الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

مدير مجلة “قراءات إفريقية”: إفريقيا أول مكان دخله الإسلام بعد مكة

أدار الحوار: هاني صلاح – محمد سرحان

إفريقيا هي أول مكان دخله الإسلام بعد مكة -حتى قبل المدينة المنورة نفسها- عن طريق هجرتي الحبشة الأولى والثانية، وهي تسمى قارة الإسلام، فهي القارة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، إذ يدين حوالي 60% من سكانها بالإسلام، عدد سكانها حوالي 1.2 مليار نسمة، يتوزعون على 54 دولة، منها 26 دولة ذات أغلبية مسلمة، و28 دولة المسلمون فيها أقلية، ونسبة

مدير مجلة "قراءات إفريقية"

مدير مجلة “قراءات إفريقية”

المسلمين كانت أكبر من ذلك بكثير، لكنها تقلصت بفعل موجات التنصير العنيفة التي رافقت الاحتلال الغربي الصليبي والذي حيث عمد إلى قتل واسترقاق الملايين من مسلمي إفريقيا وتنصير الكثيرين منهم، ولا تزال تتعرض القارة السمراء لنهب ثرواتها من قبل الأطراف الدولية الفاعلة وسط ضعف التواجد العربي إعلاميا وسياسيا.

بهذا التوصيف بدأ ضيف حوارنا الأستاذ (رأفت صلاح الدين) – مدير تحرير مجلة قراءات إفريقية، حديثه معنا حول القارة السمراء وواقع الإسلام والمسلمين في إفريقيا ودور الإعلام.

ويأتي هذا الحوار في إطار  (مبادرة: حوارات الأقليات المسلمة)، التي يجريها كل من الصحفيين هاني صلاح” و “محمد سرحان” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وبالتعاون مع (موقع: مرصد الأقليات المسلمة)، وتهدف إلى التعريف بواقع الأقليات المسلمة حول العالم، وتلقي الضوء على أبرز التحديات التي تواجههم.. وإلى نص الحوار:

 

المشاركة الأولى.. من: فريق إدارة الحوار:

المحور الأول: مسلمو إفريقيا

1 ـ من هم مسلمو إفريقيا؟ وهنا نقصد الأقليات المسلمة في إفريقيا.. ما هي أعدادهم.. ما هي أبرز أعراقهم.. ما هي أهم مناطق تواجدهم؟

قبل الشروع في الإجابة عن أسئلتكم نود التذكير بحقيقة مؤلمة ليست أقل من واقع القارة وواقع المسلمين بها؛ وهي غياب إحصاءات ومعلومات دقيقة عن القارة سواء عن السكان أو الموارد الطبيعية بها، وذلك لأن مصدر المعلومات إما الحكومات ومراكز الأبحاث والدراسات الغربية وبعض الحكومات الإفريقية أو عن طريق المسلمين أنفسهم، وكلاهما غير دقيق فالمصادر الغربية خانت الأمانة العلمية وخسفت عدد المسلمين بالقارة إلى أقل من نصف العدد الحقيقي بكثير، وبعض المصادر تدعي أن المسلمين يمثلون 25% من عدد السكان، وكذلك خدعت في حجم الموارد الطبيعية لتكون فرصة لنهب ثرواتها وخيراتها وهذا ما يحدث منذ عقود للأسف.

في الجهة المقابلة تعد المؤسسات الإسلامية وبعض الحكومات بعمل إحصاءات مبالغ فيها للغاية عن عدد المسلمين، بحيث أصبح هناك خلاف بين الدول ذات الأغلبية المسلمة والدول التي بها أقليات مسلمة، وهذا لا يحدث إلا في إفريقيا.

فنجد تفاوتا كبيرا في النسب والإحصاءات في كل دولة، وذلك لعدم شروع أي دولة في عمل إحصاءات دقيقة ومحايدة، وعدم امتلاك المسلمين المقدرة المالية لعمل ذلك.

