤثرة خلال رحلة التأسيس، ولكن أكثرها وقعًا على قلبي هو ما حدث يوم الافتتاح الأولي للمركز، وكان ذلك في 22 مارس الماضي، حيث إننا لم نكن مستعدين بعد للافتتاح، ولكن كان معنا أخ عزيز وهو العضو الكويتي الوحيد في مركزنا، أصر على الافتتاح، حيث قال: إن الكثير من الناس يتأثرون أكثر عندما يرون شيئًا على أرض الواقع وليس على الورق. لذا قمنا بالإعداد للافتتاح ولم يكن معنا من الوقت غير أسبوع فقط. فقمنا بتقديم الدعوات وتوقعنا حضور ما يُقارب من 400 شخص من المسلمين وغير المسلمين، وفي يوم الافتتاح كانت المفاجأة العظيمة؛ فقد وصل عدد الحاضرين إلى ما يُقارب 1500 شخص. فقد جاء المحافظ ونائبه، والمرشحة لأخذ مكانه، والمغنيون والفنانون والقساوسة من الكنائس، وكذلك بروفيسورات من الجامعات المجاورة، وعدد غفير من عامة الناس والجيران. لم يكن لدينا ما يكفي من الطعام ولا من مواقف السيارات، وهنا ظهر كرم الله -سبحانه وتعالى- ورجمته وفضله علينا .يقول لي جاشوا انجل مدير مكتبنا: إنه ذهب إلى المتجر الكبير المجاور لنا واستأذنهم في استخدام موقف سياراتهم الكبير، فرد عليه صاحب المتجر بالقبول، ولم يكتف بذلك بل قال له: واذا أردت أن أقفل المتجر سأفعل، وللعلم هذا المحل هو متخصص في بيع الملابس التنكرية لعيدهم “هالووين “.
يقول الدكتور مناور الراجحي عضو مجلس الشورى في المؤسسة ومسؤول الإعلام والعلاقات الخارجية: إنهم ذهبوا ليستأذنوا الكنيسة المجاورة لاستخدام موقف سياراتهم، ووافقت الكنيسة أيضًا، ولم تكتف الكنيسة بذلك بل أخذوا كل سياراتهم ووضعوها في الخلف. كان العدد كبيرا والضغط شديدا، ولكن الله كان معنا، وكان الافتتاح من أروع ما يكون ولله الحمد والمنة.
** هناك علاقات بين مؤسستكم الموقرة وجمعية النجاة الخيرية.. هل لكم أن توضحوا لنا هذه العلاقة؟.
هناك علاقة طيبة بيننا وبين جمعية النجاة الخيرية، فالجمعية لها دور كبير في دعم هذا المشروع الضخم، والوقوف وراء تنفيذه، الذي سيكون فخرًا للمسلمين، والجمعية تتبنى المشروع داخل الكويت، ومن يريد التبرع للمشروع فعليه التبرع باسم جمعية النجاة الخيرية، فهذا المشروع تبلغ الكُلفة المبدئية له 900 ألف دولار، دُفع منها 60 ألف دولار، ونحن والجمعية نسعى لاستكمال المبلغ بإذن الله، والحمد الله دولة الكويت تتميز بحب أهلها للعمل الخيري، ولهم بصمات واضحة في أنحاء العالم، ونريد أن يكون هذا المركز أحد بصمات دولة الكويت الحبيبة.
** هل من كلمة أخيرة لكم؟.
عندما جئنا إلى هذا البلد الحبيب السنة الماضية كان هذا المشروع الضخم حٍبرًا على ورق، فهبّ رجال ونساء من هذا البلد الخير بالوقوف بجانبنا ودعمنا في تحقيق الحلم. وها قد أصبح الحلم حقيقة ولله الحمد والمنة، ثم لهذا البلد وشعبه المعطاء.
وقد قمنا بتوقيع عقد شراء مركزنا الرئيسي الذي تم افتتاحه جزئيًا بعد أن سمح لنا المالك باستخدامه حتى قبل أن نكمل دفع المستحق عليه، وهذه من الأمور المؤثرة التي واجهتنا في هذا المشروع. وقمنا بدفع 60 ألف دولار كدفعة اتفاق، كانت قد جمعت من الكويت السنة الماضية، وكان هذا المبلغ جزءا من المبلغ الكلي للمبنى وهو 90 ألف دولار، يتم استيفاء دفعها في نهاية شهر نوفمبر 2014م، وقد جئناكم مرة أخرى بعد أن حصلنا على كل التزكيات والأوراق المطلوبة لنطلب من هذا البلد وشعبه وأميره قائد الإنسانية.. أن يدعمونا لإكمال شراء المركز الحلم الذي ساهموا في تحقيقه.
وقد قامت جمعية النجاة الخيرية مشكورة بالموافقة على استقبال التبرعات لمؤسسة سفراء السلام وجزاهم الله عنا وعن أمة الإسلام كل الخير.
أسأل الله أن يحمي هذا البلد أميرًا وشعبًا وحكومة.
——-
• المصدر: مجلة البشرى (بتصرف يسير).

مواضيع ذات صلة