حوار: ليلى الشافعي
أكد مدير عام لجنة التعريف بالإسلام م.عبدالعزيز الدعيج أن دولة الكويت دورها رائد في إغاثة الملهوف، ودعم المحتاج، ومكافحة الفقر والمرض والجهل وخدمة الانسانية. مشيرا إلى أن الكويت أصبحت ركنا مهما في منظومة العمل الدعوي والخيري محليا وعالميا.
ولفت إلى أن « لجنة التعريف بالإسلام » عروس اللجان الدعوية، وغايتها تعريف الطرف الآخر بالإسلام وفق منهج قوامه الحكمة والموعظة الحسنة.
وقال خلال حواره مع «الأنباء» إن اللجنة تقوم برعاية المهتدين الجدد وتعليمهم وتنمية ثقافتهم الإسلامية، وتتعاون مع الكفلاء والمهتدين.
وتناول آلية التعامل مع غير المسلمين، وكيفية دعوتهم للإسلام، ومتابعتهم بعد إشهار إسلامهم، واحتضانهم والتواصل معهم.. فإلى نص الحوار:
م.عبدالعزيز الدعيج مدير دائرة تقنية المعلومات بشركة البترول الوطنية الكويتية وتعمل متطوعا منذ اكثر من 20 سنة بلجنة التعريف بالاسلام.. هل تجد الوقت الكافي للعمل التطوعي؟
٭ إذا وضع الله تعالى البركة في هذا العمل الإنساني التطوعي وجدنا فيه التوفيق من الله، كما أن بركة التبرع بدينار تصبح ألفا، كذلك الساعة تصبح 10 ساعات ما دامت في خدمة الدين، وكنا -نحن المسلمين- نأخذ الدين من المشايخ والكتب، ولكن نجد من حولنا من الوافدين غير المسلمين لا يفقهون شيئا حتى عن «ما هو الإسلام»، فكانت لجنة التعريف بالإسلام التي هب للتطوع فيها من الشباب الكويتي المحب للتطوع، حتى أصبح للجنة (20) فرعا ومكتبا في أنحاء الكويت، بالإضافة إلى تأسيس مركز الوعي، ثم مركز تايز، ثم عملنا الآن في اللجنة وأصبح هناك تنوع وتنافس وتقديم الأفضل.
ما العقبات التي تواجهكم؟
٭ 70% من العقبات هي الموارد المادية، ولو لدينا دعم لكنا حققنا الكثير، و50% من جهد الموظفين ووقتهم يذهب الموارد، ونعتمد على التبرعات، ولو توفرت الموارد لكان الإنجاز مضاعفا، هذا بالإضافة إلى التحديات العالمية مثل التهجم على الإسلام والإرهاب.
لجنة التعريف بالإسلام والسياسة
وما علاقة لجنة التعريف بالإسلام بالسياسة؟
٭ لا علاقة لنا بالإسلام السياسي لأنه متغير وله أفكار وأهداف خفية وله مصالح، والإسلام لا علاقة له بأي منافع، وشراكتنا المجتمعية بيننا وبين المتبرعين شراكة ناجحة، والحمد لله، وهدفنا فقط تعريف الجاليات المقيمة على أرض الكويت وأن نصل إلى أكبر عدد من الجاليات الشرق آسيوية لتعريفهم بالعبادات؛ لأن معظمهم مسلمون لا يفقهون شيئا عن الإسلام، ويحتاجون توضيح صورته القائمة على الوسطية والرحمة والإخاء.
ما أهم طموحاتكم؟
٭ عمل مركز كبير للتعريف بالإسلام يقدم وظائف متعددة، ويكون فيه متحف إسلامي يبين التراث الإسلامي ومكتبة ثقافية ومكان للتسوق؛ ليعرض كل ما يخص عادات وتقاليد الشعوب المسلمة، وحاليا التصور موجود كمركز إنساني متعدد الأغراض، وتم بالفعل مشاركة التجار، وينقصنا الأرض التي تقام عليها المشروع، والمشروع سيكون مركزا نسائيا متعدد الأغراض وحلمنا كبير.
لماذا عدد الذين يشهرون إسلامهم من الجاليات الآسيوية أكبر من الجنسيات الغربية والأميركية؟
٭ هي نسبة وتناسب؛ فالغرب في الكويت قليلون، والآسيويون بالآلاف.
