الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

لأول مرة بأمريكا.. أغلبية مسلمة بمجلس مدينة

ترجمة يحيى بوناب

مدينة هاميتراك

المظاهر الإسلامية تكسو المدينة

في سنة 2004م، سمحت مدينة في ولاية ميتشجان برفع الأذان عبر مكبرات الصوت، واليوم ينتخب سكان المدينة مجلساً للمدينة بأغلبية مسلمة.

أصبحت مدينة هامتراك بولاية ميتشجان القريبة من ديترويت، بعد سنة 2004م، مشهورة بالولايات المتحدة بعد سماحها برفع الأذان عبر مضخمات الصوت، ومنذ ذلك الوقت واصل الإعلام الأمريكي تقديم التقارير حول تنامي عدد المسلمين بالمدينة، خاصة عبر بفضل تزايد أعداد أولئك القادمين من البوسنة واليمن وبنجلاديش.

ومن هنا بدأ كل شيء يتغير، ففي سنة 2012م نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً، قالت فيه: إن معهداً حكومياً بالمدينة أقام حفل نهاية السنة، ولم يتم استدعاء أي شاب، بل كان كل الحضور من الفتيات.

وفي أوائل نوفمبر، عادت مدينة هامتراك، التي يقطنها 22 ألف شخص، لتتصدر أخبارها الصفحات الأولى للجرائد، بعد انتخابها لمجلس المدينة بأغلبية مسلمة، في سابقة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ أمريكا.

وفي 23 نوفمبر؛ سأل أحد الصحفيين من شبكة “السي إن إن” رئيسة بلدية هامتراك، كارين مايوفسكي ذات الأصول البولندية، عن موقفها من نتيجة الانتخابات البلدية؟ فقالت: لا مخاوف لدي طالما أن المجلس يهتم بقضايا السكان البسيطة مثل جودة الطرقات وإنارة الشوارع.

لكن رئيسة البلدية، وفي مقابلة لها مع صحيفة “واشنطن بوست”، أبدت بعض التحفظات على المجلس، حيث قالت: إن المجلس يمنع بيع الخمر في محيط المساجد، وهذا شيء قد يضر باقتصاد المدينة.

ورغم أنها دافعت عن حق المسلمين برفع الأذان عبر مكبرات الصوت، فإنها أبدت تفهما للسكان الذين وجدوا صعوبة في التأقلم مع الوضع الجديد، ذلك أنه في سنة 1970م كان أغلب السكان من أصل بولندي، ومازالت ثقافتهم حاضرة في المدينة، التي تسمى “وارسو الصغيرة”، نسبة للعاصمة البولندية.

وقد عبر نائب من أصل يمني عن عدم تفهمه لوجود سبب وجيه للخوف من المسلمين، بالرغم من أنهم من أصول مختلفة وليسوا كتلة واحدة كما قد يبدو للوهلة الأولى، وقال، وهو يملؤه الإحباط، السكان يتوقعون أن تدخل الفرقة بين أعضاء المجلس بسبب غياب الثقة، ذلك أنه خلال الحملة الانتخابية، وزع بعض المرشحين منشورات تقول: أخرجوا المسلمين من مدينة هامتراك، أعيدوا مدينتنا.

____

* المصدر: مجلة المجتمع، والموضوع مترجم عن مجلة سلايت، وهو للكاتب كلار ليفينسون.

مواضيع ذات صلة