القائمة الرئيسية
 الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

الشيخ حمد الصباح: العمل الخيري الكويتي تتوارثه الأجيال

حوار: محمود بكر

العمل الخيري الكويتي عمل مميز، اشتهر داخل الكويت وخارجها، وإذا تجولت في كثير من دول العالم سوف تجد بصمة من بصمات العمل الخيري

الشيخ حمد الصباح

الشيخ حمد الفهد الصباح

الكويتي، فالآبار التي حفرت بعطاء الخيرين من أبناء هذا البلد، والمساجد التي عمرت بسخائهم، وقوافل الإغاثة التي حملت ووجهت إلى المناطق المنكوبة… وغير ذلك من الأعمال الخيرية التي تنوعت وتعددت لهذا البلد الطيب المعطاء.

فقد آلت الكويت على نفسها إلا أن يكون من بينها رجال يحبون العمل الخيري أكثر من حبهم لأنفسهم، بل إن كثيرًا منهم نذروا أنفسهم لهذا العمل شيبا وشبابا، الكل مسخر بحول الله وقدرته لخدمة الدين الإسلامي، ورفعة شأن الأمة، وتقديم المساعدة والعون للآخرين في أي مكان في العالم، بل امتد هذا العمل إلى الإنسانية كلها، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون، وبذل الغالي والنفيس لتقديم المساعدات للآخرين وإغاثتهم، والقيام بالمشاريع المتنوعة في تلك البلدان.

لقاؤنا في هذا العدد مع أحد أبناء الأسرة الحاكمة أسرة “آل الصباح” الكرام، الذين يحلمون بترك بصمة في العمل الخيري بالرغم من صغر سنه وشبابه.. إلا أن حبه لهذا العمل جعله في مقدمة الركب الخيري، إنه الشيخ حمد الفهد المالك الصباح، في لقاء مع «البشرى»..

* كيف تنظرون إلى العمل الخيري الكويتي؟

العمل الخيري الكويتي ناصع البياض، يشرف كل مواطن على أرض هذا البلد الطيب، والشعب الكويتي يتميز بحبه لعمل الخير، ولو أحضرت خريطة العالم ووضعت يدك على أي دولة ستجد فيها مشروعًا خيريًّا كويتيًّا، ومعلمًا من معالم ذلك البلد، لقد ذهبت إلى عديد من البلدان ورأيت هذا بعيني.

والعمل الخيري في الكويت تتوارثه الأجيال، جيل وراء جيل، ونحن نقوم بغرس هذا العمل في نفوس أبنائنا؛ لأنه الضمانة والحصن لهذا البلد المبارك، فهو في نفوس أبناء البلد قديم قدم حياتهم على أرضهم الطيبة، حتى أصبحت الكويت قبلة ومنارة في العمل الخيري، ولقد رأينا هذا بأعيننا بالأمس القريب في ملتقى ديوان الخير الحادي عشر، خاصة في كلمة كازخستان التي أشادت بالعطاء الكويتي.

لقد خطت الكويت مراحل كبيرة في العمل الخيري، فلم يصبح عملًا تقليديًّا، فالكويت بفضل الله عز وجل قامت بإنشاء عديد من الجامعات والكليات المتخصصة في الخارج، ودعمتها بكل الوسائل والطاقات لتؤدي خدمة حضارية غير مسبوقة في العمل الخيري.

* هل هناك صعوبات تواجه العمل الخيري؟ 

بفضل الله عز وجل لا توجد صعوبات تعيقنا عن عمل الخير في دولتنا الحبيبة الكويت، بل بالعكس، نجد كل الدعم والمساندة من الأسرة الحاكمة وعلى رأسهم سمو أمير البلاد  حفظه الله ورعاه، و كذلك رجالات الدولة من مختلف أطياف المجتمع الكويتي، وما كان ذلك إلا أن العمل الخيري الكويتي صفحته ناصعة البياض، لا يحمل إلا الخير للعالم أجمع، ولكننا نحتاج إلى التفاعل أكثر مع العمل الخيري، ونحتاج إلى المزيد من جهود شبابنا، وتفعيل العمل التطوعي، وكانت لجنة التعريف بالإسلام سباقة في هذا العمل حينما قامت بتأسيس فريق عمل تطوعي يساند ويدعم عمل اللجنة الخيري المتنوع والمتشعب، وهذا الفريق قائم على ثلة من شباب الكويت المتحمس لفعل الخير، والحمد لله أنجزوا خلال مدة قصيرة كثيرًا من الأعمال والأنشطة الابتكارية.. فجزاهم الله عنا خير الجزاء.