لكننا نحاول أن نسدد ونقارب بأن نجمع الإحصاءات المختلفة ومقارنتها ببعضها ثم الاعتماد على أقربها للحقيقة أو الجمع بينها.

هذا ما أحببت أن أوضحه من البداية لأن أكثر المتابعين العرب يكونون حريصين على معرفة الأرقام والنسب وغيرها.

أما إفريقيا فهي أول مكان دخله الإسلام بعد مكة -حتى قبل المدينة المنورة نفسها- عن طريق هجرتي الحبشة الأولى والثانية، بوصول عدد من الصحابة استوطن بعضهم إفريقيا، وكذلك عن طريق الفتوحات الإسلامية في شمال القارة، والتجار المسلمين، ودولة المرابطين والموحدين، وبعض الفرق الصوفية.

تسمى إفريقيا قارة الإسلام لأنها القارة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة حيث يدين حوالي 60% من سكانها بالإسلام، وكانت النسبة أكثر من ذلك لكن مع موجات التنصير التي رافقت الاحتلال الغربي الصليبي حيث عمد إلى قتل واسترقاق الملايين من مسلمي إفريقيا، وفي نفس الوقت استخدم كل الحيل الشيطانية لتنصير المسلمين وغير المسلمين في إفريقيا.

عدد سكان القارة حوالي 1.2 مليار نسمة، وتتكون من 54 دولة منها 26 دولة ذات أغلبية مسلمة، و28 دولة المسلمون بها أقلية.

وتتركز النسبة الكبرى من التجمعات الإسلامية في غرب إفريقيا، بالرغم من بعدها عن منبع الرسالة إلا أن معظم دول غرب إفريقيا دول إسلامية ذات غالبية مسلمة.

المحور الثاني: تجربة مجلة قراءات إفريقية

2– مسلمو إفريقيا يكاد ألا يعرف عنهم العالم الإسلامي شيئاً، ويواجه كل إعلامي عقبات كبيرة وكثيرة في متابعة أخبارهم والكتابة عنهم.. في ضوء هذا الواقع.

 كيف تحقق لكم هذا النجاح كإعلامي وكمؤسسة متمثلة في مجلة “قراءات إفريقيا” في سبيل القيام بهذا الدور الصعب والنادر؟

العمل الإعلامي الإسلامي يعاني من كبوات كثيرة، فإذا تحدثنا عن الإعلام الإفريقي أو المتخصص في الدراسات والواقع الإفريقي نجده أكثر معاناة لأسباب عديدة.

منها انعدام الرؤية وعدم وضوح الرسالة وانعدام التمويل أو ضعفه، ضعف الكادر الإعلامي وعدم وجود كوادر متخصصة، عدم اهتمام الجمهور العربي بالقضايا الإفريقية إلا في حدود ضيقة، الجهل بإمكانات القارة البشرية والمادية.

كذلك الجهل بتاريخ القارة والممالك والإمبراطوريات الإسلامية التي ظهرت فيها وظلت قائمة حتى جاء الاستعمار الغربي وأسقطها.

لذا كنا في مجلة قراءات إفريقية وما زلنا نأمل أن نقدم عمل إعلامي قوي وراقي نستطيع به سبر أغوار القارة وقضاياها ومواردها وتقديم صورة كاملة وشاملة عنها للقارئ العربي والقارئ الإفريقي نفسه.

حددنا رؤيتنا من البداية كالتالي: الريادة الإعلامية في الارتقاء بالوعي الصحيح للواقع الأفريقي وقضاياه من منظور إسلامي.

حددنا رسالتنا: أن قراءات مجلة متخصصة تعمل على تعميق فهم المهتمين بالشأن الأفريقي لواقع القارة، عبر نشر إعلامي وكتابات احترافية موضوعية، وفق التزام قيمي ومهني.

ثم حددنا هدفنا: نشر الوعي الصحيح حول الواقع الأفريقي بأبعاده المختلفة وتنمية هذا الوعي، بالقراءة العلمية المتخصصة التي تنهض بالفكر، وتعي الأبعاد التاريخية والبيئية المحلية، وتنير البصيرة بالحاضر، وتستشرف المستقبل.

