توفي، الإثنين 13 يناير، المفكر الإسلامي الألماني مراد هوفمان عن عمر يناهز 89 عاما بعد معاناة مع المرض.
وأعلن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا على موقعه الإلكتروني وفاة هوفمان الذي كان يشغل عضويته الشرفية.
ووصف المجلس هوفمان بـ”المفكر الرائع والباحث وبأنه شخصية عالمية المستوى ومصدر إلهام لكثير من الناس والأجيال”.
ونعى الأزهر الشريف المفكر والسياسي الراحل. وقال الأزهر في بيان له إن الراحل ساهم في الفكر الإسلامي بعدد كبير من المؤلفات بينها “الإسلام كبديل” و”الإسلام في الألفية الثالثة ديانة في صعود” وكتاب “الطريق إلى مكة”.
وأشار بيان الأزهر إلى أن تلك المؤلفات أحدثت نقاشات واسعة في الأوساط الثقافية والفكرية داخل ألمانيا وخارجها، حيث تحدث فيها عن عظمة الإسلام وتفرده وقدرته كدين إلهي على قيادة البشرية في المستقبل.
وأكد أن كتابات هوفمان “أثرت في كثير من المسلمين وغير المسلمين”.
كما نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان عبر موقعه الإلكتروني، هوفمان، قائلا إنه “دافع عن الإسلام برؤية عصرية”.
وأضاف أن هوفمان “وضع ثقافته وخبرته الدبلوماسية في خدمة الدعوة الإسلامية بمفهوم عصري وقراءة واعية للحضارة الإسلامية “.
ولد ويلفريد هوفمان، الذي أصبح اسمه فيما بعد مراد هوفمان عام 1931 في ألمانيا، وشهد الحرب العالمية الثانية وحصل على الدكتوراه في القانون الألماني عام 1957 من جامعة ميونيخ.
وعمل هوفمان في الخارجية الألمانية ثم كان سفيرا لبلاده في عدة دول عربية وإسلامية منها الجزائر والمغرب فكان ذلك سببا في معرفته بالإسلام وتعاليمه عام 1980.
قصة إسلام مراد هوفمان
تعرض هوفمان وهو في مقتبل العمر لحادث مرور مروّع، فقال له الجرّاح بعد أن أنهى إسعافه: “إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد، وأتوقع أن الله يدّخر لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جداً”.
اعتنق هوفمان الإسلام بعد دراسة عميقة له، وبعد معاشرته لأخلاق المسلمين الطيبة في المغرب، مما شكل صدمة في ألمانيا بسبب قوته السياسية والمناصب الرفيعة التي تولاها، أحب الفن الإسلامي كثيرا وتأثر بالثورة الجزائرية ضد الفرنسيين فاعتبرها سببا لإسلامه.
وعندما أشهر إسلامه حاربته الصحافة الألمانية محاربة ضارية، وحتى أمه لما أرسل إليها رسالة أشاحت عنها وقالت: “ليبق عند العرب !.
ولكن هوفمان لم يكترث بكل هذا، وقال: “عندما تعرضت لحملة طعن وتجريح شرسة في وسائل الإعلام بسبب إسلامي، لم يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم اكتراثي بهذه الحملة، وكان يمكن لهم العثور على التفسير في هذه الآية ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)).