 * كيف ترون العمل الذي تقوم به لجنة التعريف بالإسلام؟.

عمل اللجنة غير مسبوق، فاللجنة تمثل الواجهة الحضارية والثقافية للإسلام، وتقوم بعمل قل أن يقوم به الآخرون، لقد  اتسعت رقعة اللجنة في العام 1978م، ورأينا بأعيننا كيف تطورت وكبرت من شقة صغيرة بعمارات الأوقاف، إلى 21 فرعا ومركزا دعويا منتشرة على مستوى الكويت، وما كان ذلك ليتحقق إلا بوجود رجال لهم همة عالية وهدف وطموح يسعون إلى تحقيقه بأسلوب يغلب عليه الحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالحسنى، جزاهم الله عنا خير الجزاء، وسدد على طريق الخير خطاهم.

* كيف تقيِّمون عمل لجنة التعريف بالإسلام؟

اللجنة تقوم بجهد جهيد في سبيل دعوة غير المسلمين، وهذا جهد كبير تقوم به دول في الغالب، ويمثل تحديًا وعبئًا كبيرًا على اللجنة، فهي بحاجة إلى الدعاة بمختلف اللغات للدعوة ولرعاية هذا العدد الكبير من المهتدين الجدد، والتحدي الآخر هو الوسائل الدعوية التي تقوم من خلالها اللجنة بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، ولنا أن نتخيل أن اللجنة بحاجة إلى وسائل دعوية لدعوة أكثر من 500 ألف شخص من غير المسلمين في الكويت، وكذلك رعاية هؤلاء المهتدين الذين يدخلون الإسلام سنويًّا عن طريق اللجنة، وقد اقترب عددهم من الـ5 آلاف شخص، ونحن ندعو الآخرين إلى المساعدة والمساهمة ودعم عمل اللجنة الخيري .

* قمتم برعاية رحلة عمرة “شيخة المضحي”.. ما هي انطباعاتكم عن تلك الرحلة؟ 

كانت برعاية أخي الأكبر الشيخ عبدالله الفهد ولكن لظروفه الخاصة كلفني بالحضور نيابة عنه، رحلة العمرة تلك كانت مخصصة للمهتدين الجدد والجاليات الإسلامية وتسعى لجنة التعريف بالإسلام من خلالها إلى تحقيق حلم كل شخص في زيارة بيت الله الحرام، وأردنا أن نشاركهم في الأجر من خلال الاستجابة للدعوة الكريمة التي وُجهت لنا من الأخ المحامي منيف العجمي، وذلك من أجل توصيل معانٍ ومشاعر محددة إلى هؤلاء المهتدين الجدد وأبناء الجاليات ببيان أن الإسلام دين الرحمة والتراحم والتواصل والتكافل.

 بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المشاركة منا تعد أقل القليل لتلك العمالة التي تعمل على أرضنا، وتساهم في نهضة وطننا.

* الحملة الدعوية الجديدة للجنة التعريف بالإسلام تحمل اسم «خلك فعال.. بطيب الأفعال» كيف ترون هذه الحملة؟ 

نرى أن تخلق المسلم بالأخلاق الإسلامية دعوة إلى الله عز وجل، وكل خلق إسلامي إذا نظرت في جوهره فهو دعوة إلى الإسلام، ويحضرني في هذا المجال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: “تبسمك في وجه أخيك صدقة”، هذا الحديث بالرغم من كلماته القليلة فقد أسلم بسببه كثيرون، ففكرة السعادة والطمأنينة التي يراها غير المسلمين على وجوه الإنسان المسلم، وتبسمه الدائم في وجه الآخرين مدخل عظيم من مداخل الإسلام.

فيجب علينا جميعا تفعيل تلك الحملة والانضمام لها، وأن تكون أخلاقنا الإسلامية هي دعوتنا للآخرين للتعرف على الإسلام والإقبال عليه.

* كلمة أخيرة.

أذكر نفسي المقصرة وإياكم بالعبء الدعوي الكبير الذي يجب أن يكون على قدره، ونسأل الله القبول وليس الرياء للناس كما نتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على لجنة التعريف بالإسلام لجهودهم الكبيرة في الدعوية إلى الله، ونثني على كل إنسان على هذه الأرض يتطوع من أجل دينه وبلده، وكل مؤسسة تساهم لتعزيز الأخلاق والقيم في المجتمع الكويتي بصفة خاصة وفي الوطن العربي بصفة عامة.

—–

المصدر: مجلة البشرى.

مواضيع ذات صلة