ثم وضعنا أهدافنا التفصيلية ووضعنا سياسات وقيم المجلة وفق هذه الرؤية.

كنا حريصين من البداية أن نستكتب القلم الإفريقي فإنه هو الأدرى بواقع القارة وقضاياها ومشكلاتها واحتياجاتها ونجحنا إلى حد ما في تشكيل فريق من الباحثين والدارسين من جنوب القارة.

نتيجة لتكاتف الجميع إدارة وهيئات ومحررين وجمهور أيضاً استطعنا أن نحقق بعض النجاحات بأن نجعل الدراسات الإفريقية محل اهتمام كثير من الباحثين الأفارقة وغيرهم.

المحور الثالث: التعريف بضيف الحوار

أستاذ رافت نرجو التعريف بكم لجمهورنا قبل البدء في الحوار، من خلال:

أ ـ تعريف إنساني واجتماعي ووظيفي ودعوي..

رأفت صلاح الدين، كاتب وباحث، مدير تحرير مجلة قراءات إفريقية..

السن 45 سنة، متزوج..

 

ب ـ ما أهم المهام التي تقومون بها حالياً؟

أعمل مدير تحرير المجلة.. ونسعى لنشر المجلة في القارة.. وتوصيلها لكل المهتمين بالشأن الإفريقي ..

ج ـ وما أبرز المسئوليات التي قمتم بها سابقاً؟

البحث والكتابة.. حيث قمت بكتابة أبحاث فكرية وتربوية وإعلامية وبعض المقالات العامة والمتعلقة بالشأن الإفريقي ..

 

المشاركة الثانية.. من: عباس محمد صالح ـ السودان:

4 ـ كيف ترى الموجة الجديدة من التكالب والتنافس الدولي على إفريقيا في الوقت الراهن؟ وما انعكاسات ذلك على مصالح شعوبها ودولها؟

إفريقيا من أغنى قارات العالم إن لم تكن أغناها، فيها تنوع للموارد المادية والبشرية، وفيها تنوع طبيعي ومناخي، كما يوجد بها أجود أنواع الأراضي الزراعية في العالم وتوفر المياه وكل إمكانات الزراعة، بالإضافة للثروة الحيوانية والغابات مصدر الأخشاب؛ لذا يتكالب عليها العالم ، ومن قبل كان الاحتلال الغربي الذي سلب خيراتها وما زال، ففرنسا ما زالت موجودة وكذلك البرتغال وبريطانيا وأمريكا موجودة بقوة والصين أكبر شريك للدول الإفريقية واليابان وكوريا والهند وروسيا وماليزيا وتركيا وغيرها الكثير.

يلاحظ ضعف التواجد العربي في إفريقيا والعلاقات العربية الإفريقية في أضعف حالتها، حتى أن مؤخرا في أواخر شهر نوفمبر الجاري 2016، فشل المنتدى الاقتصادي العربي –  الإفريقي في عاصمة غينيا الاستوائية مالابو.

أما بشأن هذا التداعي على إفريقيا هدفه الأول هو استغلال إمكانات وثروات القارة، بما يعود بالفائدة على الدول الوافدة، أما إفريقيا كان من الممكن استفادتنا من مواردها هذه لولا ضعف الأنظمة السياسية والفساد وعدم وضوح الرؤية.

 

5 ـ على ما يبدو فإن القارة السمراء تعيش اليوم حالة من عدم الاستقرار والعنف والنزاعات عُرفت بها لفترة أطول مقارنة بأقاليم العالم الأخرى.. لماذا برأيكم فشلت المنظومة الدولية في إرساء الأمن والاستقرار في بعض بؤر التوتر بالقارة؟

باختصار إفريقيا يراد لها أن تكون ضعيفة متحاربة حتى يسهل استغلالها، وكل النزاعات في إفريقيا سببها هي قوى الاستعمار التي مزقت القارة وقسمتها فيما بينها بحدود لم تراعي التنوع القبلي والعرقي والديني، وكان الأمر مقصود لسهول تأجيج الصراعات بسهولة، ولعل الصراع في رواند وإفريقيا الوسطى وغيرها خير شاهد على الدور الغربي الاستعماري الخبيث ..

