دفعت مشاهد الحرق اليومي التي يقوم بها الجيش البورمي والمليشيات البوذية المسلحة لبيوت وقرى الروهينجيا في آراكان بنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتدشين حملة إعلامية نصرة لمسلمي الروهينجيا في آراكان الواقعة غرب ميانمار (بورما
سابقاً)، هاشتاج “آراكان تحترق”.
وتأتي الحملة وفقاً للنشطاء في ظل صمت عالمي على الجرائم المتصاعدة وبشكل غير مسبوق تجاه مسلمي الروهينجيا التي أدت وفقاً لوسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان إلى حرق عشرات القرى وتدمير مئات البيوت وتهجير آلاف السكان الذين أضحوا في العراء وينتظرهم مستقبل مجهول في وقت تتصيدهم عصابات بوذية مسلحة من الأرض بينما تقصفهم مروحيات الجيش الميانماري من السماء.
ويتعرض مسلمو الروهينجيا في آراكان في ميانمار منذ عقود لقمع الحكومات الميانمارية البوذية المتعاقبة حتى وصفتهم الأمم المتحدة بأنهم أكثر الأقليات العرقية اضطهاداً في العالم.
وجاءت هذه الحملة الإعلامية “#آراكان_تحترق” لتطالب الحكومات والمجتمع الدولي بسرعة التدخل وإنقاذ شعب الروهينجيا من عمليات القتل والحرق التي تشهدها آراكان بشكل يومي ومتواصل.
وقد تصاعدت في الأيام الأخيرة حملات القمع بعد إعلان حكومة ميانمار آراكان منطقة عسكرية، ونشرت قناة “الجزيرة” القطرية نقلاً عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريراً يؤكد قيام سلطات ميانمار بحرق أكثر من 430 منزلاً لمسلمين بآراكان بعيد إعلان الولاية منطقة عسكرية.
وعلى الرغم من الحصار الإعلامي الذي تفرضه سلطات ميانمار فإن صور الانتهاكات استطاعت كسر هذا الحصار وانتشرت مقاطع فيديو تبين قتل عدد من النساء والأطفال والشيوخ قرب نهر في منطقة “منجدو”، كما انتشر مقطع مرئي يبين حرق عدد من البشر داخل قرية، وبجوار الجثث رجال ونساء يبكون وينوحون.
وبحسب نشطاء، فإن الدعوة لتلك الحملة تأتي بسبب أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الميانماري خلفت قتلى مدنيين عزل، وباستخدام مقذوفات وقنابل شديدة الانفجار عبر غارات جوية تقوم بها المروحيات العسكرية؛ مما أدى إلى وقوع عشرات القتلى من النساء والأطفال في عدة قرى في آراكان، إضافة إلى تعمد أفراد الجيش إحراق البيوت المبنية من الأخشاب وأوراق الشجر.
وطالب الناشطون الأمم المتحدة بضرورة إجراء تحقيق دولي بإرسال مراقبين دوليين على وجه السرعة، للتحقيق في العمليات العسكرية الإجرامية ونوعية المواد المتفجرة التي يستخدمها الجيش الميانماري.