هل عملكم قائم على الدعوة فقط؟
٭ 20% من عملنا دعوي و80% خدمة المهتدين الجدد ومتابعتهم وتدريبهم، ونحن لجنة ثقافية تعليمية تعمل على نشر وسطية الإسلام.
كم عدد من اهتدى لديكم ثم ارتد عن الإسلام؟ وهل تعطي لجنة التعريف بالإسلام مالا للمهتدين؟
٭ لم يرتد أحد ممن اعتنق الإسلام في لجنة التعريف بالإسلام ، ولا نعطي ولا دينارا لمن أسلم، نعطيه كتيبات فقط.
لماذا يهاجم العمل الخيري من آن لآخر؟
٭ لأسباب كثيرة، فهناك سوء استخدام في العمل الخيري بغير قصد ويفهمه البعض أنه متعمد، والواضح أن العمل الخيري يطور نفسه ولا بد من وضع نظام متطور جدا حتى لا نترك فرصا لأحد لمهاجمته.
هل التبرعات في ازدياد؟
٭ نعم.. بسبب الأزمة السورية تضاعفت التبرعات.
تميز أهل الكويت بتصدير الخير للمحتاجين.. فما سبل هذا التميز؟
٭ تميزنا بعمل الخير وتصديره للمحتاجين هذا من فضل الله جل وعلا ثم الجهد المبارك الذي غرسه الآباء والأجداد، هذا ميراث ورثناه من المحسنين، ونالت الكويت استحقاقا مهما من الأمم المتحدة، وهو مركز العمل الإنساني وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه قائد للعمل الإنساني، وهذا وسام شرف على جبين كل أهل الكويت والمسلمين كافة.
ففي الوقت الذي تلتهم فيه النيران دول الجوار، وأدت إلى تشرد الملايين وقتل مئات آلاف، وتهجير ونزوح جماعي مروع، يتم تكريم الكويت كأول دولة عربية إسلامية بهذا الوسام العالمي، فسمو الأمير قدوتنا في العمل الخيري والإنساني، ونتذكر مقولته: “العمل الخيري تاج على الرأس”، وإبان أزمة الصقيع التي أصابت النازحين السوريين كانت المبادرات والتوجيهات تأتينا من سموه بسرعة تقديم المساعدات والإعانات لأهلنا السوريين وغيرهم.
شهد العمل الخيري والإنساني في عهد سمو الأمير نقلة نوعية على كافة الأصعدة، فأصبحت الكويت رقما مهما في المعادلة الإنسانية، ويكفينا فخرا أننا أقمنا ثلاثة مؤتمرات عالمية للمانحين للشعب السوري، شارك فيها قادة وزعماء من كل دول العالم، ولم تنس الكويت القارة السمراء فعقدت لها قمة مميزة حققت العديد من أوجه التعاون والتنمية لها، وغيرها من الملتقيات العالمية التي تهدف إلى تنمية الشعوب، وتذليل الصعوبات التي تواجهها من أجل توفير مناخ آمن، ينعم فيه الجميع بالعيش بحرية وسلام، هذا على الجانب الرسمي.
أما ما يتعلق بالجمعيات الخيرية والمؤسسات والهيئات والفرق التطوعية الكويتية، فقد ساهمت هذه الأيادي الخيرية في إنقاذ آلاف المشردين من الموت جوعا، وعالجت المرضى عبر مستشفيات ميدانية، وأقامت مؤسسات تعليمية لمحو الجهل والأمية عن الأطفال المشردين، وأقامت لهم المسابقات والأنشطة التي تخفف عنهم الضغط النفسي الذي يعيشونه في محيطهم، فكانت الكويت الأولى عربيا في تقديم المساعدات، وطموحنا بلوغ العالمية.
“لجنة التعريف بالإسلام”.. اسم له وزنه الثقيل في باب الدعوة، حدثنا عن هذه المنارة..
٭ لجنة التعريف بالإسلام هي إحدى اللجان التابعة لجمعية النجاة الخيرية، وكان مقرها عبارة عن غرفة صغيرة، أما الفكرة فكانت لعدد من الشباب الغيورين على دينهم حين وجدوا أمامهم أرضا خصبة للدعوة، وبدأ هؤلاء الفتية في تطبيق الفكرة بتعليم الوافدين بمختلف جنسياتهم، فبدأوا بتعليم اللغة العربية وكيفية النطق بها، ومن ثم تعريفهم بمبادئ الإسلام وقيمه وأركانه.