6 ـ يبدو أن إيران قد تمكنت من بسط نفوذها في القارة السمراء.. كيف ترى إعلان إيران تأسيس رابطة لشيعة إفريقيا من السنغال؟

 وما مخاطر التحركات الإيرانية الطائفية في القارة في ضوء ما شهدته نيجيريا من صدامات بين الأمن وأتباع إيران؟

مصطلح “تمكنت” فيه بعض المبالغة، لكن هذا لا يمنع أن النشاط الإيراني التوسعي ليس في إفريقيا فقط، وهو توسع يعتمد على نشر التشيع واستغلال بعض الصوفية واستغلال الجهل، ولهم تواجد كبير نوعاً ما في غرب إفريقيا، وإن كانت هناك جهود كبيرة لمواجهة المد الشيعي يتزعمه الدعاة والمخلصون من أبناء السنة في إفريقيا.

وأعتقد أن الضربة التي وجهت لهم من قبل النظام النيجيري نهاية عام 2015 في مدينة زاريا في ولاية كادونا في شمال نيجيريا والتي راح ضحيتها مئات الشيعة وأصيب على إثرها زعيمهم إبراهيم الزكزكي الذي ما زال سجينا هذه الضربة أوقفت نشاطاتهم في نيجيريا بعض الشيء.

7 ـ تعالت التحذيرات من “رواندا أخرى” في جنوب السودان أي توقعات بحدوث تطهير عرقي وإبادة جماعية.. برأيكم؛ لماذا فشل الغرب في حماية نموذج الدولة التي ساعد في صنعها ودعم انفصال الجنوب عن السودان؟

ما يحدث في جنوب السودان أمر متوقع فالحركة الشعبية لتحرير السودان التي قادت الانفصال عن السودان الأم ليست متجانسة لا دينيا ولا إثنياً ولا عرقيا ولا فكريا ولا حتى نفسياً.

والصراع فيها بدأ حتى قبل الانفصال، ومقتل جون قرانق الزعيم السابق للحركة في حادث سقوط طائرة حوله غموض كبير، وهو كان لا يريد الانفصال بل يريد حكماً ذاتياً فقط لجنوب السودان ..

بعد الانفصال الذي حدث بضغوط غربية كبيرة وبتخاذل عربي واضح وخيانات أحياناً ظهرت الخلافات التي كانت مستترة والأطماع التي كانت مؤجلة.

الدولة ولدت فاشلة لعدم وجود مقومات واستراتيجيات ومؤسسات رغم الثروات النفطية وغيرها.

فالصراع تم بين رأسي الدولة مؤسسة واحدة ونظام واحد وحزب واحد ، الرئيس سلفا كير ميارديت (من قبيلة الدينكا)، رئيس جمهورية جنوب السودان، ونائبه ريال مشار (من قبيلة النوير). وبين القبيلتين صراعاً تاريخياً.

بدأت الأزمة في الخروج للعلن في يوليو 2013 عندما أعفى الرئيس سلفا كير نائبه رياك مشار وجميع أعضاء الحكومة من مناصبهم بعد عامين من الانفصال، ولم يكتفي بذلك بل أحال للتحقيق الأمين العامّ للحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الحاكم في جمهورية جنوب السودان، (باقان أموم)، عقب تصريحات علنية انتقد فيها (أموم) أداء الحكومة.

جاءت تلك القرارات نتيجة للصراعٍات الخفيٍّة القديمة التي ظلّت تتصاعد بين قيادات “الحركة الشعبية لتحرير السودان” منذ يوليو 2005، بُعيد موت جون قرنق في حادث تحطّم مروحيته.

