عبد الله بن عبدالرحمن آل محسن
عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح؛ فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير مغلاقاً للشر، وويل لعبد
جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير”.
مقصد
لا شك أن الكثير من الناس ذكوراً وإناثا كثيراً ما يتمنى أن يكون ممن يشرف بخدمة الدين.. بأي سبيل يوصل إلى الهدف النبيل.. إذ إنه استشعر قول الله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
من تلك السبل المؤدية إلى بحر الدعوة إلى الله باب خدمة الدين بهبة العقل.. وأعني فيه جواباً للتساؤل الذي عنونت له في مقالتي ”كيف أترجم الفكرة الدعوية إلى واقع؟“.
لكي لا أطيل عليكم سأبدأ بإيجاز والله هو المعين وولي التوفيق ..
لكي تترجم فكرة دعوية إلى واقع مشاهد ملموس.. اتبع الخطوات الآتية:
1-استعن بالله ولا تقل: مستحيل.. إذ إن الله سبحانه تكفل وتولى إعانة أهل الصلاح .
2- اجعل هذه الآية أمام ناظريك: قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
3-حدد ما مجال المشروع: وأعني به كيف يغذي الهدف الأول وهو الدعوة.. سواء كان اجتماعيا أو تثقيفيا أو وقائيا.
4-انظر ما مدى انتشار الفكرة؟ أعني بِها النظر إلى: هل سبقني أحد إلى خدمة مجال مشروعي أو فكرتي؟.. وإن وجد فما مدى انتشارها؟ وما إيجابيات التجربة وسلبياتها؟
5-دراسة تقبل المجتمع لهذه الفكرة بجميع طبقاته (العامي والمتعلم – المثقف والجاهل – صاحب المركز المرموق ومن هو دونه).
6-البدء في الدراسة الفعلية للفكرة: وأعني بها وضع الخطط الإستراتيجية للفكرة، ومراحل التطور للفكرة واستشارة أهل الخبرة في المجال .
7-تقسيم المهام بين فريق العمل: فيتخصص شخص في المتابعة الإعلامية، والآخر في جمع المواد، وآخر في التنسيق، وآخر في جمع الموارد المالية، ومجموعة في العصف الذهني لاستخراج الأفكار وسُبل إيصال الفكرة الأم, ويحدد لكل مجموعة وقت زمني دقيق ليلتزم به الجميع .
مخرج
وبعد هذه الخطوات الثمان نكون قد ترجمنا المأمول إلى واقع، والفكرة إلى عمل. ولا شك أنه من المتطلبات مواكبة التقنية في المجال المقصود، وانتقاء العاملين بدقة، ووضع مسئول إداري حكيم ليدرس القرار قبل اتخاذه، والبعد عن الفوضوية في العمل، والتدخل في مجالات البعض (جبريا)، أما المشورة فمطلوبة, واحرص على إيجاد سياسة لتطوير عملك؛ فمتى رضيت بما قدمت وما توصلت إليه بدأت في الهبوط.
ثم اعلم يا من رمت الإبحار في محيط الدعوة أن الثمرة قد لا تجنيها أنت أو حتى لا تراها أنت ولا من معك لكن تيقن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
واعمل ولا تُعجب بعملك، وتذكر أن الفاروق بذل نصف ماله، والصديق بذل ماله كله، وعمار بذل عمره للدين والدعوة، ومحمد عليه السلام هو من أوصل الدين ولم يمتن بعمله؛ فلا تُعجب بصنعك .
أسأل الله أن يجعلني وإياك مباركين، وأن يجعلنا مفاتيح للخير جندا من جنود الدعوة، وأن يكفيني وإياك شر أنفسنا من سمعة ورياء.. إنه قريب مجيب.
——
المصدر: موقع إسلاميات.