كان ذلك مقصورا على يوم الجمعة من كل أسبوع، وهو وقت الفراغ الوحيد لدى العمالة المترددة على اللجنة، ومن هذا المنطلق سميت اللجنة باسم «مدارس الجمعة».
حدثنا عن أفرع لجنة التعريف بالإسلام الدعوية؟
٭ هناك قسم الدعــوة، ويختص هذا القسم بدعوة الطرف الآخر للإسلام، من خلال الدعاة الذين بلغوا 85 داعية من الرجال والنســــــاء، من شتى الجنسيات، ويتحدثون لغات مختلفة.
وبفضل الله جل وعلا وصل عدد أفرع اللجنة الآن إلى 15 فرعا في مختلف المناطق الكويتية، ونأمل في زيادة هذه الأفرع لتغطية كل مناطق الكويت.
هل لكم أن تحدثنا عن جانب من إنجازاتكم؟
٭ حجم الإنجاز الذي تحقق بفضل الله تعالى، ثم بجهود القائمين على هذه اللجنة المباركة هو إنجاز مشهود؛ حيث وصل عدد الذين أشهروا إسلامهم منذ نشأتها إلى أكثر من 71 ألف مهتد ومهتدية من مختلف الجنسيات، علاوة على ذلك تقدم اللجنة خدمات اجتماعية وتربوية ودينية وتثقيفية عديدة للمسلمين الجدد، وكذلك لأبناء الجاليات المسلمة ممن يعيشون على أرض الكويت.
إلى جانب تنظيم المحاضرات والندوات والملتقيات لغير المسلمين حيث يتم فيها شرح مبادئ الإسلام شرحا مبسطا وسطيا واضحا، كذلك تقيم اللجنة العديد من الأنشطة الترفيهية والترويحية لغير المسلمين، ناهيك عن إقامة دروس اللغة العربية لغير الناطقين بها بمختلف أفرع اللجنة، وللوصول إلى ذلك الهدف تقوم اللجنة بطباعة وتوفير جميع الوسائل الدعوية من كتب وأشرطة ونشرات للمسلمين ولغير المسلمين بمختلف اللغات.
كذلك تقوم اللجنة بدعم ومد المراكز الخارجية الإسلامية سواء بالدعم المادي، أو المعنوي، وكذلك بالخبرات الدعوية، والتعاون في سبيل خدمة هذا الدين.
كما أن اللجنة أصبحت أول مؤسسة خيرية لديها معهد للتدريب الأهلي، لتدريب العاملين والمتطوعين في العمل الخيري وهو «معهد كامز للتدريب الأهلي» الذي يعمل تحت مظلة جمعية النجاة الخيرية.
بعد أن يصبح المهتدي مسلما، كيف ترعونه في هذه المرحلة البالغة الحساسية؟
٭ لجنة التعريف بالإسلام تحرص على أن يشارك فعالياتها المهتدون الجدد وغير المسلمين، بل هناك مسابقات ثقافية تقوم بها اللجنة بتبرع كريم من أحد المحسنين لشريحة غير المسلمين، وبفضل الله حققت ثمارا طيبة، فعمل اللجنة لا يتوقف عند الدعوة فقط، ولكنها تقوم برعاية المهتدين علميا عن طريق فصولها الدراسية المنتشرة في الأفرع، حيث يدرس المهتدون علوم العقيدة والفقه والأخلاق ويحفظون ما تيسر لهم من القرآن، كما ترعاهم اللجنة ثقافيا من خلال تنظيم الرحلات والمحاضرات والندوات، واجتماعيا بمساعدتهم في حل مشكلاتهم الاجتماعية والأسرية.
كما أن لجنة التعريف بالإسلام تقوم بتسيير العديد من رحلات العمرة للمهتدين الجدد، بالإضافة إلى رحلة الحج، إلى جانب «إفطار الصائم» هذا المشروع العظيم الذي يجمع المهتدين وغير المسلمين من أبناء الجاليات المختلفة.
