القائمة الرئيسية
 الانفصام الدعوي (2 /5).. مع النفس

هو الإسلام (شعر)

د. عبد الرحمن العشماوي

الإسلام دين السلام

من الإسلامِ ينبثق السلامُ  *** ويُبنى من مبادئه النظامُ

وتشرَبُ نورَه الصافي قلوبٌ   *** وينهَلُ من مكارمِهِ الكِرامُ

هو الغيثُ الذي يروي عُقولاً  *** بأنقَى ما يجودُ به الغَمَامُ

هوَ النَّهرُ الذي يسقِي قلوبًا *** فينمو الحُبُّ فيها والوِئَامُ

هو الغصنُ الوَرِيفُ يَمُدُّ ظلاًّ *** يفيئنا إذا احْتَدَمَ الزِّحَامُ

لو التفتتْ إليهِ قلوبُ قَومِي *** لما أزرَى بأقصانا اللئَامُ

ولا عانَى من البَاغِي عِرَاق *** ولا عانتْ من الباغي شآمُ

ولا لعبتْ بِنَا رومُ وفُرْسٌ *** ولا أزرَى بعروتنا انفصَامُ

ولا انقطعتْ حِبَالُ القُدسِ عنَّا *** ولا ضاعتْ ولا انفلَتَ الزِّمَامُ

هو الإسلامُ فيضٌ من يَقينِ *** تطيبُ بهِ النفُوسُ ولا تُضَامُ

له في الهند تاريخ عظيم *** وفي السند البطولات الجسامُ

وفي أفريقيا السوداء هَديٌ *** وإيمان به يُمحى الأثامُ

له في تركيا أسوارُ مجدٍ *** تَهاوى دُونَ عزّتِها الطَّغامُ

غضبتُ لديننا من كل ثغرٍ *** يشوّهُه، وليس له لجامُ

غضبتُ لأمتي فيهَا رجالٌ *** على أبوابِ حَيْرتِهم أقاموا

لهم في منهج الإسلامِ نورٌ *** ويشغلهم عن النور الظلامُ

مضوا، لكنْ بِلاَ وعي فضلُّوا *** وفي بحر الهوى واللَّهوِ عَامُوا

ثقافتهم ثقافة سامِريٍّ *** له مالٌ وليسَ لهُ ذِمَامُ

غضبتُ لأمتي، فيها نِسَاءٌ *** سحائبهن في الدَّعوَى جَهَامُ

لهنَّ من الهُدَى ظلٌ ظليلٌ *** ويصرفهُنَّ في البيدِ القَتَامُ

غضبت لهن، لا رأيٌ حكيمٌ *** ولا فعلٌ يطيبُ ولا كلامُ

وهُنَّ مدارس الأجيال فيها *** معالم عزّ أمتِنَا تُقامُ

غضبتُ لقومنا، شُغِلُوا بِوَهْمٍ *** فضَاعوا في مسالِكِه وهَامُوا

تَساقَوْا من كؤوسِ الغَربِ حتَّى *** أصابَ عقولَهم منها السّقَامُ

وأشغلهُم صراعٌ مذهبيٌ *** تصيبُ ظهورَنَا منه السِّهَامُ

خِصامٌ فرَّق الأوطانَ حتَّى *** أراقَ دماءنَا هذا الخِصَامُ

غضبتُ لنَا، يجمعُنَا هُدَانَا *** وما زلنا يفرِّقُنَا انقسامُ

هو الإسلامُ، يمنحنَا كُنوزَاً *** من التقوى إذا كثر الحُطام

جميل أن نمد له جسورًا *** وأن يأوي لدوحته الحَمامُ

فهذا ديننا فجرٌ مبينٌ *** وهذي عندنا الهِمَمُ العِظَامُ

وهذا عندنا “حرم عظيم” *** و”كعبتنا” و”زمزم” و”المقامُ”

هو الإسلامُ، أشجارٌ وظلُ *** يطيب لمن تُفيّئُه المُقَامُ

هو البستانُ تعشَقهُ الروابي *** وتألفه البلابلُ واليَمَامُ

هو الأفقُ الفسيحُ فلا انطواءٌ *** يحاصِرُ مشرِقَيْهِ ولا انهزامُ

هو الإسلامُ منهجهُ سلامٌ *** على الدنيا، ومنْطِقُهُ سلامُ

__________

* المصدر: مجلة حراء.

مواضيع ذات صلة