تفجّرت النزاعات بين القيادات الجنوبية، بصورة علنية، بعد أن أعلن رياك مشار، عقب إعفائه من منصبه، أنّه ينوي الترشُّح لمنصب الرئيس في الانتخابات المزمع إجراؤها في 2015.

وقف إلى جانب مشار في إعلانه هذا عددٌ من المسؤولين السابقين الذين أطاحهم الرئيس سيلفا كير في إطار جهده للتخلّص من القيادات التاريخية؛ ومن أبرز هؤلاء باقان أموم، الأمين العام للحركة الشعبية، ودينق ألور، وزير الدولة الأسبق لخارجية السودان قبل الانفصال، وربيكا قرنق، أرملة مؤسّس الحركة الراحل جون قرنق.

وحدث اقتتال داخلي راح ضحيته الآلاف من الجنوبيين، حتى فر (مشار) إلى أوغندا، وما زالت الأمور غير مستقرة.

يحاول الغرب وعلى رأسه أمريكا الداعم الرئيس للانفصال لملمة الصراع، لكن أمام الصراعات الإثنية أو الدينية تعجز أي قوة، مع ميل الغرب لتنحية سلفا كير لأنه لم يقدم شيء خلال فترة رئاسته الأولى للبلاد بل العكس هو هو جزءاً كبيراً من الأزمة.

المشاركة الثالثة.. من: عصام الدين سنان ـ مدير مشروعات إعلامية إفريقية:

8 ـ برأيك ما السبب في ضعف المصادر باللغة العربية عن الإعلام الإفريقي؟

ظلت مصادر الدراسات عن إفريقيا تعتمد على الكتابات الغربية وترجمة المراجع الغربية لفترة طويلة وما زالت، وبالتالي كان الاعتماد كلية على استقاء المعلومات من مصدرها الغربي المتحيز غير المحايد، لكن في الفترة الأخيرة نشهد حركة تأليف تعتمد على القلم الإفريقي والعربي بدأت ضعيفة ولكنها تقوى يوماً بعض يوم.

أضف إلى ذلك عدم اهتمام الأنظمة السياسية العربية بإفريقيا جعل هناك ندرة في مراكز الأبحاث أو التخصصات الإفريقية في الجامعات وبالتالي فحركة التأليف بالعربية غير منتشرة.

بالإضافة إلى قلة الدراسات الميدانية عن إفريقيا لضعف التمويل والإمكانات .

9ـ  كيف يمكن  للإعلام الإفريقي الوطني مواجهة التغلغل والهيمنة الأنجلو سكسوني؟

الإعلام الإفريقي ضعيف للغاية وهو يعتمد على جهود فردية، غير الإعلام الحكومي الإفريقي الذي يغرد في سرب الأنظمة والدفاع عنها.

المواجهة صعبة وغير متكافئة لكن أن نكون موجودين خير من عدم وجودنا واعتقد الزمن والوعي كفيلان بالتجويد والإتقان وهناك مبشرات كثيرة.

والفيصل هو نشر الوعي والانتماء والرغبة في التغيير والتحرر من التبعية لدى الشباب الإفريقي وسيصنع المعجزات.

10 ـ ما زال الحصول على الخبر الصحيح في الِشأن الإفريقي صعبا في ل اختلال  توازن النشر والبث بين العالم الأول والثالث.. فما الحل؟

هذا السؤال متعلق بالذي قبله، الإعلام الإفريقي في مرحلة الضعف، ولا يوجد مصدر مستقل قوي يمكن أن نثق فيه ليعطينا المعلومة، الأمر يحتاج جهودا جبارة، توجد تجارب ناجحة لوكالات أنباء إفريقية مثل وكالة أنباء بانا برس ووكالة أنباء وأبا نيوز، لكنها وكالات أنباء عامة لا تتوسع في قضايا المسلمين وهمومهم وخاصة الأقليات.

الأمر يقودنا إلى أهمية وجود وكالات أنباء إسلامية وقنوات فضائية وصحف ومجلات ومواقع إنترنت تحرر الخبر من مصدره وتنشره ..