ما آلية العمل باللجنة وسر تميزها؟
٭ المؤسسية والعمل الجماعي المنظم سر نجاح أي مؤسسة خيرية أو تجارية، ونحن بدورنا نطبق تلك المعايير منذ القدم، ويتم التنسيق بين الأفرع من خلال توحيد الأهداف؛ فأهداف اللجنة بجميع أفرعها واحدة، وهي خدمة الدعوة وتعريف غير المسلمين بالإسلام، ورعاية المهتدين بعد إسلامهم، وذلك من خلال خطة عمل إستراتيجية يتم الاتفاق على بنودها على رأس كل عام في اجتماع يضم مسؤولي الأفرع مع الإدارة، وبالتالي فالأسس الرئيسية التي يقوم عليها العمل واحدة.
ماذا عن فكرة المركز الكويتي الفلبيني الثقافي؟
٭ هو نموذج ناجح جار تعميمه على الجاليات الأخرى؛ فقد نشأت فكرته عندما وجدنا أن عدد الجالية الفلبينية كبير، وأن إقبالهم على الإسلام في زيادة، خاصة من العائلات مما يتطلب وجود مكان خاص يتوجهون اليه، ويلتقون فيه بالدعاة والداعيات، فتم إنشاء هذا المركز ليقوم بجميع المهام الدعوية للرجال والنساء من المهتدين والمسلمين وغير المسلمين، مما يعد قفزة نوعية جديدة ومتميزة في العمل الدعوي، وهذا المركز تم إنشاؤه على غرار سابقة محمودة من اللجنة، وهي إنشاء مركز الوعي لتطوير العلاقات العربية الغربية.
حدثنا عن وسائلكم الدعوية خاصة ونحن في عصر الواتس والتليجرام والإنستجرام..
٭ قامت لجنة التعريف بالإسلام بعمل حسابات لها عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي يتولى الإشراف عليها شباب مميز وبارع في هذا الجانب التقني، وبين الفينة والأخرى نعلن عن مسابقات ثقافية مميزة، كما قامت اللجنة بفضل الله -جل وعلا- بعمل لجنة خاصة بالتواصل مع المهتدين خارج الكويت، سميت “لجنة الدعوة الإلكترونية”، ولديها تواصل راق وفعال مع شريحة عريضة من المهتدين الجدد وغير المسلمين والمهتدين الجدد والجاليات المسلمة التي تعيش في بلاد الغرب.
واللجنة ابتكرت وسيلة دعوية جديدة أطلقت عليها «بطاقات التعريف بالإسلام الذكية» تهدف الى استثمار الانتشار الكبير للأجهزة والهواتف الذكية حول العالم، من أجل إيصال رسالة الإسلام، بطريقة سهلة وحديثة، حيث يتنوع محتوى البطاقات الذكية من كتب دعوية، ومقاطع فيديو، ومقاطع صوتية، تهدف جميعها إلى إيصال رسالة الإسلام لغير المسلمين.
وفكرة البطاقات الذكية تقوم على تحويل الكتاب المطبوع إلى كتاب إلكتروني، ثم عمل QR للكتاب وهو ما يشبه الباركود بدلا من طباعته، ثم يقوم المستخدم بتحميل تطبيق الـ QR للكتاب، وبالتالي يتم تحميل الكتاب على هاتفه وقراءته لاحقا، وهذه البطاقات ستكون متاحة للطلب المجاني.
تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها مشروع رائد.. حدثنا عنه.
٭ إن اللغة هي وعاء الثقافة، وركن أصيل من أركان المعرفة والتراث والحضارة، ولغتنا العربية شرفها الله جل وعلا بأنها لغة القرآن الكريم كتاب الله الخالد، وبها تقام الصلاة وهي لغة أهل الجنة.
ونسعى جاهدين إلى نشر لغتنا والعمل على توسعها وانتشارها، وقد كانت فصول تعليم اللغة العربية سببا في تأسيس ونمو وترعرع بستان لجنة التعريف بالإسلام؛ لذا فتعليم الجاليات الوافدة اللغة العربية يمثل أبرز أولوياتنا.
وتبلغ تكلفة تعليم الدارس لدورة واحدة 25 دينارا، وتعليم 10 دارسين لدورة واحدة 250 دينارا، ورعاية فصل كامل لمدة سنة كاملة 200 دارس × 25 د.ك = 5000 دينار، ويمكن المساهمة في المشروع من خلال الاتصال على رقم 22444117.