11 ـ اهتمت مجلة قراءات إفريقيا بالعديد من الملفات الهامة لكن نلاحظ عدم وجود اهتمام بالإعلام الإفريقي؟

تطرقنا في المجلة للحديث عن الإعلام الإفريقي، العدد القادم 31 يصدر بداية يناير 2017 فيه دراسة عن الإعلام الإفريقي، ولكننا نعاني من وجود متخصصين يمدوننا بالمقالات أو الأخبار .. مع بعثرة النشاطات الإعلامية في إفريقيا.

المشاركة الرابعة.. شادي الأيوبي ـ صحفي مقيم في اليونان:

12 ـ بحسب رأيكم.. ما هي أسباب الانقطاع الإعلامي بين مسلمي إفريقيا وبين المسلمين في منطقة الشرق الأوسط (الدول العربية)؟.. وهل ترون من وسيلة “ما” لعودة التواصل الإعلامي مع مسلمي إفريقيا؟

الانقطاع ليس إعلاميا فقط، الانقطاع الإعلامي نتج الانقطاع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، السبب الرئيس في الانقطاع هو حالة الضعف التي مرت بها الأمة في آخر قرنيين من الزمان وتمكن الغرب منهم وتمزيق أمتهم وإسقاط الخلافة الرابطة الأم للمسلمين، وبالتالي حدث تمزق للجسد الإسلامي ككل من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه.

الغرب لعب دورا كبيرا في فصل أجزاء الأمة عن بعضها وبث روح الفرقة وإثارة الصراعات والخلافات مما عمق من الانقطاع.

عودة التواصل ممكنة بل بدأت وإن كانت في بدايتها، تعتمد على الرغبة والرؤية ووعي النخب السياسية وأصحاب الأموال والمثقفين والمؤسسات الإعلامية، عندما يتواصل المسلمون والعرب خصوصا مع إفريقيا ثقافيا وفكريا واجتماعيا يظهر أثر ذلك في مؤسسات ومشروعات إعلامية.

السودان وهي إفريقيا الصغيرة بها قنوات فضائية وغيرها لها علاقات إفريقية، كما يوجد اتحاد الإذاعات الإفريقية وغيرها من المشروعات المشتركة، لكننا نود إيجاد مشروعات أكبر، قنوات فضائية عربية إفريقية مشتركة مثلا، وسائل إعلامية تخاطب إفريقيا بلغاتها والعكس مؤسسات إفريقية تخاطب العرب، اتحاد للقنوات الفضائية المتخصصة في إفريقيا.

 

المشاركة الخامسة.. ويدراوغو سالفو(صالح) ـ حامل الماجستير وطالب الدكتوراه ـ أستاذ في جامعة الهدى في بوركينافاسو ـ تخرجت في كلية الدعوة الإسلامية في ليبيا:

13 ـ لماذا الإعلام العربي لا يكترث بشؤون إفريقيا وخاصة المسلمين مع وجود جهود كبيرة على الصعيد الدعوي؟

هذا السؤال مهم جدا وهو يعتمد أيضا على السؤال السابق .. وأزيد أن الجسد الإسلامي عانى كثيرا من الفرقة والضعف والانهيار وعدم وجود إرادة سياسية أو فكرية للنهوض مرة أخرى.

لذا فكل يبكي على ليلاه، وكلٌ مشغول بهمومه الذاتية، وعدم الاكتراث بغيره من المسلمين.

الإعلام العربي يسيطر عليه حفنة من العلمانيين الذين يسيرون في ركب الغرب ينشرون الفساد والانحلال والتغريب وإضعاف الجسد الإسلامي لذا لا يكترثون بإفريقيا أو غير إفريقيا .. هم يطبقون سياسات الغرب في إبعاد الأمة عن بعضها، وهذا لا يمنع من وجود جهود مخلصة تسعى أن تقدم الواقع الإفريقي وتنشر قضاياه وتعرف العرب به .. وتشكيل حالة من الوعي بالقضايا الإفريقية.

مواضيع ذات صلة